التراخي مع وكلاء وأدوات الخارج في داخل دول الأمة يعيد الإنفلات والفوضى…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي……..
المخطط كان صهيو أمريكي ومستعرب في كل ما جرى في الماضي البعيد والقريب في دولنا العربية بالذات، وقبل عدة أسابيع نشرت مقالة لي بأن ما يجري على الحدود الإيرانية الأذربيجانية والمحادثات السعودية الإيرانية والتفجيرات التي جرت في مساجد بأفغانستان للمسلمين الشيعة وما يجري في تايون الصينية وحلف الناتو وخططه حول روسيا هو إلهاء لإيران ولروسيا والصين بالذات حتى لا تكشف تلك الدول ما يخطط من فرض للأمر الواقع فإما إعادة خلط الأوراق في دولنا العربية والمنطقة والعالم لنعود للمربع الأول من الفتن والحروب الطائفية…وغيرها، أو سيطرت أتباع الصهيوأمريكيين على كل أجهزة الدول العربية والإقليمية والدولية السياسية والعسكرية (الجيش والأمن والإستخبارات) والإعلامية والإقتصادية والثقافية وحتى الإجتماعية لتقيد بل لتقضي على المقاوميين أو ما يسمونهم (أذرع إيران في المنطقة) بشكل كامل وبضربة واحدة، بالرغم من أن الصهاينة وأمريكا يعلمون جيدا بأن هؤلاء المقاوميين هم حماة الخطوط الأمامية للدفاع عن أوطانهم وشعوبهم واعراضهم وخيراتهم وسيادتهم وأيضا للدفاع عن الدول الداعمة لهم كإيران وروسيا والصين…
وما جرى قبل أيام في العراق من تخويف بالسلاح للناس حتى لا تخرج للتصويت للحشد الشعبي وغيره من الأحزاب الداعمة له ومن خرج فقط يصوت لأحزاب جديدة ومعينة تابعة لأمريكا فهو تزوير علني في الإنتخابات وتزوير تاريخي للذين دافعوا عن العراق بالأرواح والدماء ليخلصوه من الإحتلال الصهيوأمريكي أوروبي أولا وثانيا طهروه من عصابات الدواعش الذين سيطروا على كل محافظات العراق حتى وصلوا بغداد لولا المقاوميين من أبناء الحشد الشعبي والداعمين لهم لكان العراق تحكمه ثلة من القتلة والمجرمين بإسم الدين وهو منهم براء وهم أيضا أدوات تنفيذية للإحتلال الصهيوغربي….
وما جرى من ضربات في تدمر السورية من قبل طائرات الصهاينة هو أيضا ضمن المخطط الصهيوأمريكي لقطع الإمدادات والإتصالات بين الجيش السوري والمقاوميين معه في الميدان ولدعم عصاباتهم في الداخل السوري للتحرك من جديد، ولمنع بل وقف الإنفتاح العربي على سورية وليبقى أردوغان تائها بين الحق والباطل ويبقى محتلا لإدلب السورية وغيرها من المناطق السورية ولا يتم التقارب بين أنقرة ودمشق وليتم إيقاع أردوغان بأفخاخ وعود صهيوأمريكية جديدة ليستعد لما هو قادم…
وما جرى في لبنان أيضا هو مخطط مدروس وممنهج ومعد مسبقا عسكريا وسياسيا وحتى إعلاميا لوضع اللوم والخطأ والإتهام على الضحايا الذين سفكت دمائهم وتبرئة الجلاد القاتل والمعتدي على مسيرة شعبية سلمية رفضا وإستنكارا لقرارات القاضي البيطار قاضي المرفأ المسيس ورفضا للضربات الصهيونية على سورية فواجههم رصاص القناصين قتلة الجلاد نفسه سمير جعجع الذي قتل زمن الحرب الأهلية والإجتياح الصهيوني للبنان في السبعينيات والثمنينات الآلاف من الطوائف المسيحية والإسلامية السنة والشيعة ومن كل اللبنانينن والفلسطينين أيضا تنفيذا لأسياده الصهاينة، وأظهر نفسه أنه في ذلك الزمان حينما تعاون مع الصهاينة كان على حق لماذا ؟!! لأنه خرج من السجن وتم دعمه من الصهاينة وأمريكيا والمستعربين وأصبح سياسيا وفي البرلمان اللبناني وفتح قناة فضائية وكون عصابات مسلحة وغير منضبضة تتلقى أوامرها من الصهيوأمريكيين وفي مجزرة المسيرة السلمية يحاول إظهار نفسه إعلاميا بأنه على حق ويضع اللوم على حزب الله وحركة أمل لأنهم سمحوا لأتباعهم بتلك المسيرة السلمية فأية وقاحة وصل إليها هؤلاء القتلة أدوات الصهاينة وأمريكا في دولنا…
ومما لا شك فيه أن وكلاء وأدوات الصهيوأمريكيين داخل دولنا العربية هم وراء كل ما يحدث لنا وفي دولنا من إرهاب وفوضى وإنفلات وأوضاع مقصودة داخليا وتمس بالمواطن العربي ومعيشته وأمنه وآمانه وبشكل مباشر، وفي النهاية ولأنه لم يتم وضع حد لهؤلاء الوكلاء وأدوات قتلهم التنفيذية فإنهم سيعملون أكثر من ذلك لأن هذه هي وظيفتهم نخر دولنا من الداخل لتبقى ضعيفة مستنزفة وشعوبها وقادتها وجيوشها في حيرة وتشتت تائهين بين الحق والباطل، بالرغم من أن الحق واضح وضوح الشمس لمن يرى جيدا فليوجه البوصلة إتجاه فلسطين فكل من يعمل وبكل السبل على تحرير فلسطين كاملة من النهر للبحر ومن البحر للنهر هو الحق ويسير على طريق الحق وغيرهم على باطل مهما حاولوا تزيين أنفسهم وافعالهم وتصرفاتهم…
ونرى هنا أن الأمر أصبح بحاجة ماسة لصحوة وحذر أكثر ووقفة حقيقية من المقاومة والمقاوميين والدول الداعمة لهم إيران وروسيا والصين …وغيرها من الدول التي لحقت بذلك المحور المقاوم للجم وكلاء الصهاينة وأمريكا وأدواتهم القاتلة التنفيذية وإعادتهم إلى السجون مدى الحياة وتنفيذ أحكام الإعدام بهم على جرائمهم في الماضي والحاضر بحق دول وشعوب أمتنا العظيمة لضبط ما سببوه من فوضى وإنفلات أمني ومعيشي ذهب ضحيتها الملايين من الأبرياء منذ 11 عام…
ولأنه بلغ السيل الزبي من وقاحة وكلاء وأدوات الصهاينة وأمريكا يجب عدم التراخي معهم ويجب أن تأخذ الأجهزة العسكرية والأمنية والإستخباراتية والقضائية دورها ومكانها الفعلي ووظيفتها الحقيقية، والذين يجب أن يقفوا مع الحق ضد الباطل ويدافعوا عن شعوبهم وضحاياهم ومقاوميهم ولا يلومهم بالحق لومة لائم حتى نستعيد أوضاعنا لنصابها السليم وميزانها الصحيح الذي يثبت كفة الرجال الرجال من المقاوميين عن الدين والشعوب والأوطان والأعراض والخيرات ضد أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء…
الكاتب والباحث والمحلل السياسي….
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…