إمداد الغرب أوكرانيا بالسلاح يهدف إلى وقف التقدم الروسي وليس استعادة الأراضي التي خسرتها كييف
الشرق الأوسط نيوز : رفعت الدول الغربية من وتيرة تسليم أوكرانيا أسلحة ثقيلة نوعا ما، دون امتداد ذلك إلى مقاتلات وطائرات مروحية وحتى طائرات مسيرة – باستثناء الولايات المتحدة – وتهدف هذه العمليات إلى وقف التقدم الروسي أكثر منه استعادة أوكرانيا أراضيها.
وتصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول التي منحت أسلحة متطورة الى أوكرانيا بحيث فاقت إمداداتها النصف مليار دولار حتى الآن، وشملت هذه الإمدادات في البدء صواريخ ستينغر وقذائف جافلين. ولعبت الأسلحة الأمريكية دورا هاما في إعطاب المدرعات الروسية، وإبعاد المقاتلات والطائرات المروحية. وقامت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) لاحقا بتطوير الإمدادات بمنح صواريخ هيرماس ذات المدى المتوسط.
وترفض واشنطن إعطاء أسلحة متطورة ذات مدى بعيد إلى أوكرانيا لسبيين. الأول، خوفا من سقوطها في يد القوات الروسية، وبالتالي تفكيك شيفرتها، مما قد يشكل خسارة كبرى للصناعة الحربية الأمريكية، والاضطرار الى التخلي عنها في تكرار لسيناريو طائرة الشبح ف- 117، التي أسقطها الصرب وحصلت عليها روسيا في التسعينيات. ويتجلى السبب الثاني في خوف البنتاغون من رد فعل موسكو برفع روسيا إيقاع القصف من باب الانتقام ضد أوكرانيا وقد تمتد الحرب الى دول أوروبية، وهذا ما تخشاه أوروبا.
لا يعتبر الخبراء السلاح الذي تملكه أوكرانيا قادرا على منح قواتها العسكرية تقدما أكبر، أو السماح لها بالتقدم نحو الأراضي التي غزتها روسيا منذ بداية الحرب
وبدأت دول أوروبا الغربية مثل فرنسا وأساسا ألمانيا باللحاق بركب مد أوكرانيا بأسلحة مقبولة نسبيا ومنها ما قدمته برلين من مدافع ودبابات وصواريخ، إلى جانب القطع المدفعية الثلاثة من طراز “هاوتزر”، بينما تأمل كييف في الحصول على نسبة أكبر. وعكس الولايات المتحدة، ليس لدى الدول الغربية مخزونا كبيرا من السلاح والذخيرة، وبالتالي تعمل على الاحتياط خوفا من نشوب الحرب الكبرى. وكانت جريدة لوموند الفرنسية قد كشفت عن هذا المعطى، واعتبرته من أكبر العيوب التي تعاني منها الدول الأوروبية في المجال العسكري.
وعمليا، لا يعتبر الخبراء السلاح الذي تملكه أوكرانيا قادرا على منح قواتها العسكرية تقدما أكبر، أو السماح لها بالتقدم نحو الأراضي التي غزتها روسيا منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي، بل قد يساعدها نسبيا على المقاومة ومنع القوات الروسية من المزيد من التقدم نحو وسط البلاد، لاسيما بعدما صرح وزير خارجية موسكو سيرغي لافروف أن أجندة روسيا في الحرب قد تمتد إلى أبعد من إقليم دونباس. ومن ضمن الأمثلة، يستطيع صاروخ هيرماس تدمير جزء من وحدات عسكرية روسية متمركزة في مكان ما، لكنه لا يمتلك القوة التدميرية لصاروخ اسكندر الروسي الذي تستعمله روسيا بين الحين والآخر.
ووعيا بخطورة الأسلحة الغربية، تعمل القوات الروسية وخاصة وحدة الصواريخ والسلاح الجوي على استهداف السلاح الغربي الذي يتم تسريبه إلى أوكرانيا من بولندا. وتعلن وزارة الدفاع بين الحين والآخر عن ضرب أهداف من هذا النوع.
المصدر : القدس العربي
