حماس والجهاد تلتقيان قريبا لبحث التطورات الميدانية.. والأخيرة تؤكد: مصر ملزمة بمتابعة تنفيذ الاحتلال بنود التهدئة

الشرق الأوسط نيوز : أعادت سلطات الاحتلال فتح معابر قطاع غزة بالشكل الذي كان عليه قبل التصعيد العسكري الأخير، بناء على الجهود المصرية التي بذلت وانتهت بالتوصل لقرار وقف إطلاق النار، ورفعت سلطات الاحتلال القيود التي كانت قد فرضتها على مناطقها الحدودية مع غزة بشكل كامل، في وقت يواصل فيه الوسيط المصري اتصالاته لتطبيق كافة البنود التي وردت في تفاهمات وقف إطلاق النار.

اتصالات للحفاظ على الهدوء 

وسمحت سلطات الاحتلال للمرة الأولى منذ بداية التوتر الميداني منتصف الأسبوع الماضي، وما تلاه من تصعيد عسكري بدأ عصر الجمعة، لعمال غزة بالمغادرة من خلال معبر بيت حانون “إيرز”، كما سمحت أيضا بعودة عمل معبر غزة التجاري كرم أبو سالم بالشكل الطبيعي.

كذلك أزالت إسرائيل القيود التي فرضتها خلال العدوان، على مستوطناتها القريبة من الحدود بشكل كامل، بعد أن أبقت على بعضها في اليوم الأول من التهدئة.

لكن غانتس أصدر أوامر للجيش بالإبقاء على حالة التأهب على جميع الجبهات، كما أوعز بتشكيل فريق للإسراع في تعزيز حماية سكان غلاف غزة في المناطق المحاذية للسياج.

ومن المتوقع أن يقوم الوفد المصري بزيارة لقطاع غزة، لعقد لقاءات مع قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

تنسيق بين حماس والجهاد 

لكن الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، قال إن مصر ملزمة بالإجابة والتوضيح بشأن تعهد الاحتلال بالإفراج عن الأسيرين وتنفيذ بنود وقف النار.

وأشار إلى أن حركة الجهاد “تقيّم ما يجري مع الجانب المصري”، باعتباره الطرف الذي أصدر بيان وقف إطلاق النار، ودعا الطرفين للالتزام به، وخاصة أن هدف الحركة من الإفراج عن الأسيرين هو الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال الهندي “الحركة تتوقع عدم التزام الاحتلال، ولذلك للحركة خياراتها بالتنسيق مع باقي الفصائل الفلسطينية”.

وأشار إلى أن الاحتلال توهم أنه قد يكسر الجهاد الإسلامي، وظن أن سرايا القدس الجناح العسكري لحركته ستقصف مناطق غلاف غزة فقط بعد اغتيال القيادي في السرايا تيسير الجعبري.

وقال في تصريحات نقلتها مواقع مقربة من حركته “الصواريخ ضربت تل أبيب ومناطق بعيدة، والوحدة الصاروخية لدينا لم تخسر أي مقاتل والاحتلال المجرم استقوى على المدنيين”، لافتا إلى أن حركته كانت مستعدة لـ “حرب استنزاف طويلة”، مؤكدا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه بالقضاء على سرايا القدس أو إحداث فتنة بين فصائل المقاومة.

وقال “الاحتلال الإسرائيلي فشل في الفصل بين غزة والضفة الغربية، وفشل في زرع أي بذور للشقاق بين حركتي الجهاد وحماس”، وقال “حماس كانت حاضرة في حماية الجبهة الداخلية، والجهاد الإسلامي كان له دور مهم في هذه المعركة لكن كافة فصائل المقاومة كانت موجودة بطريقة معينة”.

وفي السياق، جرى الاتفاق على عقد لقاء قريب بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في أعقاب اتصال جرى بين رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة.

وحسب بيان تلقت “القدس العربي” نسخة منه، فقد أكد هنية والنخالة، على “فشل استراتيجية العدو في كسر إرادة شعبنا المجاهد، وعلى وحدة المقاومة في مواجهة الاحتلال”.

وأشاد الرجلان بالشهداء، من قادة سرايا القدس والمواطنين الذين ارتقوا خلال التصعيد، مؤكدين أن هذه الدماء “سوف تظل نبراسا على طريق التحرير، فـ(بعد) استشهاد القادة يخلفهم من يحمل الراية ويواصل المسير”.

وتخلل الاتصال بحث المواجهة الأخيرة مع الاحتلال وتداعياتها وسبل تعزيز العمل المقاوم والتنسيق المشترك، ومشيدين بتكاملية العمل المقاوم في الميدان، كما أشادا بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته والجهود السياسية التي بذلت على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.

وفي السياق، أكدت حركة حماس، أن العدوان على غزة “لن يكسر إرادة شعبنا وصلابة مقاومته”، ودعت إلى “التلاحم في الميدان صفاً واحداً لدحر الاحتلال”.

وأشارت الحركة إلى الجهود المصرية والقطرية، التي تكللت بالوصول إلى قرار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن  الجهود السياسية والدبلوماسية التي بذلتها الحركة بقيادة هنية مع جميع الدول والأطراف المعنيَّة “تنبع من إيمان الحركة بمسؤوليتها التاريخية في حماية شعبنا الفلسطيني، وصولاً إلى وقف العدوان الصهيوني الهمجي”.

وأكدت أنها ستمضي بكل مكوّناتها وعناوينها، في “مسيرتها النضالية القائدة والأمينة والحارسة للحقوق والثوابت والمقدسات، معبّرة عن تطلّعات شعبنا الفلسطيني، وعنواناً لوحدته والتفافه حول خيار المقاومة الشاملة، سبيلاً للدفاع عن الأرض والمسرى والأسرى وحتى زوال الاحتلال”.

قد يعجبك ايضا