في ذكرى عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الستون
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
يحتفل الأردنيون بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الستون، والذي منذ ولادته الميمونة نذره المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته لأسرته الأردنية الكبيرة ولأمته المجيدة والعظيمة بآل البيت الهاشمين الكرام وهي مناسبة وطنية عطرة وغالية على قلوب كل الأردنيون ومن شتى الأصول والمنابت، كيف لا والملك عبدالله الثاني سار على نهج القادة الأوائل من المؤسسين الهاشميين وتمسك بمبادئهم وقيمهم وتابع مسيرة الشرفاء والأحرار من آل البيت وأيضا شرفاء أبناء العشائر الأردنية والذين تمسكوا بقيادتهم الهاشمية عبر التاريخ، فالرحمة على روح الملك الحسين بن طلال الباني والذي وهب للأردنيين مليكهم المفدى عبدالله الثاني والذي أكمل المسيرة الهاشمية في خدمة قضايا الأردن وشعبه والأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء على أكمل وجه…
فمنذ أن تسلم حفظه الله ورعاه العرش الهاشمي وهو يعمل ليلا ونهارا على تحسين الوضع الأردني والعربي والإسلامي والعالمي وفي كافة المجالات الإنسانية والدينية والسياسية والإقتصادية والثقافية وحتى الإجتماعية ليعيد الإنسانية إلى مجراها الطبيعي الذي أراده الله لها للعيش على وجه هذه الأرض المباركة بالإخوة والمحبة والتعاون والسلم الإنساني الحقيقي، فكان حفظه الله ورعاه وعلى كل المنابر الوطنية والإقليمية والدولية ينشر هذه الرسالة رسالة الدين الإلهي المحمدي الحقيقي بين الناس بكل ثقة ومحبة وتعاطف معهم دون أن يلوم أحد أو يقف مع أحد ضد أحد، وكان يصرح بعض التصريحات هنا وهناك ليصحي الضمير الإنساني للأمة وللعالم من سباته الذي طال أمده…
ورغم الضغوطات والمؤامرات الداخلية والخارجية إلا أنه كان يرفض الكثير من تلك الضغوطات وآخرها رفضه التنازل عن الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة لأي كان من المطبعين والمستعربين الجدد أو غيرهم، وكان وما زال وسيبقى يعمل على إفشال المؤامرات على وطنه وشعبه الأردني وعلى فلسطين والمقدسات وبلاد الشام الطبيعية والأمة كاملة والإنسانية جمعاء، لكن للأسف الشديد أن البعض كان لا يستطيع فهم ما يرمي إليه الملك عبدالله الثاني من خلال كلماته وإرشادته وتوجيهاته وخطاباته الملكية الهاشمية السامية داخل الأردن وخارجه، وكان هؤلاء فيما بعد يرجعون لمشورته ولرأيه عندما يقعون بالأخطاء الجسيمة بحق أنفسهم وبحق الإنسانية على هذه الأرض المباركة وبعد فوات الآوان وكان دائما يستقبلهم ويتناقش معهم لإيجاد الحلول الثابته لكل ما يتعرض له وطننا الحبيب أو المنطقة أو العالم…
ومنذ ان تسلم سلطاته الدستورية حفظه الله ورعاه وهو يضع نصب عينيه الإنسان الملك والذي أوصى مرارا وتكرار بالتخفيف عن المواطن الأردني والعربي والإسلامي والإنساني وتأمين وتحصين كرامته وصونها لأنها خط أحمر بالنسبة له وعبر عن ذلك في كل لقاءاته الداخلية والخارجية لحكوماتنا السابقة والحالية وللقيادات والحكومات العربية والإسلامية والعالمية….
