عشرات الإصابات على أيدي الاحتلال في مسيرات مناهضة.. “حوّارة” تعود لمواجهة المستوطنين من بوابة “معركة العلم الفلسطيني”
الشرق الأوسط نيوز : بدأ الشعار الذي رفعه شبان بلدة حوارة بمقولة “علم مقابل علم”، أي أنه في حال أنزل المستوطنون علم فلسطين فإن الشبان سيقومون بالرد بالمثل بإنزال علم إسرائيلي، لكنهم أضافوا على ذلك أيضا رفع عشرات الأعلام الفلسطينية على طول طريق البلدة الرئيسي الذي يقدر بأكثر من 3 كيلومترات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد في البلدة ذات النشاط التجاري والبالغ عدد سكانها (8 آلاف نسمة) حيث نفذت مجموعات من المستوطنين المتطرفين بحماية الجيش والشرطة الإسرائيليين مسيرة أعلام استفزازية داخل الميدان الرئيسي للبلدة، فما كان من الشبان إلا تنظيم مسيرة مماثلة. وهو ما جعل المواجهة تصبح “مسيرة أعلام مقابل مسيرة أعلام”.
وجاء رد مجموعات من الشبان في البلدة التي تقع جنوب نابلس سريعا حيث نظموا بعد ظهر اليوم الجمعة مسيرة رفعت العلم الفلسطيني في الدوار الرئيسي للبلدة.
وتجمعت عشرات المركبات العسكرية الإسرائيلية التي قطعت الشارع لتوفير حماية للمستوطنين ومن ثم وبعد دقائق قام الجنود بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع على الشبان المتظاهرين.
كما اندلعت مواجهات وتدافع بالأيدي حيث قام الجنود برش غاز الفلفل نحو الأهالي والصحافيين.
وبسهولة يمكن للمارة من الشارع الرئيسي الذي يشطر البلدة إلى قسمين ويعتبر الطريق الوحيد الواصل بين مدينة نابلس ومدينتي سلفيت ورام الله رؤية أكوام وسواتر ضخمة من التراب التي جلبتها جرافات إسرائيلية لتقطع الطرق الفرعية بين القرية وتجمعات القرى المحيطة.
وبحسب وجيه عودة، عضو مجلس بلدة حوارة، فإن الإجراء الإسرائيلي بالأساس عقابي لأهالي البلدة التي ترفض أن يتم تنزيل علم فلسطين من شوارعها وميادينها.
ويضيف عودة في حديث خاص أن الجيش لا يمكنه إغلاق الشارع الرئيسي، لكونه يعتبر مسارا مهما وطريقا للمستوطنين حيث تقع البلدة بين تجمعات سكانية للمستوطنين، وهو ما دفعه لإغلاق الطرق الفرعية وسط البلدة.
وتابع عودة أن الضرر يلحق بتجمع قرى عوريف وعينابوس وبيتا وغيرها، إلى جانب تحويل حياة طلبة المدارس إلى جحيم.
وأكد عودة أن ما قام به المستوطنون من محاولة قطع الشارع وتنزيل الأعلام الفلسطينية ووضع أعلام إسرائيلية لن تمر، وهذا قرار البلدة التي تدرك جيدا ماذا يعني أن يقوم المستوطنون بهكذا عمل.
وشدد على أن رسالة المستوطنين وصلت إلينا، والبلدة بدورها أرسلت الرسالة ومفادها أننا لن نستجيب لهم، ولن نسمح لعربدتهم أن تحقق غايتها، حيث وصلنا قبل قليل أن قائد الجيش الإسرائيلي أصدر قرارا يفيد بمنع إزالة أي علم فلسطيني من شوارع البلدة. وشدد على أن هذا انتصار للبلدة وشبابها.
وقررت سلطات الاحتلال امس تحويل بناية قيد الإنشاء الى ثكنة عسكرية وسط البلدة وعلى شارعها الرئيس، كان مستوطنون قبل أيام قد اقتحموها ورفعوا عليها عشرات الأعلام. وقالت ما تسمى الإدارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال إن القرار يأتي لتلبية الاحتياجات العسكرية العاجلة.
