كازاخستان إلى أين…؟ ولا حوار مع المجرمين…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…..
كلمات قالها رئيس كزاخستان قاسم جومارت توكاييف في خطابه يوم أمس الذي شرح فيه ما يحدث حقا في كزاخستان من فوضى خلاقة وإحتجاحات مسلحة وبدعم خارجي عبر مرتزقة مسلحين ومدربين تم إدخالهم بوسط المحتجين لقتل العسكريين والمدنيين معا كما جرى من تفاصيل وأحداث في سورية بداية المؤامرة وفي دولنا العربية تماما ومن نفس المخططين الصهيوأمريكيين والأوروبين والمنفذين عصاباتهم العابرة للقارات، وفي خطاب الرئيس قاسم وجه من خلاله عدة رسائل للداخل والخارج ومن ضمنها قال أن البعض من الخارج يطالبنا بالحوار وهذا غباء وهراء ونحن لا نتحاور مع مجرمين، والذين قاموا بتدمير الممتلكات العامة والخاصة وسيطروا على المؤسسات الحكومية وغيرها وكأنها حقيقة محاولة إنقلاب معد لها مسبقا لأن تلك الإحتجاجات قامت فجأة ومن ثم بدأت الفوضى الخلاقة والإعتداء على العسكريين وقتل بعضهم وحرق السيارات العسكرية والمدنية وكسر وحرق الممتلكات الخاصة في شوارع عدة مدن ومنها ألماتي والإعتداء على المطار والمؤسسات الحكومية
والتلفزيون الكزاخي الرسمي..وغيرها من مؤسسات الدولة…
ولكن كل ذلك المخطط فشل فشلا ذريعا لأن الرئيس قاسم طلب مساعدة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومساعدة روسيا بالذات وتم ما طلبه وخلال أقل من 24 ساعة تم السيطرة على كل البلاد وتم إحتجاز الآلاف من المسلحين ومن تاه معهم وعمل على تدمير بلده ومن ضمنهم إبن أخ الرئيس المدعوم أمريكيا وأوروبيا والذي كان ينازع عمه على السلطة ويحاول إنتزاعها منه بالإنتخابات الرئاسية وبالقوة وأيضا مسؤول الأمن الوطني كريم والتحقيق جاري معهم لمعرفة من وراء تلك المخططات من الداخل والخارج، وقد تم إعادة النظام الدستوري إلى البلاد بشكل كبير، بعد وصول 20000 ألف جندي من دول منظمة الأمن الجماعي لحفظ السلام،
وتم القبض على العصابات المرتزقة وهذا ما تم فعله وبشكل سريع لإعادة الأمن والسلام إلى كازاخستان، وبعد وصول عدة طائرات نقلت قوات روسية…وغيرها إلى كازاخستان وبعد أن أمر الرئيس قاسم قوات الجيش والأمن بضرب الرصاص على تلك العصابات وعلى كل من يحمل السلاح في وجه قوات الأمن والجيش ويدمر مؤسسات الدولة والشعب…
ومعاهدة الأمن الجماعي أسست لمكافحة الإرهاب في تلك الدول أو إذا تعرضت أية دولة لأي عدوان عسكري خارجي وهي تضم الدول المحيطة بكازاخستان وهي روسيا وبلاروسيا وطاجكستان وأرمينيا وقرغيزستان. ..وغيرها وبعض الدول إنسحبت من تلك المعاهدة في الماضي القريب بضغوط أمريكية وأوروبية، وقد تم تحرير مدينة ألماتي من المسلحين بعد دخول القوات الروسية وقوات معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان كذلك تم السيطرة على كل أنحاء البلاد من قبل القوات الكزاخستانية والقوات الحليفة وبشكل سريع جدا ودقيق وبأقل الخسائر وتم القبض على ما يقارب 4400 من المسلحين والتائهين معهم من الكزاخستانيين وقد فاجئ ذلك التدخل السريع المخططين لهذه الفوضى الخلاقة ومن معهم من الداخل أمثال إبن أخ الرئيس ويقال حسب مصادر إعلامية بأنه وراء كل تلك الفوضى وبدعم خارجي أمريكي وأوروبي وقد تم القبض عليه، وبعد ذلك التدخل الذي انهى وأفشل تلك المخططات الخبيثة الأمريكية الأوروبية الناتوية صرح بلنكن من أمريكا وحلف الناتو بأنهم سيعملون مع روسيا على الحل الدبلوماسي بشأن أوكرانيا…
