“يوم غضب” في لبنان احتجاجا على أوضاع المعيشة وانهيار الليرة

الشرق الأوسط نيوز : لم يكن “خميس الغضب” الذي دعت إليه نقابات قطاع النقل البري بحجم الغضب الذي يشعر به اللبنانيون. وعلى الرغم من التحركات الواسعة في كافة المناطق اللبنانية، حيث تمّ قطع الطرقات الرئيسية والساحات بالسيارات والباصات احتجاجاً على الأوضاع المزرية وارتفاع أسعار البنزين والمازوت وعدم وفاء الحكومة بوعودها، إلا أن التجمعات الشعبية كانت خجولة واقتصرت على قطع الطرقات، في ظل تساؤلات رافقت التحرك ومدى كونه رسالة إلى العهد لأن أبرز الداعين إليه هو رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس القيادي في “حركة أمل”.

أوضح طليس أن التحرك “موجّه ضد الحكومة التي لم تف بوعودها بدعم قطاع النقل البري وقمع المخالفات”، نافياً “أي علاقة للتحرك بالسياسة أو بعدم اجتماع الحكومة، مشيرا إلى “أن اليوم هو يوم بداية غضب السائقين العموميين وككرة الثلج سوف تتدحرج على كل من قهر الشعب اللبناني”.

وأشار طليس، في مؤتمر صحافي، إلى أن قطاع النقل البري موجوع، مؤكدا على تماسكه ووحدته على كامل الأراضي اللبنانية “خلاف ما يُحكى عبر وسائل التواصل أن هذا التحرك سياسي”. وأوضح أن “تنفيذ التحرك شمل كسروان والجنوب وعاليه والجبل والبقاع والشمال وهذا كاف للتأكيد على وحدة القطاع وتماسكه في ظل قيادة واحدة، فمهما حاولت بعض الأقلام والشاشات والأيادي تشويه هذا التحرك فالواقع يدحض كل الشكوك والافتراءات”.

وسبق كلام طليس تعليقات على مواقع التواصل وصفت التحرك بأنه “مشبوه”، ويمثل “شريحة من طاقم الحكم الجالس على كرسيه منذ عقود”، ودعت “إلى عدم التخطيط لإشعال نار الفوضى والتخريب والتحضير لجريمة جديدة مثل 7 أيار/مايو البغيض”.

أما رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر فاعتبر “أن يوم الغضب نجح بعد التضامن الكبير من القطاعات كافة”، ولاحظ “تجاوباً تاماً على كل الأراضي اللبنانية”. وقال “أنا نزلت على الأرض اليوم وهذه دعوة للناس للنزول إلى الشارع ضد الغرف السوداء التي ترفع الدولار”، مضيفاً “لا أملك عصا سحرية، ومن لا تعجبه الأحزاب الحاكمة لدينا فرصة كبيرة للتغيير في الانتخابات النيابيّة وعلى الناس إنتاج سلطة أخرى، وهذه صرخة للمسؤولين ليقوموا بدورهم وواجباتهم تجاه الشعب”.

وختم “بدعوة الناس للتضامن مع الاتحاد العمالي العام واتحادات النقل تحت عنوان حماية لقمة الخبز، ودعم المحروقات خصوصاً للسائقين العموميين كي يتمكن الموظفون من الذهاب إلى عملهم، ودعم الجيش والفئات العسكرية بمبلغ مقطوع مليون ونصف مليون ليرة شهرياً، وعدم رفع أي دعم كما نسمع عن اتجاه لرفع الدعم عن الكهرباء والماء والاتصالات ايضاً”.

بالموازاة، وبعد بلوغ سعر صفيحة المازوت عتبة الـ 410 آلاف ليرة وسعر صفيحة البنزين الـ 378 ألفاً، لوّح “تجمع أصحاب المولدات الخاصة” بالتوقف عن العمل وبالذهاب إلى العتمة في خلال يومين. وجاء في بيان تحذيري أصدره “تخبّط يتبعه تخبط منذ أكثر من سبعة أشهر وخصوصاً بين المطرقة والسندان، من ناحية الارتفاع الجنوني للدولار ومن ناحية أخرى ارتفاع سعر صفيحة المازوت إلى أرقام غير مسبوقة”. وأضاف “بتنا اليوم غير قادرين على الاستمرار بتأدية الخدمة وذاهبون الى التوقف قسرا عن العمل وذلك خلال فترة وجيزة لا تتعدى أياماً قليلة، والسبب أننا لم نعد نملك المال لتعبئة المازوت. من هنا، يرى التجمع ضرورة وضع حد لكل ما يجري واتخاذ الإجراء المناسب الذي يقتضيه الوضع الراهن وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه”. وختم “إننا ذاهبون إلى العتمة حتما إذا لم توجد حلول سريعة خلال يوم او اثنين، على أبعد تقدير”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا