في الذكرى الثالثة والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية إيران الإسلامية أصبحت قوة إقليمية ودولية

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي……

 

هو يوم عظيم يحتفل به الشعب الإيراني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنجاح ثورتهم والذي يأبى ورغم كل الظروف الصحية إلا أن يحيي ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية والتي تمثل لهم الشموخ والصمود والثبات والمقاومة أمام كل ما تعرضت له إيران وشعبها من مؤامرات لإفشال تلك الثورة المجيدة والتي أعادة كرامة الشعب الإيراني وعزته وسيادته وإستقلاله وخلصته من التبعية للغرب الصهيوني إلى الأبد….

فأيام الشاه كانت إيران تابعة للصهيوغربيين بشكل كامل وكان الشاه هو شرطي أمريكا والغرب في المنطقة وكانت إمبراطوريته قائمة على نهب خيرات الشعب الإيراني وإعطائها لأعداء الله والرسل والأمة والإنسانية ليبقى عرشه إلى يوم الدين، وكان الشعب الإيراني تائها بين التمسك بعقيدته الإسلامية ومبادئها وقيمها الشرعية وبين ما يفرضه الشاه عليهم من قرارات ومبادئ غربية مخالفة للدين الإسلامي وللقيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية الحنيفة…

وكان بعض حكام الخليج آنذاك يحجون إلى طهران والشاه إرضاءا للغرب الصهيوني ولأمريكا بالذات، وإرضاءا لشهوات أنفسهم المريضة ويتمنون لسيدهم الشاه الصحة والعافية وطول العمر لتبقى عروشهم دائمة فهم دائما يقفون مع من يعتقدون بأنه الأقوى والشرطي الأمريكي والغربي في المنطقة ويعملون على إرضائه لأنهم يظنون بأن بقاء عرش السيد الشرطي الأمريكي في المنطقة يطيل بقاء عروشهم وعبر التاريخ هذه هي سياسيات بعض دول الخليج تماما كما فعل المطبعون سواء بشكل مخفي كالسعودية أو علني كالبحرين والإمارات والسودان…وغيرها من الدول العربية الذين وضعوا أيديهم بأيادي الكيان الصهيوني المجرمة هذه الأيام، لأنهم يظنون أن الشرطي الأمريكي في المنطقة هي ما يسمى بدولة إسرائيل وهي دولة وكيان أوهن من بيت العنكبوت وزواله قريب بإذن الله تعالى….

فجاءت ثورة الشعب الإيراني المسلم بقيادة الإمام الخميني وكسرت كل القيود الصهيوغربية وأعادت له دينه الإسلامي وعقيدته الشرعية والمبادئ والقيم والأخلاق والحرية الإسلامية الحقيقية، وليس حرية الشاه الأمريكية البعيدة كل البعد عن أوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وعن عقيدتنا الإسلامية السمحة، وأصبح الشعب الإيراني يعيش بحرية وكرامة وشموخ وعز وفخار بالثورة الإسلامية الحقيقية التي أنهت طقوس البذخ والقصور والعروش الذهبية التي كان يعيش فيها الشاه وحاشيته ومنافقيه وتبعه والتي هي حق للشعب الإيراني الذي كان أكثر من ثلثيه يعيش الفقر المطقع آنذاك ، وأيضا عادت السيادة والإستقلال والكرامة الإسلامية للشعب الإيراني الذي إنتهكها الشاه بأوامر أمريكية مرات عدة، وأيضا جاءت ثورة العلوم والتعليم بكل مجالاتها والعمران والتصنيع العسكري الذي أرهب عدو الله وعدونا منذ قيام الثورة لغاية يومنا الحالي الذي وصل فيه إنتاج صواريخ بالستية تصل إلى 1450 كيلو متر هذا بالمجال الجوي وغيره مما لم يعلن عنه بعد في المجال الجوي والبري والبحري…

لذلك كان حجم المؤامرات كبير جدا على تلك الثورة الإسلامية وبالذات بعد أن أعطى الإمام الخميني رحمه الله الأوامر بطرد السفير الصهيوني من مقر السفارة بطهران وتم إنزال علمهم ومزقه وحرقه الشعب الإيراني الثائر، وطلب الخميني من المرحوم الشهيد ياسر عرفات بإستلام مقر السفارة والإعتراف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني عليها فكانت ثورة الخميني الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أول دولة إسلامية تفتح مقر للسفارة والسفير الفلسطيني وتعيد الدولة الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني والأمة إلى الساحة الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية لأنها راسخة في عقيدتنا الإسلامية، دون خوف من أحد أو تردد أو نفاق أو تنفيذا لأوامر رؤساء أمريكا كما فعل بعض المستعربين والمتأسلمين في الماضي والحاضر…

