ما يدور في منطقتنا والعالم من أحداث يصب في مصلحة محور المقاومة ووحدة الأمة
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
نحن شاهدنا قبل عدة أشهر لقاء بايدن وبوتين والذي إستغرق ساعات عدة تم من خلالها وضع النقاط على الحروف لكل ما يدور في منطقتنا والعالم والمتابع للأحداث يجد بأن الأمور المعقدة بدأت عقدها بالحلحلة بعد ذلك اللقاء الذي ضم قادة أقوى دولتين في العالم، وبغض النظر عن كل التصريحات الإعلامية التي تجري بين الفينة والأخرى في تلك الدول وبين قادتها وسياسييها وإعلامها إلا أن المصالح متفق عليها بين الدولتين، والراجح أن حنكة بوتين المعروفة خلال اللقاء أقنعت بايدن بحل كل المشاكل والأحداث المفتعلة من قبل الإدارات الأمريكية السابقة والتي لم تجر لهم إلا الفشل والهزيمة تلو الفشل والهزيمة والتي جرت في الشرق الأوسط أي في دولنا ومنطقتنا والعالم أيضا، لذلك يجب حلها لتحافظ أمريكا على مصالحها وماء وجهها أمام شعبها وشعوب العالم أجمع…
فتم الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان في وقته رغم كل الإعتراضات في الداخل الأمريكي وبغض النظر عن كل الأحداث التي جرت فترة الإنسحاب وما زالت جارية إلا أن الأوضاع بكل مجالاتها في أفغانستان سيتم حلها مع حركة طالبان وحكومة الشعب الأفغاني وبموافقة وبتنسيق كامل ومشترك مع دول الجوار وأمريكا وقطر وسيتم الإعتراف الكامل بحكومة الشعب الأفغاني بعد التعديل عليها وإشراك كل القوميات الأفغانية في الحكومة، أما الإعتراف الأمريكي بحركة طالبان فقد تم منذ عقد أول اللقاءات في الدوحة، وسيتم إعادة كل الأموال الأفغانية المحجوزة في أمريكا وأوروبا إلى حكومة الشعب الأفغاني الشاملة القادمة وستقوم دول الجوار لإلتقاء المصالح بينها داخليا وتكاملها مع أمريكا بالذات وروسيا والصين وإيران وتركيا بإعمار أفغانستان وكل بنيتها التحتية في الأشهر والسنوات القادمة…
وفي منطقتنا بلاد الشام فالكل يعلم بأن هناك لقاءات جرت بين وزراء الطاقة في الأردن وسورية ومصر ولبنان لتشغيل الخط العربي لإيصال النفط والغاز بكل أنواعه إلى لبنان وكان ذلك بعد لقاء الملك عبدالله الثاني بن الحسين ببايدن وبوتين والتوافق على ذلك وقد يكون قرار التوافق الأمريكي الأردني بالذات مع روسيا وسورية قد أجل لعدة أشهر وسنوات لكن ما حفز الأمريكان بإصدار القرار والسماح بكسر الحصار وقانون قيصر على لسان السفيرة الأمريكية في لبنان هو خطاب السيد حسن نصر الله المشهور والذي وعد وأكد فيه للشعب اللبناني والعالم أجمع بإيصال كل ما يلزمهم من بنزين وديزل وكاز وغاز من إيران الإسلامية وصدق وعده ووصلت أولى البواخر الإيرانية المحملة بالنفط إلى سورية المقاومة وحملت بصهاريج إلى الشعب اللبناني وبغض النظر عن تصريحات ميقاتي الغير مبررة والمدسوسة والتي لم يوافق عليها الشعب اللبناني بأكمله ورفضتها أحزاب المقاومة رفضا تاما إلا أن الأمور كلها تسير لصالح الشعب اللبناني وللمقاومة إن شاء الله تعالى…
وأيضا هناك لقاءات حصلت بين الأردن ومصر والعراق أدت فيما بعد إلى رؤية تلك الدول للمنطقة والتي نقلها الملك عبدالله لبايدن وبوتين أدت إلى حلحلة الأمور وتمت لقاءات وأكدت تلك الدول على دعم العراق لخروج القوات الأمريكية ودعمت الإنتخابات العراقية التي ستجري خلال أيام قادمة في العراق ودعت إلى أن يتم عمل كل ما يضمن نزاهة تلك الإنتخابات والتي تحدد مصير الشعب العراقي في السنوات القادمة والمستقبل…
