البروفيسور العراقي خالد حسن جمعة يصرح للشرق الأوسط نيوز: أدعو الحكومات العربية إلى الاهتمام بالكفاءات العلمية لتجنب هجرة الأدمغة.
بقلم خولة خمري……
صحفية وباحثة أكاديمية في قضايا حوار الحضارات والأديان
في لقائه مع الصحفية خولة خمري صرح البروفيسور العراقي المختص في التاريخ الحديث والمحاضر بجامعة المستنصرية أنه يتعين على الحكومات العربية وضع خطط إستراتيجية للخروج من الركود الاقتصادي الذي تعاني منه أغلب الدول العربية خاصة في الفترة الراهنة نتيجة الأزمة العالمية التي سببها فيروس كورونا هذا وللباحث العراقي العديد من الأبحاث والدراسات التي تدور حول سبل الاستفادة من التحولات التاريخية للدول والأمم لذلك وجب الاستفادة من التاريخ وما حصل بالعديد من الدول من طرف اياد أجنبية خربت ودمرت الدول العربية بطرق ممنهجة ولعل العراق أبرز مثال على ذلك الذي لا يزال يعاني من تبعات الاستدمار الأمريكي وقد صرح الخبير قائلا : أنا مستعد لتقديم خطط إستراتيجية حول سبل تفعيل التنمية المستدامة للحكومات العربية انطلاقا من تاريخ الأمم السابقة وكيف كانت تتعامل الحضارات مع الأزمات خاصة من خلال استغلال الطاقات المتجددة من أجل النهوض بالاقتصاد العربي والخروج من التبعية للدول الغربية وانتظار ما تمت به علينا” وذلك في إطار سلسلة برامجه لهذه السنة.
وقد استهل الباحث حديثه مع الصحفية خولة خمري عن الإشكاليات التاريخية التي مرت بها الأمة العربية والإسلامية وتبعاتها الاقتصادية والإدارية التي تنتج عن تهميش القطاعات الرئيسية الحساسة وعلاقتها بالاقتصاد خاصة قطاع السياحة وتبعات ذلك على المنظومة الاقتصادية العربية مقدما العديد من الاقتراحات كونه خبر جيدا تاريخ الأمم حيث دعا إلى تبني الاستثمار في الطاقات المتجددة وكذلك التجارة الالكترونية للترويج للمنتجات المحلية واستقطاب السياح في إطار الترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها الدول العربية وذلك لما تتمتع به الكثير من الدول العربية من أماكن سياحية دينية على مر التاريخ جد متميزة باعتبار هذا المجال وجهة الشباب حاليا للعمل الحر حيث صرح قائلا “إن الاستثمار في السياحة أمر مهم وضروري لإنعاش الاقتصاد العربي ولابد من دفع الشباب الواعد نحو هذا المجال خاصة عبر ما يسمى بالتجارة الالكترونية فقد ألزمت جائحة كورونا كبرى الشركات العالمية على العمل عن بعد وهو ما فتح آفاقا جديدة للشباب رواد الأعمال على ولوج عالم العمل أون لاين والتعريف ببلدانهم ومدى جمالها وتمتعها بمناظر طبيعية خلابة وهي فرصة ثمينة للدول العربية لفتح آفاق جديدة للشباب الذي أثبت جدارته في هذا المجال”
كما أكد صاحب كتاب حركة الإصلاح والنهضة في المجتمع الجزاىري على ضرورة وعي الشعوب العربية بمدى أهمية توعية الشباب بأهمية معرفة تاريخهم وتوظيفه في التكنولوجيا الجديدة فوسائل الإعلام الجديد أصبحت وجهة الشباب اليوم للترويج لأفكارهم المختلفة وكذلك عرض منتجاتهم لكسب المال ونتائج ذلك على التعريف بتاريخ أجدادنا إضافة لانتعاش الاقتصاد فقد أثبتت جائحة كورنا العالمية بضرورة إقامة صمام أمان تجاه النتائج المترتبة عن هذه الجائحة والباحث في رؤيته الاستشرافية لعالم ما بعد كورونا أكد على أن الاقتصاد في عالم ما بعد كورونا سيشهد تغيرات جذرية وستعتمد بشكل كبير على وسائل الإعلام الجديد ودورها في إنعاش مختلف القطاعات خاصة القطاع السياحي لذلك صرح البروفيسور قائلا: ” وجب علينا الاستعداد لهذا العالم قبل فوات الأوان خاصة أن هناك العديد من الدول حققت قفزات نوعية في التقنيات الجديدة التي ظهرت وتطورت أكثر مع فترة الحجر الصحي الذي سببه فيروس كورونا كبروز تقنيات البلوك تشين التي سهلت كثيرا التعاملات بين المؤسسات وعملائها خاصة التعاملات المالية”
هذا وقد دعا البروفيسور خالد حسن جمعة صاحب كتاب علي الوردي مؤرخا ومفكر واقعي المؤسسات إلى ضرورة الاقتداء بالتجارب الناجحة في مجال العلوم الإدارية والاقتصادية وتوظيف هذه المجالات لتمرير رسائل تاريخية مقدما خالص شكره للشباب العربي الواعي بمدى أهمية خلق الأفكار الإبداعية في دفع عجلة التنمية كما عرج على الظاهرة الجديدة التي توجه لها الشباب العربي وهي التجارة الالكترونية التي نمت بشكل كبير في ظل جائحة كورونا حيث ثمن الباحث ذلك كثيرا مشيدا بمدى وعي الشباب العربي بأهمية الاستعداد للمتغيرات الاقتصادية القادمة.
هذا والبروفيسور عديد الدراسات والكتب التي تعنى بدراسة حركة تاريخ الأمم والدول خاصة تاريخ تركيا والجزائر فقد ولع البروفيسور منذ انطلاقه بمجال البحث العلمي بتاريخ الدولة الجزائرية وقوة وصلابة المجتمع الجزائري على مر التاريخ هذا ويرى البروفيسور أن النهضة العربية القادمة ستكون انطلاقتها من الجزائر بعد دراسات تاريخية معمقة أقامها البروفيسور عن الجزائر وقد نشرت بالعديد من المجلات في بريطانيا وفرنسا وكندا ومختلف الدول العربية وصرح أنه مستعد لتقديم ورشات علمية ودورات تعمل على التعريف بتاريخ الأمة العربية ودمج هذا التاريخ داخل اهتمامات الشباب إضافة إلى وضع ميكانزمات على أرض الواقع توجه الشباب العربي لنجاح مشاريعهم الريادية من خلال دعوة رجال الأعمال إلى دعمهم بالبروفيسور يدعو الشباب إلى تبني أفكار حرة وواقعية لتحقيق النهضة المنشودة والتي لطالما عمل لأجلها الأجداد من مفكرين ومؤرخين.
وكما صرح البروفيسور صاحب كتاب تاريخ مصر السادات والأحزاب السياسية في نهاية حديثه بأنه مستعد لقبول دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بتوضيح بعض الأزمات التاريخية التي مرت بها الأمة العربية والإسلامية خاصة وأنه لديه عديد الدراسات حول أسباب تشكل الفكر الارهابي والنزاعات الطائفية وسبل الاستفادة من تلك الأحداث لتجنب حدوثها مستقبلا خاصة في العراق الذي شهد موجة تدمير ممنهجة بهويته التاريخية والحضارية ولعل هذا ما يعكس كما أكد البروفيسور الخوف الكبير الكامن داخل القوى العالمية لذلك تسعى جاهدة لوضع العراقيل وإثارة الفتن هنا وهناك لتفتيت الوطن العربي ومنع توحدهم إضافة لوضع حكام موالين للغرب يسعون لتحميل الشعب وإلهائه ببعض القضايا التافهة لتكريس الاستعمار ومواصلة نهب خيرات الوطن العربي لتحقيق مصالحهم وقد وعد الباحث الطلبة المتعطشين لمعرفة سبل نشر ثقافة الابتكار والإبداع أنه سيقدم المزيد من المحاضرات حول هذه القضايا المثيرة للجدل وغيرها من القضايا المهمة والحساسة وذلك في قادم الأيام. داعيا الشباب العربي إلى تفعيل مشروع النهضة العربية في مختلف مجالات الحياة.