نعم يحق للشعب الإيراني أن يحتفل بذكرى الثورة في كل عام لأنها ثورة حقيقية نابعة من وجدان وضمير الشعب الإيراني ضد الظلم العالمي لمنطقتنا وقضيتنا وأوله إعتراف بعض العرب والمسلمين بدولة الكيان الصهيوني وفتح سفارات لهم على أراضي أوطانهم الطاهرة والتي رويت بدماء الملايين من دماء الشهداء الفلسطينين والعرب والمسلمين، وهنا على كل من يدعي بأن ما سمي بالثورات العربية بأنها ثورات غير مفتعلة يجب أن يقتنع بفشلها وهو أكبر دليل على أنها مفتعلة بكل ما تعنيه الكلمة وأنها مخطط صهيوأمريكي غربي ممنهج ومدروس وبإعتراف زعماء وقادة أمريكا ووزيرات خارجيتهم ومن سار مع مخططاتهم من بعض حكام الخليج، لذلك فشلت ولو أن هذه الثورات كانت بوصلتها اتجاه تحرير فلسطين لإنتصرت وإستمرت ولو أن هؤلاء الذين سلمتهم أمريكا حكم الشعوب العربية في زمن الثورات المفتعلة الصهيوغربية لو قاموا منذ الثورة بطرد السفير الصهيوني واليهود الصهاينة من الدول العربية وبشكل علني ودون تردد أو خوف من أمريكا كما فعل الإمام الخميني لبقي حكمهم لغاية اليوم، ولو أنهم لم يتأمروا على إيران وسورية والعراق وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين ومحور المقاومة بشكل عام لإستمرت ثوراتهم ونجحت وثبت حكمهم، لكنهم للأسف الشديد لم يقوموا إلا بكل ما خطط لهم وساروا مع أعداء الله والأمة ونفذوا كل ما طلب منهم وبكل الوسائل الشيطانية وما زالوا يسيرون على نفس الطريق الخاطئ إرضاء للصهيوغربيين ظنا منهم أن حكمهم سيدوم للأبد لكن إنتهى دورهم وسقطت أنظمتهم وتمت ملاحقتهم بكل مكان على وجه هذه الأرض وتم حصار البعض منهم وإلصاق كل التهم الإرهابية بهم وبالدول الداعمة لهم وما زالت الشعوب العربية تعاني تبعات الثورات المفتعلة والمؤامرة الصهيوغربية ليومنا الحالي لماذا كل ذلك لأنهم ساروا مع الباطل ضد الحق (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)…..

لذلك نجحت وإنتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية منذ عام 1979 وصمدت وإستمرت وأصبحت إيران الإسلامية قوة إقليمية ودولية، رغم كل المؤامرات والضغوطات والحصار والإغتيالات والتهم والتحريض والفتن الطائفية والحروب التي شنت عليها وعلى محورها وستبقى هذه الثورة مستمرة صامدة بهمة أبنائها الشرفاء وعون الله لها ولمرشدها السيد علي خامنئي ولرئيسها السيد إبراهيم رئيسي ولحكومتها ولنوابها ولجيشها بمختلف تصنيفاته البرية والجوية والبحرية ولشعبها المسلم ولمحورها المقاوم الذي صمد وثبت وما زال وسيبقى إلى أن يتحقق النصر النهائي للأمة العربية والإسلامية بطرد القوات الصهيوغربية والأمريكية بالذات من المنطقة ومن ثم تحرير الأرض والإنسان من الظلم والظلام والطغيان والإستكبار وتحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر قريبا بإذن الله وبعونه لمحور المقاومة ولكل من تكون بوصلته العمل ليلا ونهارا لتحرير فلسطين كاملة والجولان ومزارع شبعا…وغيرها من هذا الكيان اليهودي الصهيوني الغربي المجرم والقاتل للأمة وللإنسانية جمعاء، يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله تعالى…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي.َ من الأردن

قد يعجبك ايضا