الخلاف بين فتح وحماس يتأجج.. الرجوب ينتقد مشعل ويشيد بالعاروري وحماس ترد: تصريحات توتيرية مؤسفة

الشرق الأوسط نيوز : بالرغم من الجهود التي تبذل حاليا لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، قبل عقد اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الهام، وما اشتمل ذلك على عقد لقاءات بادرت إليها حركة فتح مع قيادة الفصائل في كل من سوريا ولبنان، إلا أن خلافا جديدا تفجر بين فتح وحماس، تبادلت خلاله الحركتين الاتهامات عن الجهة التي تعطل إنهاء الانقسام.

عودة الخلافات

الخلافات بين الطرفين كشفت عنها تصريحات صحافية أدلى بها مسؤولين من الحركتين، ألقى كل طرف على الآخر المسؤولية عن تعثر جهود المصالحة، حيث جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي يجري فيه الترتيب أيضا لاستضافة الجزائر حوارا للفصائل هو الأول من نوعه، وفي وقت تتواصل فيه لقاءات وفد فتح في العاصمة اللبنانية بيروت، تحضيرا لعقد جلسة المجلس الوطني.

ورغم أن وفد حركة فتح الذي خصص زيارته لسوريا ولبنان للقاء قيادة الفصائل المنطوية تحت لواء منظمة التحرير، إلا أن الحركة أعلنت أيضا عن عقد لقاء مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، دون الإعلان عن عقد لقاء مع قيادة حماس.

ولا يعرف إن كان الأمر مرده تصاعد الخلاف بين الطرفين مؤخرا، أم أنه بسبب اكتفاء فتح باللقاء الذي عقد قبل أكثر من أسبوعين بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، ونائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في منزل الأخير في تركيا.

لكن ما يمكن تأكيده أن لقاء تركيا الأخير، والذي جاء بعد انقطاع طويل بين فتح وحماس، على أثر الخلاف الذي وقع بعد قرار القيادة الفلسطينية تأجيل الانتخابات التشريعية، لم يجري خلاله “تهدئة المواقف”، والتوافق على رؤية جديدة تمهد لعودة العلاقات بين الطرفين لما كانت عليه قبل أبريل الماضي، ما يعني أن الخلافات بينهما لا تزال على حالها.

وقد ظهر ذلك في تصريحات قيادة الحركتين تجاه المصالحة، وتحميل كل طرف الآخر المسؤولية عن تعطيها.

فبعد أن أعلن موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس، ومسؤول ملف العلاقات الدولية، عن تلقي حركته دعوتين روسية لبحث ملف المصالحة، وإعلان موافقة حماس على المشاركة في حوارات الجزائر المرتقبة، قال إن حركة فتح لم تعطي موافقة على حضور هذه الاجتماعات.

وأشار إلى أن حماس “تريد شراكة بين كل مكونات الشعب وأن يكون الخط السياسي سليما، وألا نتنازل عن ثوابت الشعب بأي حال من الأحوال، وعلى رأسها المقاومة”.

لكن المسؤول في حماس، ولم يعط مزيدا من التفاصيل حول الدعوة الروسية، وموعدها المحدد، كما لم يعرف بعد الموعد الرسمي لاستضافة الجزائر حوار الفصائل، لكنه قال “نحن أمام انسداد في الأفق والخيارات لدى فتح، وهي لا تريد أن تذهب لأي من هذه الخيارات”، مبينا أن حركة فتح لم تجب على الدعوة الروسية لحوار المصالحة.

والجدير ذكره أن مصر هي من كانت تدعو سابقا الفصائل الفلسطينية لحوارات هدفها إنهاء الانقسام، غير أنه لم يعقد منذ الربع الأول من العام الماضي أي لقاءات بين الحركتين فتح وحماس في القاهرة.

الرجوب يهاجم

لكن في المقابل أكد الرجوب أن حركته تلقت دعوة الجزائر للحوار، معلنا أنها شكت وفداً لزيارة الجزائر، وأضاف: “قدمنا دعوة للفصائل الفلسطينية للمشاركة في اجتماعات المجلس المركزي لنؤسس حوار وطني”، مبينا أن عقد المجلس المركزي “هو مدخل لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كأرقى أشكال المقاومة والمواجهة للاحتلال”.

ورغم أن الرجوب خلال حديثه لقناة “الميادين” الفضائية، أكد أن حركة فتح لم ولن تقطع اتصالاتها مع حركة حماس، وقال أيضا إنها تعد “جزء أصيل من نسيجنا السياسي والنضالي”، مستندا إلى المثل الشعبي “عمر الدم ما بصير ماي”، ووجه انتقادات شديدة للحركة، وقال “الإخوان في حماس لا يوجد لديهم موقف واضح لجهة المضي نحو الشراكة الوطنية”، ودعا حماس إلى “عقد حكومة وحدة وطنية ذات سقف سياسي له علاقة بالشرعية الدولية”.

