في ذكرى الوفا للملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى والبيعة للملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
يحتفل الأردنيون في 7 من شباط من كل عام بذكرى الوفاء للمغغور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والذي عاش عظيما ورحل عظيما وما زالت ذكراه في قلوب وعقول الأردنيين جميعا، وذكرى البيعة للملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وهي الذكرى الثالثة والعشرين لهذه المناسبة الوطنية العطرة، ونحن ما زلنا نتفيأ بذكرى عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني الستين أطال الله عمره، تهل علينا هذه المناسبات الوطنية العزيزة على قلوب الهاشميين وكل الأردنيين من شتى الأصول والمنابت والذين ساروا على نهج القادة الأوائل ومبادئهم وقيمهم وتابعوا مسيرة الشرفاء الهاشميين وأحرار وشرفاء أبناء العشائر الأردنية والذين تمسكوا بقيادتهم الهاشمية عبر التاريخ، فالرحمة على روح الملك الحسين بن طلال الباني والذي وهب للأردنيين مليكهم المفدى عبدالله الثاني والذي أكمل المسيرة الهاشمية في خدمة قضايا الأردن والأردنيين والأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء على أكمل وجه…
ومنذ أن تسلم حفظه الله ورعاه العرش الهاشمي وهو يعمل ليلا ونهارا على تحسين الوضع الأردني والعربي والإسلامي والعالمي وفي كافة المجالات الإنسانية والدينية والسياسية والإقتصادية والثقافية وحتى الإجتماعية ليعيد الإنسانية إلى مجراها الطبيعي الذي أراده الله لها للعيش على وجه هذه الأرض المباركة بالإخوة والمحبة والتعاون والسلم الإنساني الحقيقي، فكان حفظه الله ورعاه وعلى كل المنابر الوطنية والعربية والإسلامية والدولية ينشر هذه الرسالة رسالة الدين الإلهي المحمدي الحقيقي بين الناس بكل ثقة ومحبة وتعاطف معهم لأن بعضهم لا يفهم تلك الرسالة الهاشمية، وكان يصرح بعض التصريحات هنا وهناك ليصحي الضمير الإنساني للأمة وللعالم من سباته الذي طال أمده…
ورغم الضغوطات والمؤامرات الداخلية والخارجية إلا أنه كان يرفض الكثير من تلك الضغوطات التي تمس أمن وآمان ووحدة وإستقرار الأردن والأردنيين، وأيضا كان دائما وأبدا وبوصايته الهاشمية -التي رفض التنازل عنها لأي شخص كان- من المدافعين عن قضية فلسطين وعن مقدساتها الإسلامية والمسيحية وقد رفض كل ما فرض على بعض الدول العربية من صفقات مشبوهة وإتفاقيات تطبيعية بغض النظر عن إتفاقية السلام المشؤومة والتي فرضت على الأردن فيما مضى، وما زال يعمل بحنكته وحكمته على إفشال كل المؤامرات على وطنه الأردن وفلسطين والمقدسات وبلاد الشام والأمة كاملة والإنسانية جمعاء، لكن للأسف الشديد أن البعض كان لا يستطيع فهم فحوى ما يرمي إليه الملك عبدالله الثاني من خلال كلماته وإرشادته وتوجيهاته الملكية الهاشمية السامية داخل الأردن وخارجه…
ومنذ ان تسلم سلطاته الدستورية حفظه الله ورعاه وهو يضع نصب عينيه الإنسان الملك والذي أوصى مرارا وتكرار بالتخفيف عن المواطن الأردني والعربي والإسلامي والإنساني وتأمين وتحصين كرامته وصونها لأنها خط أحمر بالنسبة له، وعبر عن ذلك في كل لقاءاته الداخلية والخارجية للحكومات السابقة والحكومة الحالية لكن وللأسف لم يجد آذان صاغية أو فهم وتطبيق لما يصرح به لمصلحة الوطن والمواطن، وداخليا عمل الملك عبدالله الثاني حماه الله بكل جهد ليكون الأردن وشعبه من كل الأصول والمنابت وفي كل المجالات إنموذجا عالميا يحتذى به في دول المنطقة والعالم، وقد أوصل الأردنيين لهذا الهدف وبنجاح، وتاريخه حافل بالنجاحات داخليا وخارجيا وفي كل المجالات منذ توليه العرش حفظه الله تعالى ورعاه…
