صلاح الدين الأيوبي ووزارة التربية والتعليم

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .……….

 

صلاح الدين الأيوبي هي مدرسة تقع في قرية ابو الحصان في لواء الجيزة الذي يبعد حوالي 40كم عن العاصمة عمان ، مدرسة تتكون من كرفانات حديد تخلو من مرافق صحية ، هذه المدرسة تكون جهنم في الصيف وقطبية متجمدة في الشتاء ، وهي تبعد فقط 40 كم يا اللي ما تخافوا الله ، فكيف هي أحوال المدارس الأخرى في المناطق النائية والتي أتوقع أن تكون كأحوال بيادر القمح والشعير في الخمسينات و الستينات .
وعندما يكون هناك موظفون في نفس الوزارة لا يجدون مقاعد لأبنائهم في مدارس الوزارة ويلجؤون إلى مدارس الوكالة والانوروا بسبب أن الوزارة سمحت لقطاع الجونيات من المدارس الخاصة برفع رسوم الطلبة مما أدى هجرة أعداد كبيرة منهم إلى مدارس الحكومة.

مدرسة صلاح الدين هي عينة لعدد كبير من المدارس في محافظات المملكة التي تعاني من نقص في المعلمين والكتب والمرافق الصحية، في حين أن الوزارة صار لها ثلاثة أشهر لم تعمل غير الندوات في فنادق البحر الميت والريدز كارلتون ومنصات وهمية ومشاريع الكترونية كلفت المئات من ملايين الدنانير ولم تنعكس على الطلبة وأساسيات التعليم بأي شيء يذكر من التطويرات الخدمية .
أعداد هائلة ماهولة للطلبة الغير مقبولين في مدارس الحكومة ، نقص كبير في الكتب المدرسية، أبنية وغرف صفية متهالكة أيلة للسقوط، بينما قادة الوزارة يجتمعون في فنادق الخمس نجوم قبل بداية الفصل الدراسي بأسبوع واحد فقط بما يسمى لجنة التخطيط والجاهزية.
أين أنتم يا وزارة خلال الثلاثة أشهر من العطلة الصيفية، أين زياراتكم الميدانية ومتابعاتكم لنواقص واحتياجات الطلبة للعام الماضي للمناطق النائية والمنسية .
وزارة ناقصة بالمعلمين والكتب والأبنية والمناهج ،ولكنها غزيرة وسخية على الندوات والسفرات والمشاريع والتصريحات الإعلامية .

وزارة غير قادرة على سد النقص بالتعيينات ولا على توفير القرطاسيات ولكنها قادرة على شراء تذاكر السفر بالطيارات وتوزيع الأدوار على الفضائيات وجلب المنح والمساعدات لتغطية نفقات المؤتمرات والندوات من خلال الجونيات .

ارجوكم أن تتخيلوا فقط كيف سيكون بداية العام الدراسي في الدولة المتقدمة أو الدول التي تحترم شعوبها في أفريقيا وشرق آسيا والخليج العربي ولن أقارن أنفسنا باوروبا وامريكا ، إنهم في راوندا يقيمون احتفالات وخِيم للإستقبالات وتوزيع للحلويات وهدايا لتحبيب الطلبة بمدارسهم في البدايات ، وقارنوا ذلك في مدرسة صلاح الدين بقرية أم الحصينيات بلواء الجيزة التي تبعد عن العاصمة عدة كيلومترات.

وسيكون القادم أجمل بإذن الله مع هكذا حكومات.

قد يعجبك ايضا