وخلال مواجهات الجمعة أصيب مواطن بالرصاص الحي واثنان آخران بغاز الفلفل، وثالث بقنبلة صوتية.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل بأن مواطنا أصيب بالرصاص الحي في القدم، وآخر بقنبلة صوتية، نقلا إثرها إلى مستشفى في نابلس.
وأضاف أن مواطنين آخرين أصيبا بغاز الفلفل الحار، نقلا إثرها إلى طوارئ حوارة.
وكانت قوات الاحتلال قد نشرت تعزيزات عسكرية منذ ساعات الصباح على طول الطريق في بلدة حوارة، التي تشهد منذ أيام مواجهات مع الاحتلال والمستوطنين.
وبحسب عضو المجلس عودة فإن البلدة تفتقد لمكان مخصص للطوارئ في الأوقات الصعبة كما حدث اليوم، وتعاني من تهميش طبي حيث يفتقد مستوصف البلدة لمكان مخصص للطوارئ وهو الحال نفسه في كلية ابن سينا الطبية.
وأكد عودة أن واقع البلدة الميداني يشير إلى إمكانية حدوث مواجهات مقبلة أمام تطرف المستوطنين، وهو أمر يتكرر دوما.
ويستذكر عودة الانتفاضة الأولى عام 1987 حيث كانت البلدة قائدة في مجال مواجهة الاحتلال والمستوطنين وكذلك الأمر في الانتفاضة الثانية 2000 .
ويشرح أن البلدة في الانتفاضة الثانية أغلقت ما يقارب من 42 يوما بشكل كامل، وكان الاحتلال يسمح بخروج المواطنين من أجل الشراء لمدة ساعتين يوميا.
وذكر أنه في معركة سيف القدس عام 2021 تعرضت البلدة إلى موجة من هجمات المستوطنين التي قابلتها مقاومة الأهالي لها والتصدي لهم بصدورهم.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت أمس الخميس، بإغلاق مداخل البلدة ومنعت حركة مرور سيارات المواطنين.
وبحسب مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، فإن قوات الاحتلال تمركزت على جميع الطرق المؤدية إلى البلدة ومنعت مركبات المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها.
وأضاف أن جنود الاحتلال انتشروا بشكل كثيف على امتداد شارع حوارة الرئيسي، مضيفا أن عددا من المستوطنين بدأوا بالتجمع على الشارع وحاولوا الاعتداء على سيارات المواطنين.
اعتراض مستعجل
بدوره قدم مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان وبلدية حوارة اعتراضاً مُستعجلاً لدى المستشار القضائي لجيش الاحتلال في الضفة الغربية، حول قيام جيش الاحتلال بإغلاق العديد من الطرق الفرعية والرئيسية في البلدة.
وطالب المركز بفتح الطرق والتوقف عن هذه السياسة العنصرية. كما تم تضمين شكوى ضد ممارسات المستوطنين بحق الأهالي، وتواطؤ الجيش معهم.
وجاء في بيان المركز أنه يرى أن سياسة الاحتلال في الإغلاق المتكرر لهذه الطرق في الفترة الأخيرة، يُشكّل عقوبة جماعية بحق السكان الفلسطينيين، ويُشكّل تكريساً واضحاً لسياسة الفصل العنصري – الأبارتهايد، وكلاهما يُعتبر جريمة دوليّة من وجهة نظر القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.
وشدد المركز أن سلطات الاحتلال قامت خلال الأيام القليلة الماضية بوضع أكثر من تسعة سواتر ترابية، مُغلقةً الطرق التي تخدم آلاف السكان الفلسطينيين يومياً، والتي تربط وسط وجنوب الضفة الغربية بشمالها، حيث أدت هذه الإغلاقات إلى شل حركة المواصلات في قرى (عينابوس، عوريف، جماعين، بيتا) وإعاقة انتظام دوام طلاب المدرسة ودوام الموظفين وحتى عدم تمكن سيارات الإسعاف من التحرك بحرية في هذه المناطق.
