ساديو ماني… شعلة ثورة ليفربول الحديثة يرحل بصمت

الشرق الأوسط نيوز : عند الحديث عن ساديو ماني، فنحن بحضرة العشق الأول للمدرب الألماني يورغن كلوب في مسيرته مع نادي الحُمُر ليفربول. السنغالي المسلم مثّل قصة نجاح مبهرة للأجيال الكروية المقبلة وما زال. فمنذ بداية مشواره الاحترافي في أوروبا مع متز وسالزبورغ وصولاً لمشواره مع ساوثمبتون حيث لمع بريقه ونجح بلفت أنظار كلوب الذي استقطبه لـ«الريدز» عام 2016.

ومع توصل انتقال النجم السنغالي للكبير الألماني بايرن ميونخ، يضع ماني خلفه أحد أعظم خطوط الهجوم في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر التاريخ وأحد أبرز السجلات التهديفية للاعب خلال العقود القليلة الماضية دون أدنى شك، حيث سجل 120 هدفاً في 269 مباراة مانحاً ليفربول بطاقة العبور والفوز بالعديد من الألقاب محلياً وقارياً.


ومع استمرار الشكوك وكثرة حديث الصحف عن عقود الثلاثي الهجومي ساديو ماني ومحمد صلاح وروبرتو فيرمينو وعن امكانية التجديد إلى ما بعد عام 2023، كان لا بد من مغادرة أحدهم. وتشير بعض التسريبات إلى الحديث الذي دار في غرفة الملابس قبل نهائي دوري أبطال أوروبا الأخير مع ريال مدريد، حيث تعهد صلاح بأنه سيبقى في النادي للموسم الذي يليه، لكن ماني كان أكثر خجلًا بشأن مستقبله. لكن رحيله بمثابة النهاية للمرحلة الأولى من فترة يورغن كلوب كمدرب، والتي ارتقى خلالها النادي إلى قمة اللعبة الأشهر عالمياً. حيث مثل ماني توقيع الكبير الأول للألماني يورغن كلوب في ليفربول، وسلك مسيرته باتجاه العالمية بعد أن غادر ساوثمبتون نحو ميرسيسايد مقابل 34 مليون جنيه إسترليني في عام 2016. كما وساهمت أهدافه الـ 13 في موسمه الأول مع ليفربول لعودة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا بعد أن أمضى موسمين خارج أسوار البطولة الأوروبية الأرقى، مما مهد الطريق لسلسلة طويلة من النجاحات على الصعيد المحلي والأوروبي. فبعد عامين حقق ليفربول تقدمه ببطولة دوري أوروبا في عام 2019، كما وتمكن من إحراز الدوري الإنجليزي الممتاز بعد عام وفي ظل ظروف استثنائية حين غزت جائحة كورونا العالم عام 2020. إذ مثل هذا الإنجاز محطة فارقة بتاريخ نادي الحُمُر والذي حقق الدوري الممتاز لأول مرة منذ 30 عاماً. وخلال فترة تواجد النجم السنغالي تمكن ليفربول من الحلول بالمركز الثاني في دوري أبطال أوروبا مرتين كما واحتل الفريق المركز الثاني في الدوري الإنكليزي الممتاز مرتين، بما في ذلك الموسم الأخير 2021/22 الذي تمكن فيه الفريق من حصد لقبي الاتحاد الإنكليزي وكأس الرابطة.
وبعد تجديد محمد صلاح ولاءه لليفربول لثلاثة أعوام إضافية والذي تبع تجديد المدرب الالماني المخضرم وصاحب البصمة الأهم في نقلة ليفربول النوعية، يورغن كلوب، لأربعة أعوام إضافية وتدعيم الفريق بصفقاتٍ شابة وجديدة في الخط الأمامي كهداف الأوروغوايني داروين نونيز والكولومبي المهاري الذي أتى مع بداية العام لويس دياز، نرى أن هنالك إعادة هيكلة واضحة للنادي الأحمر، خصوصاً بعد الإخفاقات الأخيرة في الموسم المنصرم والذي كان فيه الفريق على بعد نصف خطوة من حصد الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا مما كان سيؤهله لتحقيق الرباعية التاريخية التي لم يحققها أي فريق إنكليزي من قبل.
لكن إعادة هيكلة الفريق في كافة الخطوط كان خطوة مرتقبة من الطاقم الفني والإداري خلال العامين الأخيرين على الأقل. فمع تذبذب مستوى المهاجم البرازيلي روبيرتو فيرمينيو، أو «قابض الرتم» في الخط الأمامي، كما يحلو للكثيرين وصفه، وجو الأنانية والمناوشات التي ظهرت في الصحف الإنكليزية وباقتطاف على أرضية الميدان من قبل نجمي الفريق محمد صلاح وساديو ماني، وعدد الإصابات التي تغلغلت في خط دفاع الفريق في الموسم قبل الأخير، كان لا بد من إيجاد حلٍ سريع لضمان بقاء الفريق على الساحات العالمية التي عاد إليها منذ فترة وجيزة.
اليوم، نرى أسماء جديدة في جميع خطوط الفريق، من الشاب كوناري في خط الدفاع والإسباني المخضرم تياغو في خط الوسط إلى البرتغالي الواعد ديوغو جوتا ونونيز ودياز في خط المقدمة. ناهيك عن تصعيد العديد من المواهب الشابة الواعدة من فرق الرديف كهارفي إيليوت وكيرتس جونز.
فمع خروج شعلة الثورة الحديثة لنادي الحمر ساديو ماني وأول صفقة في عهد المدرب الألماني يورغن كلوب من الفريق، يرى جماهير الـ«ريدز» فريقهم أمام محطة جديدة، تحمل في طياتها لاعبين جدد، فهل ينجح كلوب في تكملة سلسلة نجاحاته، لكن هذه المرة بعناصر جديدة؟ أم أنه سيواجه العديد من العقبات في الحفاظ على مكانة فريقه بين صفوة الأندية العالمية؟

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا