بقيمة 2 مليار يورو.. ألمانيا تريد شراء منظومة إسرائيلية للحماية من الصواريخ
الشرق الأوسط نيوز : نشرت صحيفة بيلد الألمانية أن ألمانيا تعتزم جراء التطورات السياسية على الأرض أن تقتني منظومة إسرائيلية مضادة للصواريخ بتكلفة تناهز 2 مليار يورو. وأكدت الصحيفة الأكثر انتشارًا في ألمانيا أن القرار لم يُتخذ رسميًا بعد إلا أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي إليه المستشار أولاف شولتس وهو الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم، مؤيّد لفكرة حيازة هذه الدرع الصاروخية.
وقال مقرر ميزانية الدفاع في مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) أندرياس شفارتز للصحيفة “علينا أن نحمي أنفسنا بشكل أفضل من التهديد الروسي. لذلك نحن بحاجة بشكل سريع إلى درع صاروخية على نطاق ألمانيا”.
وذكرت الصحيفة أن الدرع الصاروخية كانت أيضًا موضوعًا أثناء التشاور بين المستشار أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) والمفتش العام للبوندسفير، إبرهارد زورن، حول كيفية استخدام 100 مليار يورو للصندوق الخاص لتحديث الجيش الألماني. ويرى الألمان أن منظومة سهم الإسرائيلية أثبتت جدواها في التصدي لعدد مختلف من الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل لا سيما روسية الصنع، وهو ما جعل المنظومة مهمة لألمانيا.
وفي حال تم الشراء سيتم تركيب 3 مناطق حماية تتوزع في ألمانيا على أن تكون جاهزة للاستخدام لغاية بداية عام 2025.
وستكون الدرع قوية بما فيه الكفاية لحماية بولندا ورومانيا ودول البلطيق أيضًا. وبحسب الصحيفة الألمانية فإن عددا من البرلمانيين الألمان سيقوم بزيارة إسرائيل للاطلاع عن كثب على عمل المنظومة وذلك قبل طرح الموضوع رسميا أمام البرلمان للتصويت عليه. وسيقوم أعضاء البرلمان بنقل المعلومات عن هذه المنظومة للبوندستاغ من أجل دراستها وبحث جدواها.
ووفقا لمجلة شبيغل الألمانية فإن القبة الحديدية الإسرائيلية لفتت الانتباه بعد تراشق الصواريخ الذي تم بين حماس وإسرائيل في مايو 2021. حيث اعترضت المنظومة الصاروخية أكثر من 2500 صاروخ معاد منذ نشرها لأول مرة في أبريل 2011، بكفاءة تقارب 90٪، وفقًا للأرقام الرسمية.
وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة الأبحاث الأمريكية راند كوربوريشن، فإن “القبة الحديدية” كانت تهدف في الأصل إلى حماية عدد قليل من المنشآت العسكرية أو المطارات، لكن المزيد والمزيد من السياسيين المحليين الإسرائيليين طالبوا بشكل تدريجي بحماية مجتمعاتهم بواسطة بطاريات “القبة الحديدية”.
بيد أن المأخذ الكبير على هذه المنظومة هي التكلفة الكبيرة بحسب شبيغل إذ تبلغ تكلفة كل صاروخ 50 ألف يورو تقريبا، فيما أن خبراء ألمان ألمحوا إلى أن هذه التكلفة تبقى رخيصة مقارنة بمنظومة باتريوت الأمريكية والتي يبلغ صاروخ الاعتراض بها حوالي مليون دولار أمريكي، وهو ما جعل شراءها تغيرا جذابا لنواح اقتصادية للعديد من الدول.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينه لامبرشت قد صرحت منتصف هذا الشهر أن هدفها “هو أن يكون الجيش الألماني مجهزا بالكامل وقادرا على حمايتنا بشكل موثوق به وحماية شركائنا في التحالف”. يأتي ذلك في إطار سعي برلين لتحديث قواتها المسلّحة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومهد مجلس الوزراء الألماني الأربعاء الطريق لإنشاء صندوق خاص لتدعيم الجيش الألماني يبلغ قوامه 100 مليار يورو. ويحتاج تنفيذ هذا الأمر إلى إجراء تعديل دستوري، والذي يتطلب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان (بوندستاغ)، ما يعني أن أحزاب الائتلاف الحاكم ستحتاج إلى دعم من المعارضة لتمرير التعديل.
وبحسب البيانات، سيُخصص في الميزانية الاتحادية لعام 2022 أكثر من 50 مليار يورو لميزانية الدفاع في خطة منفردة. وأوضحت وزارة الدفاع أنه وفقا للمعايير الرئيسية لميزانية 2023 والخطة المالية حتى عام 2026، سيُجرى خلال السنوات التالية تخصيص نحو 50.1 مليار يورو سنويا للجيش، وهو ما يمثل زيادة إجمالية تبلغ حوالي 12.4 مليار يورو مقارنة بالخطة المالية الحالية.
وإلى جانب ذلك، سيُجرى استخدام أموال الصندوق الخاص للجيش في إتمام مشاريع كبيرة تم تحديدها منذ سنوات، مثل تمويل تجديد أسطول مقاتلات “تورنادو” بطراز جديد، وتحسين عتاد الجنود، بحسب بيانات الوزارة.
المصدر : القدس العربي