من يداوي وزارة الصحة؟

أ. د. بهيجة بهبهاني ….

 

لماذا تأخر صرف مكافآت الصفوف الأمامية حتى الآن رغم اعتمادها بمرسوم فتح اعتماد إضافي للميزانية العامة لسنة 2020ـــ2021 لتغطية المكافآت بمبلغ 600 مليون دينار؟ لقد جرت مناقشات وافية لموضوع المكافأت وجرى إصدار تصريحات عديدة عن آلية صرفها، وحتى الآن لم يتم البت في موعد صرفها رغم صدور المرسوم وتوافر الميزانية الخاصة بذلك، إضافة إلى رفع أسماء المشمولين بهذه المكرمة عن طريق عدد من الجهات الحكومية إلى ديوان الخدمة المدنية تمهيداً لصرفها باستثناء وزارة الصحة التي لم ترفع كشوفات موظفيها حتى الآن كما يشاع، وهل سيتطلب الأمر تقديم استجواب برلماني؟ الأمر الذي يتطلب من ديوان الخدمة المدنية المتابعة ومحاسبة أي جهة تعطل الصرف بخاصة للصفوف الأولى بوزارة الصحة والتي تعتبر الواجهة الرئيسية لمكافحة الفيروس.
إننا نطالب سمو رئيس مجلس الوزراء – وهو من يملك القرار بالصرف الفوري للصفوف الأولى بوزارة الصحة أولاً، وكذلك نطالب أعضاء مجلس الأمة بتوحيد جهودهم للإنجازات بدلاً من المناقشات العقيمة، وأن يعملوا بإخلاص لصرف المكافآت التي تأخرت عاماً عن موعد صرفها. وكذلك بدلاً من قيام وزارة الصحة بتقدير الهيئة التمريضية وهم عملة نادرة، ومنحهم بعض الحوافز التشجيعية، قامت الوزارة بالاستغناء عنهم، فقد قام نحو 1600 ممرض وممرضة بالاستقالة منذ بداية جائحة كورونا وحتى الآن، كما أن أكثر من 600 ممرض وممرضة أُنهيت عقودهم حالياً من قِبل الشركة التي استقدمتهم، ونشرت صحيفة القبس «أن عدداً من هؤلاء المستقيلين التحقوا بالقطاع الطبي الخاص، في حين غادر آخرون إلى بلدان أخرى للعمل بها».إن وزارة الصحة تعتمد بصورة كاملة على عمالة التمريض الوافدة، مما يؤثر سلباً في مستوى الخدمات الصحية بسبب انتهاء عقود الممرضين والممرضات مع شركاتهم؛ لذا يجب أن يتم إلزام وزارة الصحة العودة إلى التعاقد المباشر مع الهيئة التمريضية وإعداد خطة عمل عاجلة؛ لجذب الشباب الكويتي لمهنة التمريض، مع زيادة الامتيازات المعنوية والمادية لهم، فقد وافق مجلس الوزراء في 3 مايو 2021 على طلب وزارة الصحة بشأن الاستعانة بعدد 500 طالب وطالبة من طلبة كلية التمريض بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لمدة 6 أشهر؛ لسد العجز في هذا الجانب الحيوي بوزارة الصحة في فترة الجائحة مما يدل على كفاءتهم. إن وزارة الصحة مصابة بأعراض مَرضية منذ بدء الجائحة وحتى الآن فمن يداويها؟

أ. د. بهيجة بهبهاني

 

قد يعجبك ايضا