“حكومة المستوطنين” تقترب من التشكيل ونتنياهو يرضي قادة الائتلاف على حساب الأرض الفلسطينية
شبكة الشرق الأوسط نيوز : يخشى بشكل كبير، بعد ارتفاع عدد المستوطنين الذين فازوا في انتخابات “الكنيست” الأخيرة، ومن ضمنها من ينتمون لأحزاب تحمل أفكارا “فاشية”، مثل “الصهيونية الدينية” المتطرف، الذي يطالب بوزارات حكومية تساعدهم على تحقيق وعودهم الاستيطانية، وهي وزارات الجيش والأمن الداخلي- أن تتصاعد عمليات سرقة الأرض الفلسطينية بشكل أكبر مما كانت عليه في الفترة الماضية، ضمن مخططات تهدف إلى تنفيذ عمليات الضم التي تعهدت هذه الأحزاب بتنفيذها.
مخططات استيطانية جديدة
وفي دلالة على ذلك، بدأت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، على أعتاب تشكيل هذه الحكومة اليمينية التي يتحكم فيها المستوطنون، ببدء العمل الفعلي لبناء أطول جسر سياحي تهويدي فوق أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، حيث يمتد طول الجسر لـ 200 متر، ويمر فوق شمال غربي سلوان ويربط بين القدس القديمة و”جبل صهيون” وحي الثوري، بتكلفة قدرها 20 مليون شيكل (الدولار الأمريكي يساوي 3.42 شيكل)، وينفذ من قبل عدة مؤسسات احتلالية تضم وزارة شؤون القدس، ووزارة السياحة، وسلطة تطوير القدس، وبلدية الاحتلال، وشركة “موريا” التابعة للبلدية، وجمعية “إلعاد” الاستيطانية.
وترافق هذا البدء، مع إعلان وزارة الجيش عن اتخاذها قرارا ببناء مقطع جديد من الجدار الفاصل، شمالي الضفة الغربية، بطول 50 كم من الجدار تمتد من معبر سالم شمالي جنين وحتى معبر “التين” قرب طولكرم، فيما سيتم بناء 50 كم أخرى من معبر “التين” وحتى مستوطنة “اورانيت” جنوبي قلقيلية، وسيكون مجهزا بوسائل تكنولوجية، ما يعني أن تشييد هذا الجدار بهذا الطول، سيقضم مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية.
فيما نفذ المستوطنون المتطرفون عدة هجمات أخرى، استهدفت المواطنين وممتلكاتهم، حيث هاجموا المركبات الفلسطينية بالحجارة في عدة مواقع، وحطموا زجاجها، كما هاجموا العديد من المساكن القريبة من المستوطنات.
وقد حذرت جمعية “عير عاميم” اليسارية الإسرائيلية، من خطورة قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية رفض استئناف عائلة شحادة والموافقة على طردها من منزلها في حي بطن الهوى ببلدة سلوان لصالح جمعية “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية، وقالت إن الأمر يعني أن عشرات العائلات الفلسطينية المجاورة مهددة أيضًا بالإخلاء القسري من منازلها، لافتة إلى أن هناك 5 عائلات قوامها 35 شخصًا قد يتم طردهم من منازلهم.
اتفاقية الائتلاف والاستيطان
وبما يؤكد نوايا الحكومة اليمينية القادمة، على توسيع رقعة الاستيطان، خاصة وأنها ستضم عددا من المستوطنين، كشف النقاب أن اللقاء بين زعيم “حزب الليكود”، بنيامين بنتنياهو وبين زعيم حزب “القوة اليهودية” المتطرف ايتمار بن غفير شهد تقدمًا في المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة، بإعطاء الأول وعودا بتوسيع المستوطنات، وشرعنة 65 بؤرة استيطانية، وعدم تفكيك بؤرة “حومش” شمال الضفة، ورصد مبالغ مالية كبيرة لتحسين طرق المستوطنات وزيادة الأمن.
وإلى جانب هذه التوافقات التي حصلت، يطالب زعيم قائمة “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، بتولي مهام وزارة الجيش، كونها تعد العامل الحاسم في المواضيع التي تتعلق بكل مناحي الحياة في الضفة الغربية، وهي أيضا الجهة التي تصادق على عقد اجتماعات مجلس التخطيط الأعلى، الجسم المسؤول عن إعطاء رخص البناء في المستوطنات، علاوة عن مطالبة زميله في القائمة ايتمار بن غفير بوزارة الأمن الداخلي، التي لها علاقة مباشرة بالقدس والمسجد الأقصى.
مخاوف فلسطينية
ولذلك أكد روحي فتوح رئيس المجلس الوطني، أن الدعوات التي يطلقها قادة الأحزاب الاسرائيلية العنصرية والمتطرفة، تشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا خطيرا من جيش وحكومة الاحتلال والعصابات المتطرفة بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم.
أما وزارة الخارجية والمغتربين، فقد حمّلت الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الاعتداءات المتكررة بحق الشعب الفلسطيني، التي ترتقي لمستوى الجرائم التي تهدد حياة المواطنين للخطر، وعن نتائجها وتداعياتها على ساحة الصراع برمتها، وطالبت حكومة الاحتلال بالتوقف عن توفير الحماية لعناصر ومنظمات المستوطنين الإرهابية ولجمها، وتفكيك قواعدها العاملة في الضفة المحتلة، وتجفيف مصادر تمويلها وحرمانها من أية شرعية ورفع الغطاء عنها.
وحذرت الخارجية من نتائج وتداعيات ما تزرعه دولة الاحتلال من قواعد ومرتكزات لمنظمات المستوطنين الإرهابية في الضفة الغربية المحتلة، بما ينتج عنه من تصعيد ملحوظ في الهجمات على المدنيين العزل، وأكدت أن ذلك “يشبه برميل بارود قد ينفجر في أية لحظة ويؤدي إلى مزيد الحرائق في ساحة الصراع”.
المصدر : القدس العربي