زيارة بن سلمان للأردن.. تحريك أم عتاب؟
الشرق الأوسط نيوز : ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعبُر إلى عمّان، وفقاً لوكالة رويترز للأنباء، ضمن جولته التي تبحث الآن في المنطقة.
تلك زيارة، إذا ما حصلت فعلاً، ستكون الأولى بعد أربع سنوات من حالة جمود في العلاقات الثنائية بين المملكتين، والأولى أيضاً بعد نحو 13 شهراً، على الأقل، من حالة تجاوزت الجمود بين عمان والرياض إثر ما سمّي بملف الفتنة، وتورط شخصيات مقربة من السعودية فيها.
تنتظر عمّان هذه الزيارة بصبر بالغ.
ويردّد مسؤولون أنها كانت مفترضة في شهر رمضان، وتأجلت 3 مرات.
تفعيل مشاريع أساسية في مدينة نيوم على البحر الأحمر يتطلب حصراً سلسلة تفاهمات مع العقبة الأردنية بالجوار.
لكن يبدو أن الزيارة الأخيرة التي قام بها للولايات المتحدة الأمريكية العاهل الملك عبد الله الثاني قد غيّرت في المعطيات الحسّاسة بالعلاقات الأردنية السعودية، وسط انطباع بأن الجانب الأردني أصرّ على جلسات مغلقة العام الماضي، في محاكمة متهمين بقضية الفتنة، حرصاً على بقاء إمكانية الاستدراك في الاتصالات مع السعودية تحديداً.
ليس سراً في أوساط عمّان السياسية وصالوناتها بأن ملف الفتنة ساهم في تعكير صفو العلاقات نسبياً.
وليس سراً أن السبب في ذلك المتهم الأبرز في الملف، وهو رئيس الديوان الملكي، والمبعوث الأردني الملكي سابقاً إلى السعودية الدكتور باسم عوض الله، السجين الآن بعقوبة، وصلت إلى 15 عاماً، والذي يوصف دائماً بأنه من أقرب الشخصيات في طاقم استشاري كبير محسوب على ولي العهد السعودي.
لم يُعرَف بعد ما إذا كانت زيارة ولي العهد السعودي إذا رتبت أصلاً وصدقت نواياها السياسية قد تتعرض لمناقشة ملف عوض الله، أو حتى مسألة الإفراج عنه، حيث إن الانطباع في الرياض أن الجانب الأردني كان ينبغي عليه تلبية الطلب السعودي المبكر يوم 5 من شهر نيسان أبريل العام الماضي بتسليم عوض الله للسعوديين والإفراج عنه، لكن قيمة هذه الخطوة انخفضت على الأرجح الآن.
وليس سراً في السياق أن ترتيبات لقاء مفترض لقادة وزعماء المنطقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، سواء في شرم الشيخ أو غيرها، عندما يزور المنطقة نهاية حزيران أو في مطلع تموز، قد تكون دفعت باتجاه تجاوز واحتواء الخلافات بين الزعماء .
ثمة ملفات عالقة قد تطرح على الطاولة، إذا ما زار ولي العهد السعودي عمّان، وعلى أساس الانفراج والتحريك.
بعيداً عن عوض الله، حزمة مصالح ليس سياسية فقط، لكن اقتصادية بالمقام الأول فقد ظهر للسعودي بوضوح أن تفعيل مشاريع أساسية في مدينة نيوم على البحر الأحمر يتطلب حصراً سلسلة تفاهمات مع العقبة الأردنية بالجوار.
وتبيّن للرياض بأن عمّان قطعت، قبل نحو شهرين أو ثلاثة، شوطاً بيروقراطياً لافتاً في الترحيب بأي استثمار سعودي طموح، حيث وقعت أوراق إقامة سكة حديد ضخمة بين مدينتي عمان والعقبة، ومن المرجح أن مستثمرين سعوديين حصلوا على هذا الجزء المهم من عطاء المشروع الضخم، وسط الانطباع بأن مشروع سكة الحديد يبدأ بعمان العقبة، لكنه بالصورة الأبعد والأعمق والأشمل يفترض أن ينتهي بسكة حديد إقليمية، تصل ما بين سواحل يافا المحتلة، وموانئ الخليج العربي، عبر الأراضي السعودية، ولأول مرة.
مشروع سكّة حديد يبدأ بعمان- العقبة، لكنه يفترض أن ينتهي بسكة حديد إقليمية، تصل ما بين سواحل يافا المحتلة، وموانئ الخليج العربي، عبر الأراضي السعودية، ولأول مرة.
الإدارة الأمريكية طوال الوقت، ومن أيام الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، مهتمة جداً بهذا المشروع.
بالتالي يمكن القول إن حزمة مصالح وحالة تواصل وتفاعل مع الأمريكيين وطاقم بايدن هي التي قد تدفع باتجاه “خطوة تنظيم” على صعيد العلاقات الأردنية السعودية، وإذا لم يحضر ولي العهد السعودي ضمن جولته المقررة، والمشار إليها سيعني ذلك بأن الأمور في قائمة وزاوية “مكانك سرّ”.
المصدر : القدس العربي