فصيل فلسطيني مسلح يدعو لاجتماع فوري لـ”غرفة العمليات المشتركة” للرد على هجمات الاحتلال
الشرق الأوسط نيوز : طالب تنظيم عسكري في قطاع غزة، بعقد اجتماع فوري لـ”غرفة العمليات المشتركة”، لفصائل المقاومة، لبحث الردود على “جرائم الاحتلال” في الضفة والقدس وفي القطاع، في الوقت الذي بدأت فيه سلطات الاحتلال، بالاستعداد لموجة عمليات فدائية جديدة، قد تمتد خارج حدود مدينة القدس، بسبب الإجراءات المتخذة ضد الفلسطينيين.
وأشاد أبو خالد الناطق العسكري باسم كتائب المقاومة الوطنية، التابعة للجبهة الديمقراطية، بعمليات الطعن التي وصفها بـ”البطولية” التي تستهدف جنود الاحتلال.
وأكد في ذات الوقت على أن جرائم الاحتلال التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني من قتل متعمد وسفك للدماء في الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة، واستهداف الصيادين والتوغل داخل أراضي المواطنين وتجريفها في قطاع غزة “لن تمر دون عقاب”.
وأشار في تصريح صحافي إلى أن هذا الأمر يتطلب اجتماعاً فورياً لـ”الغرفة المشتركة” لفصائل المقاومة الفلسطينية.
و”الغرفة المشتركة”، تضم كافة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، بما فيها الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام، وسبق وأن قامت هذه الغرفة باتخاذ قرارات مشتركة بالرد على هجمات الاحتلال ضد القدس والضفة وغزة، من خلال عمل عسكري.
وكان من بين تدخلات “غرفة العمليات”، قيام الأذرع المسلحة في مايو من العام الماضي، بإطلاق رشقات صاروخية على مدن تقع وسط إسرائيل وعلى منطقة القدس الغربية، ردا على ما كانت تتعرض له المدينة المحتلة وقتها من هجمات للمستوطنين، وأخرى لجيش الاحتلال ضد المصلين في شهر رمضان.
وأطلقت المقاومة على تلك العملية اسم “سيف القدس”، وفي أعقابها شنت إسرائيل حربا ضد غزة استمرت لمدة 11 يوما، أدت إلى استشهاد أكثر من 260 مواطنا، وهدمت خلالها آلاف المنازل، وتخلل الحرب قيام المقاومة بالرد على تلك الهجمات بإطلاق آلاف القذائف والصواريخ.
وخلال اليومين الماضيين حذر الكثير من قادة الفصائل من استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد القدس وباقي المناطق الفلسطينية.
وأكدوا أن “سيف القدس”، وأن ما حدث قبل عام قد يعود في أي لحظة، وذلك في رسائل تهديد مباشرة للاحتلال.
ودعا الناطقون باسم فصائل المقاومة الفلسطينية، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد القدس، وارتكابها عمليات “الإعدام الميداني” إلى تصعيد المقاومة المسلحة وتدفيع الاحتلال الثمن، وأكدوا أن المقاومة المسلحة “هي الخيار الوحيد للرد على الاعتداءات المتكررة”، وذلك بعد إعدام الاحتلال ثلاثة شبان خلال 48 ساعة.
وكانت الجبهة الديمقراطية قالت في بيان لها، إن قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار بشكل متعمد على المواطنين الفلسطينيين تحت مزاعم وادعاءات واهية “مؤشر خطير”.
وأكدت أن هذه الإعدامات تعد “محاولة بائسة لإخماد التحركات الجماهيرية الناهضة في عموم الضفة الفلسطينية”، وشددت الجبهة أن الجرائم والإرهاب الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني “لن تفلح في تقويض إرادة شعبنا وصموده ونضاله أو قطع الطريق على انطلاق المقاومة الشعبية الشاملة”.
وفي السياق، طالب الناطق باسم حركة فتح في القدس محمد ربيع، بمحاسبة الاحتلال على جرائمه، وأكد أن ما يحدث في القدس من عمليات الإعدامات الميدانية “دليل قاطع على أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة هي حكومة إرهاب منظم”.
وانتقد الصمت الدولي وغياب الإجراءات الدولية الرادعة للاحتلال، وقال إنه “يشكل تشجيعا له للتمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الأعزل”.
أما حركة الجهاد الإسلامي، فقد أكدت أن “ثمن المواجهة والمقاومة هو أقل من ثمن التراجع والاستسلام”، وقالت “إن خيار شعبنا الوحيد لاستعادة حقه واسترداد حقه هو في المقاومة وتواصل جذوة الاشتباك على نقاط التماس حتى دحر الاحتلال عن كامل أرضنا فلسطين”.
يشار إلى أنه بسبب تهديدات المقاومة الفلسطينية، ودعواتها للتصعيد، بدأت سلطات الاحتلال بالتأهب للتعامل مع تفجر الأوضاع وذلك مع اقتراب شهر رمضان.
وجاء ذلك بناء على تقارير أمنية، توقعت أن تشهد المناطق الفلسطينية وبالأخص مدينة القدس عمليات وهجمات كبيرة، رفضا للإجراءات الإسرائيلية، المتمثلة بالتضيق على المصلين في الأقصى، وزيادة الهجمات الاستيطانية خاصة ضد حي الشيخ جراح.
ووفق تقارير عبرية، فإن استعدادات جرت داخل الشرطة وجهاز الأمن العام “الشاباك”، تشمل كيفية التعامل مع الهجمات ومنعها، في ظل التوقعات القوية لدى الأمن الإسرائيلي بأن ترتفع وتيرة العمليات التي ينفذها فلسطينيون في القدس.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، في تقرير لها، وجود مخاوف لدى المستوى الأمني من امتداد الهجمات إلى خارج مدينة القدس.
ونقلت عن ضابط في جهاز الشرطة الإسرائيلية، قوله إن الأوضاع على وشك “الانفجار”، متوقعا تنفيذ المزيد من عمليات الطعن، وأضاف معقبا على ما يجري “نشهد سلسلة مقلقة من الهجمات قد تنزلق خارج القدس”.
وتتوقع الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال، بأن تنفذ العديد من الهجمات في منطقة البلدة القديمة في القدس المحتلة، خلال الفترة القادمة.
يشار إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، حذر من موجة عمليات فلسطينية مقبلة، وقال وهو يعلق على العمليات الأخيرة “في المستقبل القريب وحتى في شهر رمضان ستحاول قوى فلسطينية إشعال المنطقة”، معتبراً أن تلك الجهات “ستواصل محاولة إشعال النار في المنطقة، وستواصل الشرطة الإسرائيلية منعها”، لافتا إلى أن قوات الشرطة سيكونون في “حالة تأهب وجاهز”، حيث أعلن عن نشر مزيد من قوات الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وقبل ثلاثة أسابيع جرى الكشف عن وثيقة عممت من قبل قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية، حذّر فيها من تصعيد أمني في الضفة خلال شهر رمضان مشيرا إلى أن “المواد القابلة للاشتعال موجودة في كل مكان، ما ينقص هو عود الثقاب الذي سيؤجج الأوضاع”.
المصدر : القدس العربي