ورأى أن المشكلة مع حركة حماس “لن تنتهي إلا بالحوار المباشر”، وزاد في انتقاده بالقول “لم أسمع يوماً من خالد مشعل (زعيم حماس السابق ورئيس الحركة الحالي في الخارج) كلمة تدعو للحوار أو تدعمه”.

الرجوب كشف عن لقاء إيجابي بمنزل العاروري وقال: لم أسمع يوماً من مشعل كلمة تدعو للحوار

كما تحدّث الرجّوب عن زيارته إلى منزل العاروري، وقال: “التقيت قبل أسبوعين صالح العاروري وأعضاء من المكتب السياسي لحماس في اسطنبول”، وأضاف أن “كلام العاروري خلال لقائنا به كان إيجابياً وسيبقى”.

واعتبر أن “صالح العاروري قامة وطنية نحترمها كثيراً”، وتابع: “خلال لقائنا مع العاروري قال كل طرف ما يفكر به على أن نلتقي ثانية لمزيد من التباحث”، معتبراً أن الحوار من أجل إنجاز الوحدة خيار استراتيجي بالنسبة للحركة.

وتطرق الرجوب أيضا خلال المقابلة عن العلاقة مع سوريا، ودافع عن قرار الرئيس عباس بزيارة دمشق، وكلك انتقد إخراج سوريا من الجامعة العربية، وقال “الرئيس أبو مازن حر في زيارة سوريا أو أي بلد ولا يوجد أي وصي علينا”، وأضاف :”لسنا جزءاً من أي أجندة عند أي أحد، ولم نكن طرف في تجاذبات تؤدي إلى تدمير أي دولة”.

وحملت تصريحاته انتقاد لحركة حماس بسبب خروجها من سوريا، وقال “سوريا أعطت حركة حماس ما لم تعطه لأحد لكن الحركة انتقلت إلى مكان آخر”.

حماس ترد

لكن حركة حماس رفضت تصريحات الرجوب التي حملت انتقادات شديدة خاصة لمشعل، ووصفت تصريحات نائب أمين سر اللجنة المركزية لفتح بـ”التوتيرية المؤسفة”.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح صحافي “إن الرجوب يعلم حقيقة من هو المعطل الحقيقي للمصالحة الفلسطينية ومن الذي عطل مسار الانتخابات الشاملة”.

وأكد أن “اختلاق الاتهامات الباطلة وتحريف الحقائق، لن تغطي على أصحاب منهج التفرد في الساحة الفلسطينية واستمرار تأزيمها، وعرقلة الوحدة الوطنية، والتراجع عن الانتخابات المقررة، وعرقلة برنامج المقاومة في الضفة الغربية ضد الاستيطان والاحتلال الصهيوني”.

وأشار إلى أن أولويات حماس النضالية والسياسية الواضحة في مواجهة المحتل، والتي تعبر عن نضج سياسي حقيقي في تقديم مصالح الشعب الفلسطيني العليا على أي مصالح حزبية أو جهوية، وقال إن ذلك جعل حماس تكون في “مقدمة من يواجه صفقة القرن ويحمي قرار شعبنا، والحرص على الشراكة الوطنية والتي كانت بقرار جماعي لقيادة الحركة، وما تبعه من لقاء (الأمناء العامين) بمشاركة الأخ إسماعيل هنية رئيس الحركة”.

وأكد أن ما قامت به المقاومة في غزة مؤخرا من إرسال رسائل واضحة بالاستعداد للمواجهة وإجراء المناورة الصاروخية يعد “دليل آخر على عنفوان ونضج مشروعنا المقاوم، وهو ما جعل قادة العدو يعيدون حساباتهم”.

وثمن قاسم موقف الفصائل الفلسطينية التي أجمعت على ضرورة الإصلاح لجميع المؤسسات الفلسطينية، وبنائها على أسس وطنية تتوافق مع تطلعات شعبنا في استعادة حقوقه.

وجدد موقف الحركة الداعي لإجراء انتخابات المجلس الوطني والانتخابات التشريعية والرئاسية والتي تعيد الاعتبار لمؤسساتنا الوطنية وتقود شعبنا بوحدة وطنية كاملة على قاعدة المقاومة والتحرير.

وقال “بات من الضرورة تخلي قيادة حركة فتح والسلطة عن نهج التفرد بالحالة الوطنية، والإقصاء لكل مكونات وفصائل شعبنا، والإدراك بأهمية العمل الوطني المشترك، واعتماد برنامج نضالي حقيقي في مواجهة الاحتلال”.

وطالب قيادة فتح إلى الالتزام بما تم التوافق عليه في جميع الحوارات التي عُقدت خلال الفترة الماضية، والمسارعة إلى عقد الانتخابات العامة بمراحلها الثلاث، وذلك لإعادة بناء المؤسسات الوطنية في الداخل والخارج على أسس ديمقراطية للخروج من الحالة الراهنة.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا