هل “التربية” بحاجة إلى تربية؟
نايف عبدالهادي القحطاني …….
لو سألت عشرة أشخاص من الشعب عن أكبر ثلاث مشكلات تؤرق الشعب الكويتي ستجد أن العشرة متفقون على أن إحداها التعليم، فالتعليم في الكويت يمر بأسوأ مراحله على مدى كل العقود السابقة، والنتائج لا تعكس حقيقة المخرجات.
نعم كان لتوقف التعليم في العامين السابقين الدور كبير في تأجيج هذه المشكلة، لكن ما قبل “كورونا” كانت المشكلة واضحة وظاهرة على السطح، فبنسبة 70% من مخرجات الابتدائي لديهم تأخر قرائي، ولا يتم معالجته في المراحل التالية، وفي النهاية نجد طالبا جامعيا لا يتقن القراءة أو لديه قصور في اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
وهنا نتساءل أين الخلل؟! هل هو في الطالب أم في المنهج أم في المعلم أم في إدارة التعليم؟! نتساءل ونتساءل وما زال الخلل موجودا، هل فعلا النظام التعليمي منهار ولا ينفع معه أي تدخل علاجي؟!
هل نكابر ونقول: أن التعليم بخير والمشكلة في التهويل من قبل المجتمع، احتار العاقل مع تخبطاتهم المستمرة، فكل من أراد المعالجة الحقيقية في المدارس حورب من قبل بعض القيادات التي تخشى الاعتراف بوجود المشكلة في التعليم.
هناك قيادات تسعى لبقاء الوضع على ماهو عليه حتى تنعم بمميزات بيئة الفشل والجهل التي لولا وجودها ما وصلوا لما هم فيه من منصب إداري رفيع.
ونظل نتساءل ونتساءل: هل العيب فيهم أم العيب فينا؟ هل إدارة الإعلام التربوي على قدر المسؤولية بتوجيه الحملات لتوعية المجتمع بخطورة الوضع الحالي؟وتوضح لهم دور الأسرة في التعاون مع المدرسة لمعالجة الفاقد التعليمي الذي جعل أبناءهم متأخرين عن طلابنا المتأخرين أساسا عن طلاب الدول الأخرى والذين سبقونا بسنين ضوئية.
ونتساءل ونتساءل ويبقى السؤال: هل التربية بحاجة إلى تربية؟!
كاتب كويتي
[email protected]