استقالة ضابط إسرائيلي رفيع احتجاجا على “تقصير” حكومته في إنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس
الشرق الأوسط نيوز : كشفت تقارير عبرية، أن مسؤولا كبيرا في طاقم التفاوض الخاص بالجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، قدم استقالته من منصبه، بسبب تقصير بلاده في دفع استحقاقات صفقة التبادل.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن ممثل رئيس هيئة الأركان في طاقم الأسرى والمفقودين، قدم استقالته من منصبه “احتجاجا على عدم دفع إسرائيل هذا الموضوع قدما وتقصيرها بهذا الشأن”.
وأوضحت القناة أن هذا الشخص، هو ضابط استخبارات برتبة كولونيل احتياط، استقال قبل ثلاثة أشهر، بعد أن رأى خلال السنوات الأخيرة، أنه تم تفويت فرصتين للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس لإعادة المواطنيْن الإسرائيليين وجثماني جنديين من قطاع غزة.
وقد جاء في رسالة بعث بها إلى رئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي، أن لدى إسرائيل آليات للعمل في هذا الملف الحساس غير أنها لا تقوم بذلك.
لكن قيادة جيش الاحتلال، ذكرت أن الضابط قرر إنهاء خدمته في الاحتياط لـ”أسباب تخصه”.
وكان مسؤول ملف الجنود الأسرى في إسرائيل قدم استقالته في عام 2017.
يشار إلى أن مسؤول ملف الأسرى في حركة حماس زاهر جبارين، قال إن “الاحتلال يتعاطى مع قضية المفاوضات غير المباشرة بخصوص صفقة تبادل أسرى، وفق المفاوضات العبثية، وعلى مبدأ المراوغة”.
وأشار إلى أن “المقاومة التي حققت صفقة وفاء الأحرار، باستطاعتها في نهاية المطاف أن تحقق ما تريد، نتيجة ما لدى المقاومة من معتقلين”.
وقد عقبت عوائل الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة على استقالة المسؤول الإسرائيلي، بالتأكيد أن ذلك ينمّ عن عدم اهتمام الحكومة بالملف.
وقالت سمحا غولدين، والد الضابط الأسير هدار غولدين: “استقالة عضو بارز في فريق شؤون الأسرى الإسرائيليين بمثابة تأكيد لتصريحاتنا السابقة التي اتهمنا فيها الحكومات الإسرائيلية منذ 7 سنوات بالمراوغة وعدم فعل أي شيء”.
وأضافت: “نعلم أن الدولة والجيش تركا ابني في يد حماس، وأخيرا رجل شجاع يتكلم، حان الوقت لكي يعرف الكثير من الناس أن ما سيقوله هذا الشخص هو الحقيقة”.
أما أوفيك، شقيق الجندي الأسير أورون شاؤول، فقال: “على عكس الجيش الذي قرر أن أورون ليس على قيد الحياة وهذا لم نقبل به، طلب منا الجلوس ساكتين ونحن نأسف لذلك، وقيل لي أنه إذا جلست بدون إثارة ضجة فسيساهم ذلك في عودته بشكل أسرع، الأشياء مخيفة لدينا”.
وجاء الكشف عن استقالة الضابط الإسرائيلي، في وقت تنشط فيه تحركات الوسطاء من أجل إنجاز الملفات الخاصة بغزة، والتي تشمل صفقة التبادل والتهدئة والإعمار.
ومن المقرر حسب هيئة البث الإسرائيلية، أن يصل إلى تل أبيب وفد رفيع المستوى من المخابرات المصرية. وتأتي هذه الزيارة بعد تلك التي قام بها الوفد قبل أكثر من أسبوع، واشتملت على لقاء قيادة حركة حماس في غزة.
وكانت مصر أجرت مفاوضات “غير مباشرة” بين حماس وإسرائيل، بخصوص صفقة التبادل، وقدمت بهذا الخصوص العديد من الاقتراحات، غير أنه لم يتم حتى اللحظة إنجاز الصفقة، بسبب رفض إسرائيل الموافقة على شروط حركة حماس، التي تطلب بدورها إطلاق سراح أسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وكان من بين المقترحات المقدمة أن يتم عقد صفقة التبادل على مرحلتين.
ويأسر الجناح العسكري لحركة حماس أربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنود وقعا في قبضة مقاتلي كتائب القسام خلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد غزة عام 2014، وتقول إسرائيل أنهما قُتلا قبل الأسر.
لكن حركة حماس تخفي أي معلومات عن مصيرهما، وتطلب ثمنا مقابل ذلك، على غرار ما فعلته في صفقة التبادل التي تمت برعاية مصرية عام 2011.
المصدر : القدس العربي