ومن خلال تلك النجاحات أصبح الكثير من قادة الأمة والعالم على إتصال مباشر مع الملك عبدالله الثاني لأهمية دوره في المنطقة والعالم ولمعرفة أدوات العمل لحل الأزمات والأحداث المفتعلة في المنطقة والعالم في الحاضر والمستقبل، وأيضا لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وهو حل الدولتين، بالرغم من تعنت قيادات عصابات الكيان الصهيوني وآخرهم بنت، فهم لا يريدون أي حل من الحلول بل يعملون على السيطرة التامة على فلسطين كاملة وما جرى في الشيخ جراح والنقب دليل على ذلك، ورغم ذلك قاوم الملك عبدالله ذلك التعنت وما زال لإعادة الحقوق إلى الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه والثائر والصابر والمرابط والمقاوم …
وأقول هنا لبعض المشككين ومرضى الإشاعات والإدعاءات الكاذبة داخليا وخارجيا ومثيري الفتن وهم قلة قليلة من مرضى الكذب بأننا إجتزنا في الماضي البعيد والقريب الكثير من الأزمات السياسية والدينية والإقتصادية والمالية وحتى الإجتماعية داخليا وخارجيا وخرجنا منها بكل ثقة ونجاح وشموخ ونصر بعون الله تعالى، وسنجتاز أية أزمة حالية أو قادمة لا سمح الله ولا قدر بكل نجاح وشموخ وعزة وهي أزمات تمر بها كل دول العالم العربي والإسلامي والغربي وليست فقط هي أزمات أردنية، والكل يعلم بأن بعض الدول تملك الكثير من الطاقات الكبرى إلا أنها ما زالت تعاني لغاية أيامنا الحالية من تبعات أية أزمة مفتعلة عسكرية أو سياسية أو مالية أو صحية…وغيرها من المجالات مرت على دولها وشعوبها….
والأردن كان وسيبقى صابرا صامدا مقاوما لكل الأزمات والضغوطات والفتن والأكاذيب والمؤامرات الداخلية والخارجية….وغيرها بعون الله تعالى بقيادته الهاشمية وبحكومته وبجيشه البطل وبشرفاء عشائر شعبه الكرام من كل الأصول والمنابت المرابطين الثابتين على الحق والمبادئ والقيم والأخلاق الحميدة، وبشرفاء أمته العظيمة وسيحقق النجاح تلو النجاح والنصر تلو النصر بإذن الله تعالى، كان في زمن الهاشمين الأوائل وفي زمن المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله وسيبقى بقيادة الملك الهاشمي عبدالله الثاني إنموذجا عربيا وإقليميا وعالميا إلى يوم الدين…
نهنئ قيادتنا الهاشمية الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين والملكة رانيا والعائلة الهاشمية النبوية المصطفوية حفظهم الله ورعاهم وحماهم جميعا بذكرى الوفاء والولاء والبيعة، ونهنئ أنفسنا والجيش المصطفوي الهاشمي وأجهزتنا الأمنية بكل تشكيلاتها وشرفاء عشائر الشعب الأردني والأمة والإنسانية كاملة بهذه المناسبات الوطنية، حمى الله الأردن وقيادته وجيشه وشعبه وحكومته التي نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاها للعمل بكل جهدها وبحق لما فيه مصلحة الوطن والمواطن الأردني، وحمى الله شرفاء وأحرار الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي من الأردن