حملة أمنية إسرائيلية في الأغوار الشمالية وجنوب الخليل تستهدف المزارعين ومربي الثروة الحيوانية.. والخارجية تدين

الشرق الأوسط نيوز : شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي،الأربعاء، حملة مداهمات واسعة وهدم في منطقتي الأغوار الشمالية وجنوب مدينة الخليل، انتهت بمصادرة مركبات فلسطينية خاصّة، وجرارات، كما هدمت بيوتاً وخياماً وغرفاً زراعية وبركسات مربي ثروة حيوانية.

وحسب الناشط الحقوقي عارف دراغمة في حديث لـ”القدس العربي”، فإن الحملة التي شنتها قوات الاحتلال على منطقة الأغوار “لا توصف إلا بكلمة مسعورة”، معتبراً أنها تستهدف وجود المزارعين الصامدين في الأغوار الشمالية.

وتابع دراغمة مؤكداً أن الهجمة التي تقودها مؤسسات الاحتلال وتحديداً مجلس المستوطنات في المنطقة تركزت على محاصرة منطقة المالح والفارسية وشرق العقبة في الأغوار الشمالية، وقام الجنود بحملة مصادرة للتركتورات والسيارات الخاصة وجميع الآليات في المنطقة.

وأشار إلى أن الجنود توزعوا أمام بعض خيام السكان وأحضروا الشاحنات الضخمة من أجل تنفيذ عمليات تحميل للمصادرات. ووصف السياسة الاحتلالية في الأغوار بأنها “سياسة خطرة، وعقاب جماعي ينفذه الاحتلال ضد الوجود الفلسطيني في تلك المناطق للضغط على السكان وترحيلهم”. وناشد دراغمة المؤسسات الحقوقية والإعلامية والإنسانية إلى الحضور للأغوار وحماية المواطنين وأملاكهم في ضوء “عربدة الاحتلال اليومية”.

وحسب الناشط في قضايا الأغوار فارس فقها، فإن جيش الاحتلال قام منذ ساعات الصباح بتوزيع فرق من الجيبات العسكرية والجنود في الأغوار الشمالية، ومنعوا الفلسطينيين من مغادرة خيمهم وبدأوا مصادرة المركبات والجرارات الزراعية من أمام مساكنهم. وأشار إلى أنّ الإحصائية الأولية لحملة المداهمات الإسرائيلية، أسفرت عن مصادرة 9 مركبات و9 جرارات زراعية، إضافة إلى عدد من صهاريج مياه الري والعربات.

وبيّن فقها أن الحملة الإسرائيلية تستهدف المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في الأغوار الشمالية، بامتدادها من منطقة العقبة حتى منطقة البرج والفارسية والمالح.

وتابع فقها أنّ ما يحدث هو عبارة عن توسّع استيطاني، ومحاولة لترحيل الفلسطينيين من المنطقة الملاصقة لمستوطنة “جفعات سلعيت” المقامة على أراض فلسطينية في الأغوار الشمالية، في ظل استمرار عمليات التجريف في المنطقة منذ عدة أشهر لإقامة مدرسة ومنشآت استيطانية.

وأشار إلى أن الاحتلال يزعم أن هذه المناطق عسكرية مغلقة رغم أن سكانها يقطنونها منذ عشرات السنين.

وفي الخليل جنوب الضفة الغربية، هدمت عدداً من الغرف والخيام السكنية والمنشآت الزراعية في مسافر يطا جنوب الخليل.

وقال منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور، إن قوات الاحتلال داهمت منطقة الفخيت شرق يطا، وهدمت ثلاث غرف سكنية، وأربع خيام، وبيتاً متنقلاً “بركساً” للأعلاف وحظيرتين للماشية، كما واستولت على ثلاث خيام أخرى تعود ملكيتها للأشقاء محمد وبلال وبشار أبو صبحة.

يذكر أنها هذه المرة الثانية التي تهدم فيها قوات الاحتلال مساكن العائلة، حيث هدمت قبل نحو أسبوعين منزلاً للعائلة في المنطقة ذاتها تبلغ مساحته 100 متر مربع.

أما المستوطنون فقد شنوا هجوماً على رعاة أغنام، ودمروا محاصيل زراعية في قرية الجوايا، شرق يطا جنوب الخليل.

وبحسب منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل راتب الجبور، فإن مستوطني “ماعون”، و”خفات ماعون” المقامتين على أراضي المواطنين، اعتدوا بحماية من جنود الاحتلال ولليوم الثاني على التوالي، على الرعاة في قرية جوايا قرب العين البيضا، ومنعوهم من الوصول الى المراعي تحت تهديد السلاح.

وأضاف أن المستوطنين أطلقوا ماشيتهم في حقول المواطنين الزراعية في تلك المنطقة، ما أدى إلى تدمير محاصيل القمح والشعير التي تعود لعائلة الشواهين.

سياسة التهجير

وبدوره، اعتبر مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن عمليات المصادرة التي قام بها الاحتلال لمركبات وصهاريج وممتلكات المواطنين في خربة الفارسية والمالح وشرق العقبة وهدم مساكن وتخريب ممتلكات المواطنين في مسافر يطا للمرة الثانية خلال أسبوعين، هو امتداد لسياسة التهجير القسري وإمعان في تضييق الخناق على المواطنين هناك.

وأضاف شعبان في حديث صحافي، أنه وفي ذات الوقت الذي يصادر فيه الاحتلال “هذه المقدرات لأبناء شعبنا هناك، يتم تجريف الأراضي لإقامة مدراس ومشاريع استيطانية تخدم المستوطنين”. وأوضح أن السياسة التي ينتهجها مجلس المستوطنات بدعم حكومة الاحتلال وحماية جيشه ستذهب أمام صمود أبناء شعبنا وتجذرهم في أرضهم.

وبحسب منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في فلسطين، فإن سياسة الاستيطان في الأغوار تسعى بكل وضوح لدفع التجمعات البدوية إلى الرحيل القسري، والقضاء على حلم الوجود الفلسطيني فيها.

قالت المنظمة البيدر إن سلطات الاحتلال أقامت في السنوات الأخيرة سبع مستوطنات رعوية جديدة سيطرت تقريباً على ما نسبته 80% من الأراضي الصالحة للرعي في منطقة الأغوار الفلسطينية.

هدم منازل

أما في القدس فقد هدمت آليات الاحتلال الإسرائيلي “بركسين” وأسواراً جدارية، في بلدة الزعيم، شمال شرق القدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.

وأفادت مصادر محلية بأن جرافات الاحتلال هدمت بيتاً متنقلاً سكنياً “بركسا”، تبلغ مساحته 70 متراً مربعاً، يعود للمواطن عبد الرحمن السلايمة، ويؤوي خمسة أفراد، وبركس أغنام يعود له، بمساحة 120 متراً مربعاً.

وأضافت المصادر ذاتها، أن جرافات الاحتلال هدمت أربعة أسوار جدارية، تعود لكل من: عبد الناصر الإمام، وأيمن يغمور، وأبو رامي الراز، وأبو عادل جويلس.

وفي السياق ذاته، هدمت آليات الاحتلال منزلاً في العيساوية شمال القدس تعود ملكيته للمقدسي حاتم أبو ريالة.

وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد هدمت أكثر من منزل لعائلة أبو ريالة خلال الفترة الماضية، حيث كان يضطر للبناء رغم رفض سلطات الاحتلال منحه تصاريح البناء.

وفي سياق هدم منازل منفذي عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال، أخطرت قوات الاحتلال بهدم شقة منفذ عملية “ديزنغوف” رعد فتحي حازم من مخيم جنين.

وأفاد حمزة جرار، صاحب البناية التي تقع فيها الشقة السكنية، بأن محامي مركز “شكاوى” في القدس أبلغه بأن قوات الاحتلال ستقوم بهدم الشقة التي تقع في الطابق الرابع من البناية في مدينة جنين ومساحتها 130 متراً مربعاً.

وأشار إلى أن قرار الهدم سينفذ بعد الساعة الثانية عشرة من يوم الأحد المقبل.

واعتقلت قوات الاحتلال سبعة أطفال من محافظة رام الله والبيرة، بينهم أربعة أطفال. وأفادت مصادر رسمية بأن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة أطفال من قرية راس كركر، غرب رام الله، وهم: حمزة محمد يوسف نوفل، ومصطفى عبد اللطيف شعبان نوفل، ونصر عبد الفتاح نصر نوفل، وأحمد لؤي صالح سمحان، وجميعهم يبلغون من العمر (13 عاماً)، وهم طلبة مدرسة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين أحمد جهاد صدقة (27 عاماً)، وكمال رشاد صدقة (25 عاماً)، بعد أن داهمت المنازل في قرية المدية، غرب المدينة.

ومن بلدة بيت سيرا، اعتقل جنود الاحتلال الشاب أحمد يوسف عنقاوي (26 عاماً)، بعد اقتحام البلدة. كما فتشوا منزل المواطن عبد الرحيم عيسى أبو سمرة (62 عاماً)، في بلدة بيت لقيا، غرب رام الله.

تطهير عرقي

بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، اعتداءات الميليشيات والعصابات الاستيطانية الإرهابية على المواطنين ورعاة الأغنام في مسافر يطا وتدمير محاصيلهم الزراعية.

وأوضحت، في بيان صحافي، أن ما حصل من اعتداءات للمستوطنين في قرية الجوايا وبحماية قوات الاحتلال، جزء لا يتجزأ من التطهير العرقي الذي تمارسه قوات الاحتلال لطرد وتهجير الفلسطينيين من كامل مسافر يطا وتخصيصها لصالح الاستيطان، في مشهد استعماري عنصري بات يسيطر على حياة الفلسطينيين وواقعهم في الضفة الغربية المحتلة، وبشكل خاص في القدس وعموم المناطق المصنفة (ج)، وهو ما يحدث يومياً في الأغوار ومناطق جنوب وغرب نابلس والخليل وبيت لحم وقلقيلية وغيرها، وهو ما يترافق أيضاً مع عمليات هدم منازل الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص كما حدث هذا اليوم في العيسوية بالقدس المحتلة.

ورأت أن هذه الانتهاكات والجرائم جزء من مخطط الاحتلال لضم الضفة الغربية المحتلة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وبما يؤدي إلى إغلاق الباب نهائياً أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت الخارجية أن عزوف المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية عن تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن انتهاكاتها وجرائمها بات يشجع الأخيرة على التمادي في تنفيذ المزيد من مشاريعها الاستعمارية التوسعية وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين، وأن عدم رغبة المجتمع الدولي في وضع حد نهائي لإفلات إسرائيل من العقاب، يوفر لدولة الاحتلال الحصانة والحماية ويكرسها كدولة فوق القانون.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا