الأقصى يحتضن المعتكفين في العشرة الثانية من رمضان لصد المستوطنين ومنع “ذبح القرابين”
الشرق الأوسط نيوز : وسع المرابطون في المسجد الأقصى من فعالياتهم الخاصة بالتصدي للاقتحامات الكبيرة المتوقعة لجماعات “الهيكل” المزعوم، وقدموا موعد الاعتكاف في المسجد ليبدأ من العشرة الثانية من شهر رمضان، بدلا من اقتصارها فقط على الأيام العشرة الأخيرة من الشهر نفسه.
وتحت عنوان “في الأقصى اعتكافي”، خرجت دعوات جديدة من مرابطي الأقصى، وهم رجال ونساء، اشتهروا بالدفاع عن المسجد من الهجمات التي تنفذها الجماعات الاستيطانية المتطرفة، لتقديم موعد الاعتكاف، بما يعني النوم هناك إلى ما بعد صلاة “التراويح” والإقامة طوال ساعات الليل، بما يعرف بالاعتكاف الكامل والقيام.
وجاءت الدعوة الجديدة هذه، لتوسيع دائرة الاعتكاف، كرد أولي على دعوة جماعات “الهيكل” المزعوم الاستيطانية، لأنصارها من أجل المشاركة الواسعة في عمليات الاقتحام الكبيرة للمسجد الأقصى، والتي تبدأ منتصف الشهر الجاري، وتمتد لمدة أسبوع كامل، والتي تخطط خلالها لـ “ذبح القرابين” في ساحات المسجد، بعد الدخول للمسجد بـ “الملابس التوراتية”، في خطوة غير مسبوقة، تثير حفيظة الفلسطينيين، الذين أكدوا رفضهم للعملية، وتصديهم لها لمنعها بكل السبل.
حملة جديدة
وحسب المعلومات المتوفرة من داخل المسجد الأقصى، فإن عمليات الاعتكاف هذه بدأت منذ عدة أيام، ويواصل عدد من الرجال والنساء صلاة قيام الليل في المسجد، حتى الفجر، وأن الحملة الجديدة وتعميمها في هذا الوقت، يهدف إلى زيادة عدد المشاركين وذلك بسبب قرب احتفالات المستوطنين، والتي من المقرر أن تبدأ ليلا. كما تحمل الدعوة الجديدة رسالة تحد لقرار شرطة الاحتلال، بمنع الاعتكاف الليلي في شهر رمضان، والمقرر أن يبدأ كما العادة في الأيام العشر الأخيرة من الشهر.
وفي إطار تعميم دعوة الاعتكاف في الأقصى، كتبت المرابطة المقدسية المعروفة خديجة خويص تدوينة على موقع “تويتر” جاء فيها “الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، جدوى مستمرة، وهما السبيل الأمثل لحماية الأقصى من أي تدنيس وانتهاك”.
كذلك نقل موقع “القسطل” المختص بتغطية أخبار مدينة القدس المحتلة، عن المرابطة المقدسية المعروفة هنادي حلواني، قولها “الاعتكاف رباط، وفي فترة أعياد المحتل هو واجب، ولا عذر لمن ترك الأقصى بلا رباط فاعمروه وأحسنوا الرباط فيه واحموه من مخططات المستوطنين”.
وهاتان السيدتان سبق وأن تعرضتا لعمليات اعتقال كثيرة على أيدي قوات الاحتلال، وصدرت بحقهما أوامر إبعاد عن المسجد لنشاطهما في حماية الأقصى من هجمات واقتحامات المستوطنين.
في الوقت الذي تواصل فيه الجماعات الاستيطانية المتطرفة دعوة أنصارها لاقتحامات الأقصى الواسعة، تستمر سلطات الاحتلال في فرض قيود مشددة تمنع سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد للصلاة فيه
ويؤكد الباحث والمختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد ابحيص، أن الاعتكاف في الأقصى قائم ومستمر لليلة الخامسة على التوالي وأن الليلة الماضية لم يحاول أحد طرد المعتكفين بعد التراويح، لافتا إلى أنه للمرة الأولى منذ احتلال القدس والمسجد الأقصى، يفتح فيه باب الاعتكاف مبكراً في العشرة الثانية من رمضان وذلك بـ “عزم المعتكفين”.
جدير ذكره أنه في الوقت الذي تواصل فيه الجماعات الاستيطانية المتطرفة دعوة أنصارها لاقتحامات الأقصى الواسعة، تستمر سلطات الاحتلال في فرض قيود مشددة تمنع سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد للصلاة فيه.
وكان زعيم جماعة الهيكل المزعوم رفائيل موريس قدم طلباً رسمياً لشرطة الاحتلال للسماح له ولأنصاره بتقديم “قربان الفصح” في المسجد الأقصى مساء الجمعة المقبل. وتريد الجماعات المتطرفة الإسرائيلية بعد ذبح “القربان” نشر دمه على صحن الصخرة.
وحسب إعلانات هذه الجماعات الاستيطانية فإن الطقوس، ستشمل أيضا “إدخال فطير العيد” للأقصى، وقراءة جماعية لمقاطع من “سفر الخروج”، ودخول طبقة “الكهنة” بما يعرف بـ “لباس التوبة” ذي اللون الأبيض.
لكن تظل عملية “ذبح القربان” ونثر دمائه في صحن الصخرة هو الطقس الأهم الذي يعمل قادة جماعات المستوطنين المتطرفين على تنفيذه.
وتستغل هذه الجماعات الاستيطانية المتطرفة مواقع التواصل الاجتماعي في نشر دعواتها لجمهور المستوطنين، والتي يتخللها دعوات تحريض واسعة ضد الفلسطينيين، في الوقت الذي تستمر فيه تلك المواقع في محاربة المحتوى الفلسطيني.
ومن شأن هذه الاقتحامات وعملية الذبح والاستفزازات في المسجد الأقصى، أن تفجر موجة عضب فلسطينية أكبر مما هي عليه حاليا، حيث أنذرت المقاومة الفلسطينية في غزة، بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن دخولها على خط المواجهة سيكون حتميا في حال نفذ المستوطنون مخططهم.
وضمن الحملات الرامية لدعم مدينة القدس المحتلة، أطلقت الهيئة العامة للشباب والثقافة في غزة، مسابقة بحثية دولية بعنوان “الجهود العربية والإسلامية في خدمة القدس”، بهدف الوقوف على جهود الدول العربية والرسمية والشعبية لخدمة القدس من خلال البحث والدراسة.
تعزيز الشعور الوطني
وأوضح رئيس الهيئة أحمد محيسن، أن المسابقة تسعى إلى زيادة الوعي بأهمية البحث العلمي في المباحث التي تتعلق بالقضية الفلسطينية عموما وقضية القدس على وجه الخصوص، ولفت الانتباه للمخاطر المحدقة بمدينة القدس المحتلة، ومؤامرات الاحتلال حولها، وتعزيز الانتماء والشعور الوطني الفلسطيني والإسلامي والعربي تجاه قضية القدس، والمساهمة في تزويد المكتبة العربية بإنتاج فكري حول المدينة المقدسة.
وذكر محيسن أن المشاركة في المسابقة متاحة أمام الباحثين والأكاديميين من كافة دول العالم، باللغتين العربية والإنكليزية، في واحد من المجالات التي تتناولها المسابقة وهي: المجال السياسي والمجال العلمي والثقافي، والمجال الإعلامي، والمجال الاجتماعي والشعبي، ومجال مؤسسات المجتمع المدني والأهلي، داعيا الباحثين والأكاديميين الراغبين بالمشاركة في المسابقة لزيارة المنصات الإعلامية الخاصة بالهيئة على شبكة الانترنت للاطلاع على شروط وآلية المشاركة وجوائز المسابقة وجدولها الزمني، وإضافة إلى تعبئة الاستمارة الخاصة بالمشاركة في المسابقة، لافتا إلى أن آخر موعد لتسليم خطة البحث يوم الثلاثاء الموافق 10 مايو/أيار المقبل.
وكانت الهيئة، التي تتبع لجنة العمل الحكومي في غزة التي تديرها حركة حماس، نفذت خلال العام الماضي مسابقة دولية لأفضل بحث علمي حول التطبيع مع الاحتلال، وشهدت مشاركة واسعة من الباحثين الفلسطينيين والعرب.
المصدر : القدس العربي