كزاخستان تعني (موطن الشعب) الكازاخي الذي ينتشر في روسيا والصين وتركيا وأوزبكستان، بالإضافة إلى كازاخستان موطنه الأصلي وأطلق على المواطن الكازاخستاني مهما كانت أصوله لقب (كازاخي) وهي كلمة تركية بالأصل تعني (الحر والمستقل) أما ستان فهي كلمة فارسية الأصل وتعني (موطن أو أرض) وبهذا تعني كازاخستان (موطن الأحرار) بعد تفكك الإتحاد السوفياتي أعلنت كازاخستان إستقلالها في كانون الأول ديسمبر (1991)، تقع جمهورية كازاخستان في وسط قارة أوراسيا أي تقع معظمها في آسيا الوسطى والقسم الأصغر منها يقع غرب نهر الأورال في أوروبا الشرقية، تبلغ مساحة أراضيها
(2.727.300)كيلو متر مربع أي (1053000) ميل مربع، ومساحتها تاسع أكبر دولة في العالم بعد روسيا والصين وأمريكا والأرجنتين والبرازيل وكندا والهند وأستراليا، وثاني أكبر دولة ضمن منظومة دول الكومنولث المستقلة، وهي أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة وتتميز بتضاريسها الجغرافية فتجد فيها الجبال والسهول والغابات والصحاري والأنهار الكثيرة، والبحار كبحر قزوين وغيره،وتسيطر كازاخستان على الجزء الأكبر من الساحل الشمالي وعلى نصف الساحل الشرقي لبحر قزوين، عدد سكانها تقريب( 19) مليون نسمة عاصمتها السابقة هي ألماأتا والحالية أستانا…
ومنذ استقلالها ونظام الحكم فيها رئاسيا، وأول دستور لها صدر بعد إستقلالها عام 1995 وإعتبر كازاخستان دولة ديمقراطية علمانية وأن الشعب مصدر السلطات، وتم تعديل الدستور عام 2007 لتصبح مدة الرئاسة خمس سنوات بدل سبعة سنوات ودخل ذلك القرار حيز التنفيذ عام 2012 تتكون هيئتها التشريعية من برلمان بمجلسين الأول” المجلس الأعلى (الشيوخ) ومدته 6 سنوات وعدد نوابه 47 تقريبا وتجري عملية الإنتخاب كل سنتين، والثاني” المجلس الأدنى (المجلس) ومدته 5 سنوات وعدد نوابه تقريبا 107 نواب فقط، وفيها 10 أحزاب أكبرها وأكثرها شعبية هو حزب الشعب الديمقراطي (نور-أوتان) الذي كان يتزعمه الرئيس السابق نورسلطان، تتكون من 14 محافظة كبرى و3 مدن رئيسية ومهمة جدا وهي ألماأتا وأستانا وبيكانور، وهي دولة ذات الغالبية المسلمة مليئة بالخيرات والنعم التي أنعمها الله على الشعب الكازاخي، وإقتصادها يعتمد على النفط والغاز والفوسفوريت والمعادن واليورانيوم والكروم والرصاص والزنك والمنغنيز والنحاس والفحم والحديد والذهب وحتى الألماس، ويعتمد أيضا على الزراعة بكل أنواعها وبالذات التفاح البري والقطن والقمح والأرز وعلى الثروة الحيوانية ومنتجاتها، وشعبها متنوع الأديان والأصول والمنابت وهذا خليط فسيفسائي جميل جدا آراده الله سبحانه وتعالى لهذا الشعب العظيم والذي نتمنى أن لا يتوه ويسير وراء عملاء وخونة الداخل المدعومين خارجيا وأن يعود لجادة الصواب ويتمسك بقيادته وجيشه ووطنه…
وتوجد لهجات متنوعة بكزاخستان، وتعتبر بلد ثنائية اللغة (الكازاخية وهي لغة تركية أصلا، واللغة الروسية) وتستخدم تلك اللغتين في التعليم وبكافة مستوياته،ويوجد بها نسبة عالية من الجامعات والمدارس والتعليم فيها لغاية الثانوية إلزامي، لذلك تجد فيها العديد من المتعلمين وبدراسات عليا متنوعة، وشعبها مثقف بكل ما تعنيه الكلمة من ثقافة ولهم تراث وطني أصيل مليئ بالبطولات التي تشعرهم بالعزة والأنفة لأنها تحكي عن تاريخ آبائهم وأجدادهم، وهي بلد ذات قانون وسيادة وقرارها مستقل في جميع النواحي وبالذات القضائية، وتطبق معايير حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والديمقراطية والحرية الحقيقية، وتعطي الحرية الكاملة للصحافة والإعلام وللكتاب والقانون عندها فوق الجميع دون تمييز في الأصول والمنابت أو بين الغني والفقير أو المواطن والمسؤول، تولاه منذ الإستقلال الرئيس السابق (نورسلطان نزارباييف) وإنتخبه الشعب الكزاخي مرات عدة منذ الإستقلال عام 1991 لغاية تنحيه في 19 آذار 2019 أي 29 عام وهو رئيس لكزاخستان، وفي 20 آذار 2019 إستلم الرئيس قاسم توكاييف رئاسة كزاخستان وإبنة الرئيس السابق داريغا نورسلطان نزارباييف رئاسة مجلس الشيوخ أي رئاسة الوزراء وبتصويت من مجلس الشيوخ….