ويؤكد مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان أن تشديد الخناق واستخدام القوة المفرطة ضد السكان وإغلاق مُجمل الطرق في البلدة أمام حركة الفلسطينيين وإقامة نقاط مراقبة شبه دائمة لقوّات الاحتلال، وانتشاره المُكثّف وسط المناطق السكنية والإبقاء على الطريق الرئيسي مفتوحاً أمام المُستعمرين، يهدف الى نيل رضى المستوطنين المتطرفين في المنطقة، والذين أظهروا عنُصريّة وحقدا واضحا ضد العلم الفلسطيني والسكان في بلدة حُوّارة، التي تناضل شعبياً من أجل العيش بكرامة وحفظ العلم الفلسطيني مرفوعاً، بما يحفظ كرامة شعبنا في مواجهة الاحتلال.
وفي سياق متصل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة حاجز زعترة منطقة عسكرية مغلقة لمنع نشطاء يهود ضد الاحتلال من رفع الأعلام الفلسطينية.
وأجبر الجيش “نشطاء سلام” إسرائيليين على مغادرة محيط حاجزي حوارة وزعترة ومنعهم من إقامة فعالية لرفع علم فلسطين في المنطقة، وأبلغهم أنها منطقة عسكرية مغلقة يحظر عليهم الوجود فيها.
عشرات الإصابات
في سياق متصل أطلق مستوطنو مستوطنة “أفني حيفتس”، اليوم الجمعة، الرصاص صوب مزارعي قرية شوفة جنوب شرق طولكرم، أثناء عملهم في أراضيهم الواقعة بمحاذاة المستوطنة المقامة على أراضي قرى شوفة، وكفا، وكفر اللبد، والحفاصي.
وأفاد المزارع تحسين حامد صاحب الأرض بأن مجموعة من المستوطنين أطلقت الأعيرة النارية تجاهه وأشقائه أثناء عملهم بالأرض المزروعة بالزيتون، بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأجبرتهم تحت تهديد السلاح على مغادرتها، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة. وأضاف، أن المستوطنين حاولوا الاستيلاء على مركبته، ألا أنه وأشقاءه تصدوا لهم، وتمكنوا من الإفلات، ومنعهم من الاستيلاء عليها.
وأصيب عدد من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية بيت دجن شرق نابلس، وبلدة بيتا جنوبها.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل بأن مواطنين اثنين أصيبا بالرصاص المعدني، و21 بالاختناق، وواحد بحروق خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية بيت دجن.
وأضاف أن اثنين من المواطنين أصيبا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات مع الاحتلال في بيتا جنوب نابلس، و14 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي الخليل أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، مداخل بلدة بيت أمر شمال الخليل، لتأمين مسيرة دراجات للمستوطنين.
وأفاد الناشط الإعلامي محمد عوض بأن قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل البلدة والطرق المؤدية إلى شارع الخليل – القدس، لتأمين المسيرة التي انطلقت من مستوطنة “كريات أربع” باتجاه مدينة القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال. وأضاف أن المستوطنين رددوا الهتافات المعادية للفلسطينيين والعرب.
وفي السياق ذاته، أغلقت قوات الاحتلال المدخل الشمالي لمدينة الخليل بالمكعبات الأسمنتية، واقتحمت فجر الجمعة، مدينة جنين، وداهمت عدة منازل وسط اندلاع مواجهات، وكثفت من وجودها العسكري في القرى المحاذية لجدار الفصل العنصري في المحافظة.
وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين وداهمت منازل المواطنين في عمارة الزايد بحي البساتين وسط المدينة واستجوبت ساكنيها، حيث عرف منهم ناصر أبو عبيد، ومحمود العارضة، ما أدى الى اندلاع مواجهات عنيفة في عدة أحياء.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال كثفت من وجودها العسكري، ونصبت حواجز عسكرية وكمائن في محيط قرى وبلدات المحافظة خاصة الواقعة بمحاذاة جدار الفصل العنصري: عرانة، والجلمة، ورمانة، وعانين، والطيبة، وزبوبا، وطورة، وتعنك، ويعبد، وظهر العبد.
المصدر : القدس العربي