هل دعمت تركيا انتخاب مرشح الإمارات لرئاسة “الإنتربول”؟
وهج 24 : انتُخب الخميس اللواء الإماراتي أحمد ناصر الريسي رئيسا للإنتربول في اجتماعات المنظمة التي استمرت ثلاثة أيام واختتمت اليوم الخميس في مدينة إسطنبول التركية، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إن كان المسؤول الإماراتي قد حصل على دعم تركي في الانتخابات التي جرت عقب يوم واحد من لقاء ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة.
فمن حيث التوقيت، جاء انتخاب الريسي عقب يوم واحد من زيارة بن زايد إلى أنقرة ومسار التقارب المتسارع بين تركيا والإمارات، والحديث عن توصل البلدين إلى تفاهمات أمنية غير معلنة إلى جانب الاتفاقيات الاقتصادية المعلنة، ومن حيث المكان، فإن اجتماعات إسطنبول أتاحت لتركيا الالتقاء بممثلي “الدول الصديقة” وتسهيل آليات التشاور معهم.
وإلى جانب احتمال وجود اتفاق بين البلدين على حصول المرشح الإماراتي على الدعم التركي، فإن أنقرة ربما رغبت في تقديم بادرة إيجابية لأبو ظبي التي باشرت معها مسارا متقدما لتحسين العلاقات، بدأ بالعلاقات الاقتصادية، ويُتوقع أن يتوسع ليشمل ملفات سياسية وأمنية أكبر خلال المرحلة المقبلة.
وعلى الرغم من أن منصب رئيس الإنتربول رمزي إلى درجة كبيرة، إلّا أن أنقرة تولي أهمية لهذا المنصب في إطار مساعيها للضغط على المنظمة الدولية لتعاون أكبر معها في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع القوائم التركية للمطلوبين حول العالم بتهم الإرهاب وغيرها، وخاصة العناصر المتهمة بالانتماء إلى تنظيم “بي كا كا” وتنظيم غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016، إلى جانب بعض زعماء المافيا الفارين بالخارج. كما ترغب أنقرة بدرجة أساسية في استعادة زعيم المافيا سادات بيكر الذي يبث فيديوهات من الإمارات تهاجم مسؤولين في الحكومة التركية وعلى رأسهم وزير الداخلية سليمان صويلو.
وفي إطار التنسيق بين البلدين في المجال الأمني، كان وزير الداخلية التركية التقى، الخميس الماضي، نظيره الإماراتي سيف بن زايد آل نهيان في العاصمة الإيطالية روما على هامش مشاركته في مراسم توزيع جوائز الجمعية البرلمانية المتوسطية 2021، وهو اللقاء الذي تطرق إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
وفي كلمته أمام الجمعية العمومية للإنتربول في إسطنبول، الثلاثاء، انتقد صويلو عدم تعاون المنظمة مع مطالب تركيا بإدراج بعض الملاحقين من تنظيم غولن على قوائمه، معتبراً أن “تنظيم غولن ليس تنظيماً إرهابياً فحسب، بل استخباري أيضاً”، ولفت إلى أن “المخاطر التي تواجهها تركيا من هذا التنظيم، لا تقتصر عليها فحسب، بل تمتد إلى جميع دول العالم”.
من جهته، أعرب أردوغان عن تطلعه لأن تقدم الإنتربول تعاوناً قوياً لإعادة المطلوبين للقضاء التركي من تنظيمي “غولن” و”بي كا كا”، وقال أمام قمة الإنتربول: “لا ينبغي السماح للإرهابيين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والموظفين أن يتجولوا بحرية”.
وإلى جانب الأسباب الأخرى، لم يكن من المتوقع أن تدعم تركيا المنافس الأبرز للمرشح الإماراتي، وهو المسؤول الأمني الصيني الذين رشّحته بكين لرئاسة الإنتربول، وذلك لوجود اتهامات أخرى بحقه تتعلق بتعذيب أتراك الإيغور، حيث نفذت منظمات مدنية تابعة للإيغور في إسطنبول، الثلاثاء، مظاهرة احتجاجية ضد ترشيح المسؤول الصيني.
واحتج المشاركون في المظاهرة على ترشيح نائب رئيس دائرة التعاون الدولي في جهاز الأمن المركزي الصيني، هو بين تشين، لرئاسة اللجنة التنفيذية للإنتربول. وقال نورالدين إزيباصار، الأمين العام لجمعية معنية بمراقبة حقوق الإنسان في تركستان الشرقية: “الصين ترمي لاستغلال مثل هذه المؤسسات الدولية من أجل ممارساتها المنافية للقيم الكونية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية”.
وكانت محامية تركية أعلنت قبل أيام رفعها دعوى قضائية أمام المحاكم التركية، بحق أحمد الريسي المرشح الإماراتي بتهم ارتكابه “جرائم ضد الإنسانية”، وطالبت الدعوى بإصدار أمر اعتقال للریسي كونه “متھم بجرائم تحت إدارته ومسؤوليته مثل الاخفاء القسري والتعسفي، الاعتقال والتعذيب، والاعتداء الجنسي وأحیانا بمشاركته الشخصية”. لكن الجهات القضائية لم تقدم بأي خطوات عملية ضد الريسي.
المصدر : القدس العربي