“زمور تركيا”.. زعيم حزب عنصري يصعد ضد اللاجئين.. ومُغردون ذكروه بأنه ينحدر من عائلة لاجئة
الشرق الأوسط نيوز : صعد أوميت أوزداغ زعيم حزب سياسي تركي شُكل حديثاً من مضايقاته وخطاباته العنصرية ضد اللاجئين واصفاً إياهم بالخطر والتهديد على تركيا ومستقبلها في خطاب غير مسبوق بالحياة السياسية التركية دفع كثيرون لتشبيهه بالسياسي الفرنسي إيريك زمور الذي يسعى للوصول إلى الرئاسة الفرنسية عبر انتهاج خطاب عنصري متطرف ضد اللاجئين والمسلمين في البلاد.
وفي آب/أغسطس أعلن النائب في البرلمان التركي أوميت أوزداغ تأسيس حزب سياسي أطلق عليه اسم “حزب النصر” يتغذى على معاداة اللاجئين مستغلا تصاعد الاحتقان الداخلي حول ملف اللاجئين السوريين والأفغان بشكل غير مسبوق، حيث يتخذ السياسي غير المرغوب به في البلاد مواقف متطرفة توصف بـ”العنصرية” اتجاه اللاجئين وهو الملف الذي يعتقد أنه سيكون المحرك الأبرز في توجهات الناخبين الاتراك في الانتخابات المقبلة.
ومنذ أشهر، وبشكل شبه يومي، ينشر أوزداغ عبر صفحته الشخصية على تويتر التي يتابعها قرابة مليون شخص كتابات ومقاطع فيديو وخطابات تحرض على اللاجئين حيث يصنف حزبه الذي لا يمتلك نائبين فقط في البرلمان التركي أكثر حزب سياسي يتخذ مواقف عنصرية متطرفة ضد اللاجئين.
ولم يكتف أوزداغ بخطاباته وكتاباته العنصرية ضد اللاجئين، بل كثف جولاته الميدانية في المناطق التي يقطنها اللاجئين في محافظات تركية مختلفة حيث يقوم بتصوير مقاطع فيديو تحريضية ويجري حوارات مع اللاجئين بطريقة وصفت بالعدائية والعنصرية وسط مطالبات واسعة للسلطات التركية بضرورة التدخل لوقف مضايقات أوزداغ المتزايدة للاجئين.
والثلاثاء، نشر أوزادغ فيديو لدخوله محل لبيع المجوهرات يمتلكه لاجئ سوري حاصل على الجنسية التركية حيث بدأ يستجوب صاحب المحل الذي اضطر لإبراز الوثائق الرسمية له من البطاقة الرسمية إلى تراخيص المحل واللوحة الضريبية ورخصة حمل السلاح، وتوجيه أسئلة شخصية له ومسائلته حول ضعف إجادته للغة التركية، وهو ما أثار غضب شريحة واسعة جداً من المغردين الأتراك.
وعلق أوزادغ على الفيديو بالقول: “جاء إلى تركيا قبل 7 سنوات، لغته التركية قليلة جداً، حصل على الجنسية التركية، وفوق ذلك لديه رخصة حيازة سلاح، حصل على ترخيص العمل بالمجوهرات من شانلي أورفا وفتح دكان للذهب في إزمير، يوجد مثله 900 ألف آخرين (سوري حصلوا على الجنسية التركية -بحسب أوزداغ-) أنتم على وعي بالخطر المحدق بتركيا.. أليس كذلك”.
ويعيش في تركيا قرابة 3.6 مليون لاجئ سوري مسجلين رسمياً، ويعتقد بوجود مئات آلاف آخرين غير مسجلين رسمياً، وبحسب أحدث إحصائيات رسمية حصل قرابة 180 ألف سوري على الجنسية التركية، ولا يوجد إحصائيات رسمية تؤكد الحصيلة التي ذكرها أوزادغ بأن قرابة 900 ألف سوري حصلوا على الجنسية التركية.
وكتبت أكثر من 20 ألف تغريدة على موقع تويتر تنتقد تصرفات أوزادغ وتعتبرها تجاوزاً للقانون وتشهيراً بصاحب المحل الحاصل على الجنسية، ويتمتع بحقوق المواطنة، فيما لجأ أتراك يعيشون في أوروبا وأمريكا لتفنيد تعليقات أوزداغ ساردين قصص حصولهم على الجنسية وإقامتهم أعمال تجارية في الدول التي يقطنونها دون إجادتهم للغة التركية.
ولجأ مغردون أتراك آخرون للبحث عن أصول أوزداغ حيث أظهرت بعض الوثائق أنه ينحدر من عائلة تعود أصولها إلى منطقة القوقاز وسط آسيا وجاءت مهاجرة إلى تركيا، فيما حذر آخرون من أن “اللاجئين لا يشكلون خطراً على البلاد، بل الخطاب العنصري والتحريضي هو الذي يشكل خطراً”، داعين الجهات الرسمية إلى التدخل ووقف تصرفات وخطاب أوزداغ العنصرية.
ولم يتوقف أوزاغ عند هذا الحد، وعاد ليهاجم منتقديه من المغردين الأتراك، وكتب: “الأغبياء الاستراتيجيون الذين هاجموا زيارتي محل المجوهرات السوري لم يفاجئوني، كيف نجح الشخص الذي لا يتحدث اللغة التركية في الاختبار النفسي للحصول على رخصة السلاح؟، مُنحت الجنسية إلى 900 ألف سوري، أليس هذا تهديداً للديمقراطية؟، إن الهدف تسريب السوريين إلى تركيا لإقامة دولة حزب العمال الكردستاني، هل أنتم عميان؟”.
وسبق أن نشر أوزداغ فيديوهات أخرى للتحريض على محلات وأماكن عمل للاجئين سوريين وأفغان في تصرف وصفه مغردون بأنه اشبه بتحديد أهداف لعنصريين من أجل تنفيذ هجمات على اللاجئين وأماكن عملهم، كما سعى لتنظيم حملة واسعة لجمع تواقيع من أجل إعادة السوريين إلى بلادهم دون أن ينجح بذلك، ومؤخراً تقدم بمسودة قانون للبرلمان التركي من أجل منع اللاجئين المجنسين حديثاً من التصويت في الانتخابات لمدة 10 سنوات.
وأوزداغ نائب عن مدينة إسطنبول، قضى معظم حياته السياسية في حزب الحركة القومية التركي (يميني قومي) وحاول الوصول إلى قيادة الحزب من خلال الإطاحة بزعيمه دولت بهتشيلي قبل أن يفصله الحزب من عضويته عام 2006 ويعود له بقرار من المحكمة عام 2010 وبعد أن تولى مناصب متقدمة في قيادة الحزب قدم استقالته عام 2016 بسبب خلافات حول مواقفه السياسية المخالفة لتوجهات زعيم الحزب، ورغم محاولاته العودة إلا أن اللجنة التأديبية للحزب فصلته بشكل نهائي في أواخر عام 2016.
وبعد ذلك، انتقل أوزداغ ليكون من الشخصيات المؤسسة لحزب “الجيد” الذي تزعمته ميرال اقشينار وشخصيات أخرى منشقة عن حزب الحركة القومية، وعلى الرغم من أن حزب الجيد قدم نفسه على أنه حزب قومي وسطي إلا أن الحزب اتخذ مواقف متطرفة ضد اللاجئين واعتبر من أكثر الأحزاب السياسية في البلاد التي استغلت ملف اللاجئين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد عام 2018 وفاز فيها بمقعد برلماني عن محافظة إسطنبول.
وعلى الرغم من ذلك، اتخذ اوزاغ مواقفا أكثر تطرفاً من تلك التي اتخذتها قيادة حزب الجيد بشكل عام، وهو ما فجر خلافات تصاعدت تدريجياً بينه وبين قيادة الحزب حول ملفات مختلفة ومنها مواقفه “العنصرية” ضد اللاجئين، قبل أن يتم فصله من الحزب عام 2020 حيث أعلن تأسيس حركة سياسية قبل أن يعلن عن تأسيس حزب جديد.
ويصنف أوزداغ على أنه من أكثر السياسيين الأتراك عداء للاجئين، ويعتبر أنه لا يمتلك برنامجا سياسيا واضحا حول أي من القضايا السياسية الجوهرية في البلاد باستثناء مواقفه المتشددة ضد اللاجئين السوريين والأفغان، حيث تصاعدت حملاته اليومية ضد اللاجئين في الأشهر الأخيرة ووصفته صحف تركية بان مواقفه المتشددة كانت محرضة للكثير من أحداث العنف التي وقعت مؤخراً بين مواطنين أتراك ولاجئين.