إشادة يا محسنين !
إقبال الأحمد……
خبر مثل هذا.. ما في ولا إشادة من نواب مجلس الأمة ومن المتأففين ليل نهار من الفساد.. معقولة؟!
تغريدة أرسلتها في حسابي بعد أن وجدت الصمت.. بحثت وبحثت لعلي أقرأ إشادةً من نائب في مجلس الأمة، أو ناشط أو معارض، لخبر نشرته كل الصحف في صفحتها الأولى، فلم أجد شيئاً بشكلٍ عام.
في سابقة بتاريخ القضاء الكويتي أُدين ستة قضاة بجرائم الرشوة وغسل أموال، وقضت أحكام بحقهم بالسجن مع الشغل والنفاذ.. وهو أمر يحدث للمرة الأولى بهذا الشكل، دون اي إشارة او إشادة من جهات عُرفت بنقدِها المستمر وتذمرها من انتشار الفساد وترك الفاسدين يسرحون دون عقاب.
جاءني ردٌّ من أحد المحامين الذي قال إنه أرسل إشادته إلى بعض الصحف إلا أنها لم تنشر شيئاً.
رئيس جمعية النزاهة الوطنية الكويتية المحامي محمد ذعار العتيبي، قال: «إن هذا الحكم وما سبقه من أحكام تتعلق بالمال العام ومحاربة الفساد، تُعد انتصارًا لدولة المؤسسات والقانون.. وهي تُبين للجميع أن التوجه العام للدولة هو توجٌّه إصلاحيٌّ يحارب الفساد ولا يرضى به، أياً كانت أشخاصه ومسمياتهم». ووصف العتيبي هذه الأحكام بأنها «صورة من صور التزام دولة الكويت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي جاء في مضمونها.. مسؤولية الدولة استرداد أموال الدولة».
فلماذا لا تُنشر مثل هذه التصريحات والإشادات التي يمكنها أن ترفع من معنويات الشعب الكويتي وتساعده على إعادة الثقة بحكومته وكل السلطات؟
أين بعض نواب مجلس الأمة وآخرون يضجوننا يوميًا بتعليقات مزعجة حول مشاكل وتسيُّب الأمور بالبلاد وانعدام الحساب والمحاسبة؟
أنا لا أقول إن البلد اليوم في أحسن أحواله.. فما زال الطريق طويلاً للعودة إلى أحلى أيامه.. وما زالت كثير من الأمور تحتاج عملاً طويلاً واصراراً جاداً على الإصلاح والتصليح، ولكن هذا كله يتطلب أن نصفق ونشيد بأي خطوة إيجابية مثل هذا الإنجاز، لا أن نتجاهلها وكأن شيئاً لم يكن.
نحن في أمسِّ الحاجةِ لأن نصفق ونشجع ونشيد بأي إنجازٍ في دولتنا ولو كان صغيراً، لنساعده حتى يكبر ويتكرر.
يجب ألا نقسو كثيراً على ديرتنا.. نعم ننتقد وننتقد بقصد الإصلاح.. ولكن يجب ألا نفقد ثقتنا به أبداً.
علينا أن نُسلط الضوء ونُعلي الصوت عندما نقرأ خبراً جميلاً، مثل موضوع هذا المقال.. وأن نتحدث عنه بصوت عالٍ، ونشكر من ساعد وساهم في إحقاق الحق واعادة الامور الى نصابها الصحيح.
وطننا يستحق ان نمسح عليه بين وقت وآخر عندما نجد ما يشجعنا على ذلك.. لا أن نجلده ليل نهار على كل صغيرة، وصغيرة فقط.
إن لوطننا علينا حقاً، فلا نقسو عليه أكثر من اللازم.. ولا نبخل عليه بالكلمة الجميلة والإشادة المشجعة عندما يستحق ذلك.
إقبال الأحمد
[email protected]
كاتبة من الكويت
القبس