وهناك أيضا إتصالات عبر وسطاء بين أمريكا وإيران يؤكد موافقة أمريكا للعودة إلى الإتفاق النووي الذي وافقت عليه كل الدول ورفع العقوبات أو بعضها عن إيران وشعبها والأشهر القادمة بإذن الله سيتم إنهاء ذلك الملف الذي عانت منه كل الدول حتى وصلوا جميعا في الماضي القريب لإتفاق شامل وناجح وضامن للجميع لولا التخويف الصهيومستعرب من ذلك الإتفاق والذي جعل ترامب ينسحب منه بناء على تلك المخاوف المرضية ويلغيه نهائيا ولا يعترف به إرضاءا للصهيومستعربيين…
وهناك لقاءات تمت بين السعودية وإيران في العراق وقد تحل كل الخلافات أو بعضها بين البلدين وإيقاف الإتهامات السعودية لإيران بدعم الحوثيين بالصواريخ التي تطلق على المناطق السعودية والكل يعلم أن تلك الصواريخ والطائرات المسيرة هي صناعة يمنية بإمتياز والشعب اليمني والحوثيين في صنعاء قد ظلموا من حرب ظالمة فرضت عليهم من الخارج وبالتعاون مع وكلاء الداخل التابعين للسعودية والإمارات والذين تقاتلوا ويتقاتلون الآن فيما بينهم وقد ثار عليهم شعب عدن وغيرها من المناطق مرات عدة رافضين التواجد السعودي والإماراتي على أرض اليمن، ولا ننسى أن أحد الأسباب التي جعلت أمريكا تتخلى عن بن سلمان هو رفضه لإيقاف الحرب على اليمن وتعنته وعناده وتصميمه على الإستمرار بتلك الحرب الظالمة ليظهر نفسه بأنه المنتصر وكل أجهزة الإستخبارات الأمريكية والأوروبية تثبت بهزيمة بني سلمان وهادي والمجلس الإنتقالي في عدن وفي كل الميادين اليمنية…
وأيضا كان هناك لقاءات عدة بين مدراء المخابرات في سورية وتركيا وأيضا بين مصر وتركيا ونرجوا أن تقوم قطر أيضا بالحوار المباشر والفوري مع سورية المقاومة وأيضا هناك لقاءات مستمرة منذ سنوات بين سورية والأردن ومنها آخر لقاء بين وزير الدفاع السوري وقائد الجيش الأردني وأيضا غيرها من اللقاءات بين الدول العربية والإسلامية والعالمية لحل كل المشاكل المفتعلة في منطقتنا والعالم والتي خطط لها بعض قادة الغرب المتصهين ووكلائهم بعض المستعربين من دول الخليج لنشر المؤامرات والخلافات والفتن والحروب بين الشعوب والدول الكبرى والصغرى منذ أحد عشر عاما وما زالت كل الدول الكبرى والصغرى وشعوبهما تعاني من تبعاتها وويلاتها ومن تبعاتها إنتشار الإرهاب في كل مكان في العالم…
وخلال تلك اللقاءات سيتم تذليل كل الخلافات بين تلك الدول وسيتم التوافق مستقبلا وتبادل السفراء وسيتم تحرير كل الأراضي السورية وتعود لشعبها ولحكومتها السورية وما جرى في درعا وبتنسيق روسي أردني سوري من توافق وخروج المسلحيين الإرهابيين منها إلى غير رجعة هو أيضا لإنهاء تلك الأحداث والأزمة، لأن من مصلحة الأردن وبعض الدول العربية والعالمية إنهاء كل تلك الأحداث المفتعلة وسيطرت الحكومة السورية والجيش السوري البطل على كامل أراضي درعا وغيرها من الأراضي العربية السورية التي تسيطر عليها بعض العصابات الإرهابية التابعة لتركيا…
وستعود كل تلك الأراضي التي سيطرت عليها تركيا في إدلب وغيرها من المدن السورية، لذلك نرجوا أن تبقى هذه اللقاءات بين تلك الدول وأن لا يسمح لأحد من بعض أهل الباطل والفتن والشر في منطقتنا والعالم من أن يوقفها بأي عذر حتى تتنفس منطقتنا الصعداء لأن القادة والجيوش والشعوب أصابها الملل من تلك الفتن والأكاذيب والحروب المفتعلة والتي دمرت الشعوب والمنطقة والعالم…
ويجب أن يكون هناك دعما أمميا لوجستيا كاملا لحلحلة كل الأمور المختلف عليها للتوافق وعودة العلاقات الدبلوماسية بين تلك الدول وكل ما يدور في منطقتنا والعالم من أحداث سيكون في صالح محور المقاومة العربي والإسلامي والعالمي وسيعجل في وحدة الأمة والخلاص من كل العوائق المفتعلة والفتن الداخلية والأفخاخ الكبرى التي وقعت بعضا من تلك الدول فيها تنفيذا لمخططات ومشاريع الصهيوغربيين والمستعربين لتبقى الأمة ودولها وشعوبها وحلفائها في حالة خلاف دائم لا سمح الله ولا قدر…
الكاتب والباحث السياسي…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…