رسائل فلسطينية عملية على تهديدات غانتس.. واشتباك مسلح في جنين والمقاومة تهدد الاحتلال بـ”أيام سوداء”

الشرق الأوسط نيوز : لم تمض سوى ساعات قليلة على تهديدات وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، بشن حرب على جميع الجبهات بما فيها جبهة قطاع غزة، والتي جاءت في ظل ارتفاع وتيرة الأحداث الساخنة، وزيادة معدل العمليات المسلحة، حتى أعلنت إسرائيل عن تنفيذ شاب فلسطيني عملية طعن جديدة في مدينة عسقلان، أسفرت عن استشهاد المنفذ وإصابة أحد الجنود، تلاها اشتباك مسلح شمال الضفة، وذلك بعد أن أكدت المقاومة الفلسطينية أن إسرائيل ستكون أمام “أيام سوداء”.

وحسب ما أعلنت شرطة الاحتلال فإن شرطيا أصيب بجراح حين تعرض لعملية طعن نفذها شاب فلسطيني من مدينة الخليل، يعمل في حقل البناء في مدينة عسقلان. ووفق إعلان الاحتلال فإن العملية وقعت فجر الثلاثاء، في جنوب إسرائيل، حيث جرى إطلاق النار بشكل مباشر على المنفذ ما أدى إلى استشهاده. وذكر بيان لشرطة الاحتلال أن الحادث وقع عندما كان ضابط الشرطة يحقق مع الشخص الذي كان يعمل في موقع بناء، والذي زعم أنه كان يتصرف بشكل مريب، وأنه أثناء التفتيش أخرج الرجل سكينا وطعن الشرطي، وتمكن الضابط من إخراج مسدسه وإطلاق النار عليه. هذا وقد دفعت قوات الاحتلال بمزيد من قواتها لمنطقة العملية في مقدمتهم المسؤولون العسكريون عن تلك المنطقة.

وعقب العملية بساعات قليلة، اندلع اشتباك مسلح في مدينة جنين، قام خلاله نشطاء المقاومة الفلسطينية بإطلاق النار صوب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت المدينة لاعتقال عائلة الشاب رعد حازم منفذ عملية تل ابيب الخميس الماضي. وجاء ذلك بعدما أعلنت المقاومة في جنين حالة الاستنفار التام، وشكلت غرفة عمليات مشتركة، توعدت خلالها بالرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف جنين ومخيمها، فيما لا يزال والد وأشقاء الشهيد رعد حازم يرفضون تسليم أنفسهم.

تهديد إسرائيلي

وتلا ذلك أن هددت فصائل المقاومة، بدخول غزة على خط المواجهة، في حال أقدم الجيش على توسيع عملياته العسكرية ضد جنين، ونفذ عملية اقتحام كبيرة أو زاد من وتيرة إراقة الدماء الفلسطينية. وجاءت عملية الطعن وما تلاها من الاشتباك المسلح الذي خاضته المقاومة الفلسطينية في جنين، بعد تهديد وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، بقدرة جيشه الذي يواجه مقاومة متزايدة في الضفة، على شن حرب على عدة جبهات منها غزة ولبنان، في دلالة على عدم اكتراث الفلسطينيين لتلك التهديديات الإسرائيلية، والتي جاءت بعد إعطاء رئيس الوزراء نفتالي بينيت أوامر لجنوده للعمل بـ “بدون قيود” ضد الفلسطينيين.

وقد هدد غانتس، بأن جيشه جاهز لأي تصعيد على كافة الجبهات بما فيها لبنان وقطاع غزة، ومواصلة العمليات في سوريا لمنع وصول الأسلحة المتطورة لحزب الله. وجاءت أقواله في كلمة وجهها خلال لقاء عبر تقنية “زوم”، مع باحثين وصحافيين أجانب، حيث قال “من الجيد قيام السلطة الفلسطينية بالتنديد بالعمليات الأخيرة، لكنني أتوقع منها أن تتخذ خطوات أيضا ضد مسؤولين كبار فيها، وخاصة في منطقة جنين، يشجعون التحريض وينشطون أيضا ضد إسرائيل ويمسّون بالسلطة الفلسطينية نفسها وبالسكان الفلسطينيين”. وزعم أنه “إلى جانب سعينا للتهدئة، فإننا جاهزون لأي تصعيد على كل الجبهات بما فيها لبنان وقطاع غزة”. وقال إنه في حال تم الحفاظ على “السلام والهدوء” يمكن زيادة عدد العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل. وأضاف “لكن هناك أيضا احتمال أن نعود عن ذلك، إذا استمر الوضع متوترا”، وهو بذلك يشير إلى سحب التسهيلات التي قدمت لقطاع غزة مؤخرا.

وجاءت تهديداته بتوسيع رفعة العمليات، رغم فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وكذلك قوات الجيش، في منع تصاعد موجة الغضب الشعبي والفعل المقاوم في الضفة الغربية. وردت حركة حماس على تهديدات غانتس عبر الناطق باسم الحركة حازم قاسم في تصريح تلقت “القدس العربي” نسخة منه إذ قال: “حديث وزير الحرب الصهيوني (بيني غانتس) عن استعداد جيشه للتصعيد ضد كل الجبهات، لن يُخيف ثوار شعبنا ولن يوقف نضالهم المشروع ضد الاحتلال، ولا يمكن أن تمنع حالة الإسناد والتكامل بكل أشكاله بين كل ساحات النضال الفلسطيني”. وتابع، موجها رسالة للاحتلال تؤكد استمرار العمل المقاوم، “هذه الثورة مستمرة حتى تحقيق أهداف شعبنا الكبرى بالتحرير والعودة”.

وترافقت تصريحات الناطق باسم حماس، مع تصريحات نقلها موقع “الجزيرة نت” عن مصدر في المقاومة الفلسطينية، أنذر فيها إسرائيل بـ “أيام سوداء” ردا على مخطط جماعات “الهيكل” المزعوم الاستيطانية، بـ “ذبح القرابين” في المسجد الأقصى. وأكد المصدر أن مخطط المستوطنين لـ “ذبح القرابين” في المسجد الأقصى “يعد تجاوزا للخطوط الحمراء”، وهو محاولة لـ “اللعب بالنار”. وقال “إن خطوة المستوطنين استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين، وبداية أيام سوداء للاحتلال ومستوطنيه.

يأتي ذلك مع استمرار دعوات الجماعات الاستيطانية المتطرفة، لأنصارها بتنفيذ عملية اقتحام كبيرة للمسجد الأقصى تبدأ يوم الجمعة وتستمر لمدة أسبوع، للاحتفال بأحد الأعياد اليهودية، كما دعت أنصارها للمشاركة في “ذبح القرابين” في المسجد الأقصى. وقالت تلك الجماعات في دعوتها الموجهة لأنصارها إنها وضعت خططا لتنفيذ “الهدف الفريد المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة لاكتمال الطقوس والمراسم بالاحتفال بالفصح اليهودي”، موضحة أنه سيتم جلب الخراف للذبح والحرق خلال أيام العيد.

وتتجه الأنظار في هذه الأوقات صوب مدينة القدس المحتلة وتحديدا للمسجد الأقصى، لمعرفة ما ستقوم به الجماعات الاستيطانية، وهو ما سيحدد طبيعة الرد الفلسطيني.

وتشابه أفعال الجماعات الاستيطانية المتطرفة هذه، ما كانت تنفذه في العام الماضي، حين أعلن عن “مسيرة الأعلام” يوم 28 من شهر رمضان، والتي كان مخطط لها أن تقتحم البلدة القديمة والمسجد الأقصى للاحتفال بأحد الأعياد اليهودية، حيث انفجرت وقتها موجة غضب شعبي عارم في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ 48، أدت إلى دخول غزة على خط المواجهة، حيث أطلقت الفصائل المسلحة رشقات صاروخية على وسط إسرائيل، انتصارا للأقصى، لتبدأ وقتها حرب إسرائيلية ضد القطاع استمرت 11 يوما.

في هذه الأوقات يستعد الفلسطينيون لإحياء فعاليات “جمعة الوفاء لجنين”، والتي من المتوقع أن تشهد تصعيدا للعمل المقاوم ضد الاحتلال، رفضا لما تتعرض له المدينة من هجمات إسرائيلية مستمرة.

وحذرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي من استمرار ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في مخيم جنين، مؤكدة أنها “لن تسمح للاحتلال بالاستفراد بأبناء شعبنا ولن تقف مكتوفة الأيدي” وستواجهه على امتداد الوطن المحتل”.

ودعت الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم للمشاركة في فعاليات “جمعة الوفاء لجنين”، مؤكدة أن تصعيد الاحتلال الأخير وتهديده باجتياح مخيم جنين، وحصاره الاقتصادي على المدينة، والجرائم التي يرتكبها جنوده ومستوطنوه من استهداف المدنيين الآمنين “لن تقابل من شعبنا ومقاومته إلا بمزيد من الانتفاضة الشعبية والمقاومة في الميدان”.

على أهبة الاستعداد

وقالت محذرة “المحاولات الإسرائيلية باقتحام مدن الضفة وخاصة جنين وارتكاب المزيد من الجرائم، تستدعي منا جميعا أن نكون على أهبة الاستعداد للرد على هذا العدو”، وأضافت “كما فشلت أساليب الاغتيالات والاعتقالات والحصار وحرب التجويع ستفشل كل محاولاته بالاستفراد بأي مدينة أو مخيم فلسطيني”.

وأكد على أهمية تنظيم احتجاجات جماهيرية، وتوسيع نقاط الاشتباك وإشعال خطوط التماس مع الاحتلال؛ “رفضا للعدوان وللحصار وكسرا لطوق جنين وشراكة مع الحركة الأسيرة في يوم الأسير الفلسطيني”.

ودعت قوى وفصائل المقاومة لـ “العمل والتنسيق المشترك والتعبئة الشاملة استعدادا لحماية جنين في مواجهة الهجمات الإرهابية الإسرائيلية”، كما طالبت كل من يقدر على الوصول للقدس إلى “الاحتشاد الدائم” في باحات وساحات المسجد الأقصى وداخل القدس المحتلة والتصدي لاعتداءات وهجمات المستوطنين.

وقال الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي إن القتل والإعدامات الميدانية وهدم البيوت “لن يجلب الأمن”، وأضاف ” الطريق الوحيد لتحقيق الأمن هو الحل السياسي الذي يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن دولة فلسطين المعترف بها في الأمم المتحدة”.

وأكد أن كل المحاولات لكسر وتطويع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية “باءت بالفشل”، وأضاف “لا يستطيع أحد الانتصار على شعبنا المناضل الثائر من أجل حريته”، مؤكدا أن “جنين البطولة وبقية المدن والقرى والمخيمات تبعث برسائل سياسية للعالم أجمع، عنوانها أن كل المحاولات والمؤامرات لتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني ستفشل تحت وطأة صمود شعبنا ومقاومته الباسلة، وبوابة السلام الحقيقية تبدأ عند استعادة شعبنا الفلسطيني لكامل حقوقه عبر منظمة التحرير الفلسطينية”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا