الاحتلال ينفذ عمليات قمع وحشية في السجون.. والجمعة “يوم غضب جماهيري” نصرة للأسرى
وهج 24 : لا تزال حالة التوتر هي سيدة الموقف في سجون الاحتلال، بعدما طعن أسير فلسطيني سجاناً انتقاماً لما تتعرض له الأسيرات من اعتداءات مشينة ارتكبها الجنود الإسرائيليون، وذلك رغم تراجع الاحتلال عن العقوبات التي فرضها على الأسيرات.
وأعلن مكتب إعلام الأسرى، أنه في ظل حالة التوتر السائدة تحديدا في سجن “نفحة” بعد تنفيذ عملية الطعن، انقطع التواصل مع أسرى قسم 12، وبات مصير أكثر من 80 أسيرا مجهولا، وأكد المكتب أن توترا شديدا يسود كافة سجون الاحتلال، حيث قرر الأسرى إغلاق كافة الأقسام بشكل كامل.
وأكد المكتب وجود خشية حقيقية على حياة أسرى قسم 12 في سجن نفحة، جراء تعرضهم لقمع ممنهج من قبل إدارة سجون الاحتلال، ومن بينهم مرضى وكبار في السن.
هذا ولا تزال سلطات السجون تواصل حملة القمع الكبيرة ضد أسرى سجن “نفحة”، بعد أن قام أسير مساء الإثنين بطعن ضابط في السجن انتقاما للأسيرات، حيث تعرض في بداية الحملة أسرى قسم 12 تحديدا لقمع من الوحدات الخاصة التي كبّلتهم بالسلاسل، وتركتهم في ساحة السجن دون أغطية رغم تدني درجات الحرارة.
وردا على تلك الهجمة، يواصل الأسرى هناك طرق أبواب الزنازين، كما يرددون التكبيرات والهتافات ضد الاحتلال، فيما ذكرت أنباء أن إدارة السجن نقلت بعض قادة الأسرى من ذلك السجن إلى سجن آخر جديد.
من جهتها باركت فصائل المقاومة الفلسطينية، عملية الطعن التي نفذها الأسير يوسف المبحوح في سجن نفحة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق: “هذه العملية هي رد طبيعي على التصعيد الذي تتعرّض له الأسيرات الماجدات”، محذراً الاحتلال من مغبّة الاستمرار في جرائمه ضد الأسيرات والأسرى في سجونه، وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أيّ اعتداء على الأسرى، أو تصعيد ضدهم داخل السجون.
في السياق، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن “المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تصمت على هذه الجرائم وصبرها بدأ ينفد، ولا يمكن أن نترك أسرانا وحدهم”.
هذا ولم تأبه قيادة الحركة الأسيرة لتراجع الاحتلال عن فعلته بالأسيرات، خاصة وأن حملات القمع ضدهن استمرت عدة أيام، وانتهكت خصوصيتهن، بنزع غطاء الرأس، وعزل بعضهن في الزنازين، وأبقت على رفع حالة التصعيد ضد إدارة السجون.
وكانت سلطات السجون تعهدت خلال جلسة حوار تمت مع قيادة الحركة الأسيرة بإنهاء عزل الأسيرات منى قعدان ومرح بكير وشروق دويات، وإنهاء كافة العقوبات التي شملت الأسيرات، بعد الاعتداءات التي مورست ضدهن على مدار أربعة أيام.
من جهتها أعربت هيئة شؤون الأسرى عن قلقها على مصير وحياة الأسيرات، خاصة أن إدارة السجون معززة بوحدات القمع تمعن بفرض انتهاكاتها بحقهن ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية، وطالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل لوقف القمع المرتكب بحقهن.
وأعلنت لجنة الأسرى في القوى الفلسطينية يوم الجمعة “يوما للتصدي في كافة ساحات المواجهة” وخاصة في الضفة المحتلة، ودعت الفلسطينيين في مناطق الـ48 للمشاركة في فعاليات نصرة الأسرى، كما طالبت المجتمع الدولي ومؤسساته الصامتة والصليب الأحمر للتحرك العادل “ووقف الهجمة المبيتة بحق أسرانا واسيراتنا قبل فوات الأوان”.
وفي الضفة الغربية، أكدت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، على أهمية استمرار الفعاليات الشعبية أمام المؤسسات الدولية وعلى المستوى الإقليمي والدولي رفضا لمحاولات الاحتلال كسر إرادة الصمود والتحدي للأسرى.
وأكدت كذلك على أهمية تظافر الجهود لإنقاذ الأسرى المضربين وخاصة الأسير هشام أبو هواش المستمر في إضرابه عن الطعام، والمعرض للمخاطر الجدية على حياته.
وكان الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال، قرروا المقاطعة الشاملة لمحاكم الاحتلال الخاصة بالاعتقال الإداري ابتداء من مطلع الشهر المقبل، بدعم وتأييد من الحركة الأسيرة.
المصدر : القدس العربي