من أجل كل ذلك يريد المخططين إثارة الفوضى الخلاقة المسلحة بكازاخستان منذ زمن بعيد لقلب النظام ونهب خيرات الشعب الكازاخي وتعيين خليفة للرئيس السابق نورسلطان وللرئيس الحالي قاسم توكاييف يكون تابع لأمريكا وأوروبا بشكل كامل، ولفك تحالفها القوي والمتين مع روسيا الإتحادية وغيرها من الدول المحيطة والموقعة على إتفاقية الأمن الجماعي المشترك لحفظ السلام في أية دولة تثار فيها الفوضى الخلاقة، والعلاقات الكازاخية الروسية علاقات سارت على نهج ومنهج الإخوة في الوطن أيام الإتحاد السوفياتي السابق واليوم تجمعهم علاقات الإخوة والمحبة والإخلاص والتعاون المشترك بكل المجالات لمواجهة كل الظروف المحتملة والمؤامرات الفربية المتوقع من قبل المتربصين بكازاخستان وجيشها وشعبها وخيراتها التي لا تعد ولا تحصى، وأيضا بروسيا الإتحادية ومحيطها أي دول الإتحاد السوفياتي السابق وحلفائها أينما كانوا، حتى يتم إستنزافهم دولة دولة ويتم إضعافهم بالسيطرة على دولهم وتعين عملاء لهم والتحكم بقرارهم وسيادتهم، فالعلاقات الروسية الكزاخية علاقات عالية المستوى وبكل المجالات وهم حصن منيع أمام كل الطامعين من الغرب المتصهين والذي يبحث عن أية ثغرة هنا أو هناك ليوقع الفتن ما ظهر منها وما بطن في كازاخستان وغيرها من حلفاء روسيا وجيرانها فبالأمس بلاروسيا وأوكرانيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان واليوم كزاخستان، فكل ما جرى في كازاخستان هو مخطط غربي متصهين أعد له في ليل مظلم وتم تنفيذه مباشرة وبشكل مفاجئ لكن القيادة الكزاخية وجيشها وأجهزتها الأمنية وشرفاء شعبها صمدوا وثبتوا وطلب دعم جيرانها والذين تربطهم روابط عدة ومنها معاهدة الأمن الجماعي المشترك لإحلال السلام في دولهم وأية دوله تتعرض لمثل تلك الفوضى المفتعلة بأيدي داخليه ودعم خارجي…تماما كما خططوا لمنطقتنا وأدخلوا عليها مئات الآلاف من القتلة والمجرمين المدججين بالسلاح وإندسوا بوسط المحتجين حقا والمطالبين بحقوقهم من الدول وظهر إجرامهم بقتلهم العسكريين والمدنيين معا لتقع الفتنة الدموية البغيضة والتي نعاني من تبعاتها لغاية يومنا الحالي، ومن ثم تسيطر أمريكا على تلك المنطقة لحكم الأرض وما عليها حسب أحلامهم ومشاريع فكرهم التلمودي المجرم والقاتل للبشرية جمعاء…
اللهم إحفظ كازاخستان وشرفاء شعبها وحكومتها وجيشها وقيادتها المتمثلة بالرئيس قاسم جومارت توكاييف والذي يسير بالبلاد والعباد إلى التقدم والإزدهار وإلى الأمام بخطا راشدة وثابتة متوكلة على الله سبحانه وتعالى وواثقة بإفشال كل المشاريع الغربية المتصهينة نهائيا وإلى الأبد بإذن الله تعالى…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي…