معالي حسين باشا المجالي … مسيرةُ عَطاء

زينة محيي الدين غنيم….

سياسيّ عسكريّ من رجالات الأردنّ وأحد أبرز قياداتِها، ابن الكرك الأبيّة … تلك المدينة التي أنجبت رجالا يعشقونَ الوردَ لكن … يعشقون الورد أكثر‘ إذ استقى أبناؤها العزّة والإباء من قلعتها الشّامخة، وفي مقدّمتهم معالي الباشا حسين هزاع المجالي.
ولد الباشا حسين المجالي عام 1960، وهو نجل رئيس الوزراء الأردنيّ الأسبق هزّاع المجالي، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة عام 1981، كما نال ذات الدّرجة في الإدارة العسكريّة وتخرّج في جامعة مؤتة عام 1994، ثمّ حصد درجة الماجستير في العلوم العسكريّة في ذات الجامعة عام 2000، والتحق بالقوّات المسلّحة الأردنيّة عام 1982، ومُنح رتبة لواء عام 2002.
وتقلّد معاليه العديد من المناصب استهلّها بكونه ضابطَ أمن خاصّ في الحرس الملكيّ، ثمّ مرافقًا عسكريّا للأمير محمد بن طلال -رحمه الله-، وآمرًا في الكليّة العسكريّة الملكيّة، وموّجهًا للقوّات البريّة في كليّة الحرب الملكيّة الأردنيّة، وقائد لواء حمز بن عبد المطّلب (مجال الحرس الملكيّ)، وقائد مجموعة الأمن الخاص للملك الحسين بن طلال -طيّب الله ثراه-.
كما شغل الباشا المجالي مناصبَ أخرى ذات منزلة رفيعة في الدّولة؛ فعمل سفيرا للمملكة الأردنيّة الهاشميّة لدى مملكة البحرين لخمس سنوات (2005-2010)، ومديرا للأمن العامّ الأردنيّ برتبة فريق أول (لثلاث سنوات)، كما عُيّن وزيرا للدّاخليّة والشّؤون البلدية والقرويّة لمرّتين اثنتين في حكومةِ عبدالله النّسور فكانت الأولى من (30 مارس- 21 آب من عام 2013)، أمّا الثّانية فكانت لمدّة سنتين تقريبا من (21 آب 2013- 18 أيار 2015)، وأخيرا شغل منصب عضو في مجلس الأعيان الثّامن عشر من 2017 حتّى وقتنا الحاضر.
وعلى مدار تلك المناصب التي تقلّدها الباشا المجالي وفي خضّم تلك المسيرة التي قدّم فيها الشّيء الكثير لوطنه وأمّته، فقد كُرّم بأوسمة عدّة؛ محليّة ودوليّة؛ نذكر منها وسام الاستحقاق العسكريّ من الدّرجة الرّابعة، ووسام الاستقلال من الدّرجة الثّانية، ووسام الملكة إيزابيلّا الإسبانيّ، ووسام جوقة الشّرف الفرنسيّ، وغيرها الكثير من الأوسمة التي تشهد له بمسيرةٍ حافلة من الإنجازات التي قدّمها في سبيل رفعة الوطن والمساهمة في إحراز تقدّمه.
وإنّه أمر لا يُخفى على أحد من أبناء هذا الوطن بأن الباشا المجالي قد عاش وتربّى بين أروقةِ القصر الملكيّ الهاشميّ مذ نعومةِ أظفاره، وتوّلاه جلالة الملك الحسين -رحمه الله- بالعناية والرّعاية؛ فعاش في كنف الأسرة الهاشميّة، وكان تبعا لذلك متشرّبًا حب الوطن وناصبا بين عينيه آيات الولاء والانتماء لثراه النّديّ، فلا جرم أنّ لتلك البيئة التي عاش فيها أثرًا في تكوينه النّفسيّ، وفي شخصيّته الّتي طغت عليها ملامح رجل السياسة والعسكريّ الفذّ، إذ جعلت منه جنديّا مخلصا للوطن وقيادته يشرئبّ عنقه لإعلاء رايةِ الأردنّ الخفاقة دوما بسواعد نظرائه من رموز الدولة وقادتها.

زينة محيي الدين غنيم، أكاديميّة أردنيّة

 

قد يعجبك ايضا