الأخضر السعودي وفأل دوحة قطر!
فهد البندر …..
على أرض الدوحة القطرية فاز السعوديون بكأس آسيا 1988 على الشمشون الكوري، ورفع القائد صالح النعيمة كأس البطولة للمرة الثانية على التوالي بعد أن رفعها في سنغافورة عام 1984، ثم عاد السعوديون مرة أخرى إلى دوحة قطر ليتأهلوا لأول مرةٍ إلى نهائيات كأس العالم 1994 في أمريكا، بعد أن تألق رفاق سامي الجابر في التصفيات النهائية التي اختتموها بفوزهم العريض، حين أمطروا بالأربعة شباك المنتخب الإيراني القوي جداً آنذاك، افتتحها الجابر هداف العرب في المونديال.
كما كانت الدوحة فأل خيرٍ على الهلال السعودي عدة مرات آخرها في افتتاح ملعب “لوسيل” أمام الزمالك المصري في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي حين فاز بكأس سوبر لوسيل، ويعدّ الهلال أكثر الفرق السعودية فوزاً بالبطولات على المستويين المحلي والخارجي، كما يعدّ العمود الفقري للمنتخب السعودي في هذه النهائيات وفي غيرها، إذ تمّ اختيار 12 لاعباً هلالياً جلّهم ركائز أساسية في تشكيلة الفرنسي رينارد، ويعتبرون أميز اللاعبين السعوديين في نظر العديد من النقاد الرياضيين خارج السعودية وداخلها.
هكذا كانت الدوحة فأل خيرٍ للسعوديين، وما زالوا يتفاءلون حين يرون منتخبهم يلعب على أرضها. وثمة عوامل أخرى دعمت المنتخب السعودي خلال مبارياته التي لعبها على أرض الدوحة، أهمّها الدعم الجماهيري القادم من السعودية أو من الأشقاء القطريين الذين يساندون أشقاءهم وكأنهم يشجعون منتخب بلادهم، وإحساس اللاعبين بأنهم يلعبون على أرضهم وليس على أرض بلدٍ مجاورة، وتساعد الأجواء القطرية السعوديين على اللعب بأفضلية إذ اعتادوا على اللعب في هذه الأجواء أكثر من نظرائهم في المنتخبات الأخرى في المجموعة.
وستكون مهمة الأخضر هذه المرة مختلفةً باختلاف حجم البطولة، وصعوبة المنافسين، وقبل ذلك كلّه قلة مشاركة لاعبيه مع أنديتهم في ظل ارتفاع عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي وتضاؤل فرص مشاركة اللاعبين المحليين، وبالذات في خط الهجوم رغم ما فعله المدرب الكبير هيرفي رينارد، بإصراره على الاستعداد المبكّر والحرص على الجانب البدني واللياقي للاعبيه أكثر من أي شيء آخر. وتؤرّق الجمهور السعودي كثرة الإصابات التي تلحق باللاعبين السعوديين، فكلّما استبشر الجمهور بتعافي لاعبٍ مهمّ فوجئ بإصابة آخر، آخرهم في المباراة الودية أمام منتخب آيسلندا، القائد سلمان الفرج وأبرز لاعبيه على الإطلاق، مع أنّ الأخبار تطمئنهم بأن إصابته خفيفة ولن تعيقه عن المشاركة وقيادة منتخب بلاده.
ولم يفز الأخضر السعودي بمباراته الأولى خلال مشاركاته الخمس الماضية في نهائيات كأس العالم، إذا خسر الأولى عام 1994 أمام هولندا في الوقت القاتل بعد أن كان متقدماً، ثم خسر برباعية أمام فرنسا 1998 حيث لعب ناقصاً منذ مطلع الشوط الأول بعد احتكاك لاعبه الراحل محمد الخليوي مع تيري هنري، ولم يستفد من طرد زين الدين زيدان الذي لعب متهوّراً ضد فؤاد أنور، وفي 2006 كاد أن يخرج الصقور الخضر منتصرين أمام تونس لولا تألق راضي الجعايدي قلب الدفاع التونسي في إحراز هدف التعادل في الرمق الأخير من المباراة، وهذه أفضل نتيجة للمنتخب الأخضر في افتتاحياته لنهائيات كأس العالم، من دون ذكر فاجعة ألمانيا 2022 بثمانية دون مقابل، والأخرى الأخيرة أمام روسيا 2018 بخماسية دون مقابل أيضاً، رغم تألق مستوى شباب الصقور أمام عواجيز روسيا واستحواذهم على اللعب في أغلب فترات المباراة.
ويفتتح المنتخب السعودي مباريات قطر 2022 بلقاء أحد أهم المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة، إذ يلتقي منتخب الأرجنتين بقيادة الظاهرة الكروية ميسي، وأحد أفضل من أنجبتهم كرة القدم على مرّ عصورها، ويضع الجمهور السعودي يده على قلبه خوفاً من تألق نجوم التانغو في مباراة منتخبهم الأولى، رغم أن الأرجنتينيين، مدربين ولاعبين وجماهير، يظهرون الاحترام للمنتخب الأخضر ويحذرون من التهاون أمامه، ويشدّدون على أهمية الفوز عليه.
سبق أن التقى المنتخب السعودي نظيره الأرجنتيني في 4 مباريات، كانت الأولى ودية 1988 وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، ثم التقيا في نفس الشهر وفي ذات البطولة الودية لتحديد المركزين الثالث والرابع وفازت الأرجنتين بهدفي دييغو سيميوني وأوسكار ديرتيثيا، والتقيا ثالثةً بشكل رسمي في نهائي كأس القارات 1992 بالعاصمة السعودية وانتهت بفوز منتخب التانغو بثلاثة أهدافٍ لواحد، ثم الأخيرة في 2012 وانتهت سلبيةً بمشاركة ميسي.
ويأمل السعوديون بأن تواكب نتائج منتخبهم في قطر النهضة الرياضية التي تعيشها السعودية بقيادة ولي العهد الذي يتطلّع لرفع مستوى الرياضة بشكلٍ عام
في بلاده إلى أعلى المستويات، بعد الدعم الهائل الذي قدّمه وما زال يقدّمه.