المجتمع المتساهل وسهولة اختراقة !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ……..
ينصب قلق علماء الاجتماع وغيرهم على محاور الثقافة والمجتمع في ظل الحداثة والعولمة ، التي تفرض نفسها بقوة من خلال محاور كثيرة قانونية اوفتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام بانواعه ووسائله ، حيث تتضمن كثير من المعطيات الحديثة ، انحطاط وتخلف اخلاقي منظور في كثير من البرامج والوسائل المتعددة المعتمدة لشخصيات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي ، تستهدف الشباب وتعمل على تشويه ثقافتنا بحلول مغلوطه ، وطرح سمات مألوفة تخفي لبساً بين ثناياها .
فهناك الفردانية حيث يعيش الغالبية في عالم يعتبره الكثيرون خاصاً بهم ، حيث يختارون طرق حياتهم ، ويسلكون عادات وتصرفات وفقاً لافكارهم ومعتقداتهم لم نعتاد عليها سابقاً ، متجاوزين القيم الاخلاقية ومستخدمين القيم السوقية والتسويقية متجاوزة البنية المجتمعية القيمية بحرية بدون سقف ، كما نشاهد ذلك للعديد من الفنانات والفتيات اللواتي امتهن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، من اجل تحقيق مكاسب مالية وشهرة مجتمعية في ظل مجتمع متساهل مع تلك الحالات الفردية .
لخلق نظم اجتماعية ووسائل بعيدة عن ديننا الحنيف والقيم والاخلاق ، دون ان تخضع تلك الممارسات الى أية قوانين او تشريعات يتم ضبطها ، ولا تقيم للمخاطر التي ستنعكس على شبابنا وعلى المجتمع ككل وحياتنا ، ان هيمنة التقنية الحديثة ساهمت بشكل رئيسي في تسطيح النسيج الاجتماعي ، حيث تم صهر كل ما هو صلب في طريق ذلك بقوة الدول القوية في فرض الحريات وتلك التقنيات .
معتبرين ان ابناء شعبنا يعيشون في قفص حديدي لا بد من تحريره بوسائل تقنية حديثة ، تعطي مساحة كافية للشباب للتحرر والتعبير عن ذاته بسلوكيات افكاره ، حتى ولو كانت منحرفة وغير اخلاقية ، ولتبقى الغالبية من الشباب منحبسين في زوايا منزلية ليستمعوا بهناء .
هذه الحياة عبر ذلك التواصل من باب مفتوح على مصراعيه بشكل جديد وحديث ، إنه استعمار ناعم وحكومات ناعمة واجراءات ناعمة .
لكن يبقى للأهل والمدرسة والمجتمع ، من خلال المنظمات الاهلية الخاصة بالتوعية والثقافة لهم الدور الرئيسي والكبير في وضع التوازنات القيمية والاخلاقية لكثير من الممارسات والسلوكيات ، التي تشكل خطراً على البيئة المجتمعية .
فهناك قوة اخلاقية لا بد من تفعيلها حول تلك الافكار التي تؤدي الى التفسخ الاخلاقي والانحطاط ، كما نشاهده على السوشل ميديا وغيرها .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]