داخليا عمل الملك عبدالله الثاني حماه الله بكل جهد ليكون الأردن وشعبه من كل الأصول والمنابت إنموذجا عالميا يحتذى به في دول المنطقة والعالم، وقد نجح بذلك الهدف والنجاحات كثيرة منذ توليه العرش حفظه الله تعالى وفي كل المجالات الدينية والسياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية، وما زال ينسق مع قادة الدول العربية والإسلامية لإنهاء الأحداث والأزمات والحروب المفتعلة هنا وهناك في الدول العربية وبالذات سورية والعراق ولبنان، وكان دائما ينادي بذلك في كل المحافل الدولية، وأيضا ومن خلال التوجيهات الملكية والإرشادات والصلاحيات التي منحها للحكومات السابقة والحالية ولوزارة الصحة بالذات ولجيشنا الهاشمي المصطفوي البطل ولأجهزتنا الأمنية بكافة تشكيلاتها ومن خلال متابعته اللحظية واليومية ليتأكد من تنفيذها نجح بإدارة أزمة جائحة الكورونا وقد تحقق الهدف وزاد إقبال الشعب الأردني على أخذ اللقاح ومن كافة الأعمار، فحمى الملك الشعب الأردني من شر نفسه الآمارة بالسوء ومن إنتشار ذلك الفيروس القاتل للبشرية بين المواطنين الأردنيين وحتى المقيمين في الأردن من جنسيات أخرى…
وأيضا كشفت الأحداث والحروب الأهلية والأزمات المتلاحقة في المنطقة والعالم أن الملك عبدالله الثاني تعامل بحنكة وحكمة مع كافة الأحداث وجنب شعبه الأردني من كافة المتغيرات في المنطقة والعالم وتأثيرها على الداخل الأردني، فيما كانت المنطقة ملعبا للمؤامرات الصهيوغربية والمستعربة والمتأسلمة، فكان الملك خير خلف لخير سلف في إدارة تلك المرحلة الصعبة والمليئة بالأحداث المعقدة والمتنوعة ومضى بالأردن إلى أن أوصله لبر الأمن والآمان في وسط منطقة ملتهبة بالمؤامرات والفتن الطائفية والحروب المفتعلة وبلعبة الأمم على شعوبنا وشعوب الإنسانية كاملة….
ومن خلال تلك النجاحات أصبح الكثير من قادة الأمة والعالم على إتصال مباشر مع الملك عبدالله لأهمية دوره في المنطقة والعالم ولمعرفة أدوات العمل في المرحلة القادمة لإيجاد حلول للأزمات في المنطقة والعالم، ولإيجاد حل للقضية الفلسطينية وهو حل الدولتين، بالرغم من تعنت قيادات الكيان الصهيوني وعصاباته وحتى حكوماته الصهيونية السابقة والحالية، والذين لا يريدون أي حل من الحلول بل يعملون على السيطرة التامة على فلسطين كاملة، ورغم ذلك قاوم الملك عبدالله ذلك التعنت وما زال لإعادة الحقوق إلى الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه والثائر والصابر والمرابط والمقاوم …
وأقول لبعض المشككين ومرضى الإشاعات والإدعاءات الكاذبة داخليا وخارجيا ومثيري الفتن وهم قلة قليلة من المرضى بأننا إجتزنا في الماضي البعيد والقريب الكثير من الأزمات السياسية والدينية والإقتصادية والصحية وحتى الإجتماعية وخرجنا منها بكل ثقة ونجاح وشموخ ونصر بعون الله تعالى وسنجتاز أية أزمة حالية أو قادمة لا سمح الله ولا قدر بكل نجاح وآمان، وهي أزمات تمر بها كل دول العالم العربي والإسلامي والغربي وليست فقط هي أزمات أردنية، والكل يعلم بأن بعض الدول تملك الكثير من الطاقات الكبرى إلا أنها ما زالت تعاني من تبعات أية أزمة وبكل المجالات مرت على دولها وشعوبها….
والأردن كان وسيبقى صابرا صامدا مقاوما لكل الأزمات والضغوطات والفتن والمؤامرات الداخلية والخارجية….وغيرها بعون الله تعالى بقيادته الهاشمية وبحكومته وبجيشه البطل وبشرفاء عشائر شعبه الكرام من كل الأصول والمنابت المرابطين الثابتين على المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة، وبشرفاء أمته العظيمة وسيحقق النجاح تلو النجاح والنصر تلو النصر بإذن الله تعالى، كان وسيبقى إنموذجا عربيا وإقليميا وعالميا إلى يوم الدين…
نهنئ قيادتنا الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه بعيد ميلاده الميمون ونهنئ ولي عهده الأمين الأمير الحسين والملكة رانيا والعائلة الهاشمية النبوية المصطفوية حفظهم الله ورعاهم وحماهم جميعا، ونهنئ أنفسنا وحكومتنا والجيش المصطفوي الهاشمي وأجهزتنا الأمنية بكل تشكيلاتها وعشائر الشعب الأردني والأمة والإنسانية كاملة بهذه المناسبة الوطنية العطرة…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي من الأردن