الزياره الملكية المرتقبه إلى رام الله خلال الأيام القليلة المقبلة

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات… 

 

بعيداً عن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى عاصمتنا الحبيبة عمان في 10 آذار/ مارس الجاري التي فسرها البعض بأنها دعوة إسرائيلية للملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه للتدخل لدى السلطة الوطنية الفلسطينية لكبح أي صدام أو توتر أمني قد يحدث في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية في رمضان القادم الذي يصادف الأعياد اليهودية ، وتكتسى الزيارة الملكية إلى رام الله ولقاء أخيه فخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أهمية كبيرة خاصة كونها تأتي بعد حراك سياسي وزيارات مكوكية ونشاط دبلوماسي مكثف وملحوظ على الساحة العربية والإقليمة متعلق بشكل أو بأخر ، بالقضية العربية المركزية القضية الفلسطينية وعملية السلام بين العرب وإسرائيل ، وربما جيرانهم أيضاً ، تركيا وإيران .
فالزيارة الملكية المرتقبة والتي تعتبر نادرة وهي السادسة منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ، لأنها من المرات القليلة جدآ آلتي يزور فيها جلالة الملك رام الله وأخرها في عام 2017 ، فهي تعكس حجم الإهتمام والتقدير لخطورة الوضع مع دخول شهر رمضان المبارك ، وتأتي أيضاً بعد إجتماع القمة الذي أحتضنته مدينة العقبة الأردنية في جنوب الأردن بحضور فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ، ورئيس الوزراء العراقي دولة الأستاذ مصطفى الكاظمي في 25 آذار/ مارس ، وبعد اللقاءات المكوكية لمساعد وزير الخارجية الأمريكي هادي عمرو ، الذي زار عواصم المنطقة بما فيها عمان ، ورام الله ، وتل أبيب ، داعياً إلى ” تحسين جودة الحياة للفلسطينيين ” ، وعدم” تقويض الجهود المبذولة للدفع نحو حل الدولتين المتفاوض عليه”، وأحداث حالة من التهدئة في القدس الشريف وغيرها من المناطق الفلسطينية ، إلا أن إحتمالات وقوع الإنفجار تبقى قائمة بسبب إستفزازات المستوطنين للشعب الفلسطيني وعدم السماح لهم بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى للصلاة فيه بشهر رمضان المبارك .
كما أن زيارة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه تأتي بعد قمة “ حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ” في المنطقة ، مصر ، والإمارات العربية المتحدة ، وإسرائيل ، في شرم الشيخ في 22 آذار/ مارس الحالي .
وقد سبق هذه القمة بأسبوعين تقريياً زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها منذ 14 عاماً للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في 9 آذار/ مارس والإستقبال الكبير له والأجتماع بالرئيس طيب رجب أردوغان ، وبعد يومين فقط من إستقبال دولة الإمارات العربية المتحدة في 24 آذار/ مارس للرئيس السوري بشار الأسد ” حليف إيران وحزب الله ” كما وصفته محطة فرنسا 24 ، بعد عقد من القطيعة والصراع كأول زيارة للرئيس السوري لدولة عربية منذ عام 2011 .
من الواضح ، إذاً ، أن الزيارة الملكية تأتي في سياق هذا الحراك العربي والإقليمي والدولي المتعدد غير المسبوق الذي لم تشهده المنطقة منذ فترة طويلة ، والذي يقوده العاهل الأردني مما يشير بأن هناك “ شيئاً ما ” يدور في المنطقة ، قد يكون الهدف منه ليس فقط التأكيد على ضرورة عدم إنفجار الوضع المتأزم في الضفه الغربية وغزة في حالة حدوث ” فراغ ” سياسي نتيجة وفاة الرئيس محمود عباس ( 87 عاماً ) لا سمح الله أو تنحيته بسبب وضعه الصحي ، بل ووضع تصورات متعلقة بتحريك عملية التفاوض بين الفلسطينين والإسرائيليين المتوقفة منذ مدة طويله من ناحية ، والبحث – ربما – في إمكانية فتح آفق “ أندماج سوري” في عملية سلام أوسع وأشمل تفضى إلى سلام شامل وكامل بين دول المنطقة ، لا سيما في ظل قرب التوصل لأتفاق بشأن ملف “ البرنامج النووي الإيراني ” بين إيران والقوى العظمى الممثلة في مجموعة (5+1) .
ولذلك وللأسباب أعلاه ، يعد الدور الأردني بقيادة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه مهماً جداً وضرورياً لأي عملية متعلقة بالتهدئة أو إعادة التفاوض بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية أو حتى إطلاق عملية سلام أشمل تضم سورية ، لا سيما وأن العلاقات الأردنية – الأمريكية عاد الدفء لها مع وصول جو بايدن للسلطة عام 2020 إلى وهجها وقوتها الإستراتيجية مما منح الأردن “ هامش حركة ” واسع ومتصاعد للتواصل مع سورية ، والمشاركة بفاعلية في “مشروع الشام الكبير ” الذي يضم العراق ومصر والأردن ، والذي من المتوقع منه زيارة الرئيس بشار الأسد للأردن في الفترة المقبلة .

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا