الشركات الاماراتية في العقبة …
بقلم عامر المصري….
يعود التراجع والانكماش والتأخير في إعلان نجاح منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بشكل تام الى سببين رئيسيين اولهما تلك القرارات والتعديلات والتعليمات التي تصدر من الحكومة للادارات الضعيفة في العقبة والتي سلبت من العقبة الخاصة اهم مزاياها حتى باتت بيئة المنطقة الخاصة طاردة لمعظم اشكال الاستثمار سواء تجاري او صناعي وبقيت السياحة كما هي في العقبة منذ عشرات السنين وقبل انشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة سياحة مواسم شتوية للاجانب وسياحة مختلطة بالصيف موسمية في الأعياد والعطل الرسمية داعمها الحقيقي مناخ العقبة الجميل وبحرها الهادىء وفنادقها الجميلة وشوارعها النظيفة ومطارها القديم وبنيتها التحتية التي تم انشائها قبل المنطقة الاقتصادية الخاصة وهنا لا ننكر بعض المرافق السياحية التي أنشأت مثل ايلة والتي نعتبرها المشروع السياحي الوحيد الذي كان اضافة مميزة ولا يمكن أن يكون لولا المنطقة الخاصة اما باقي المشاريع والتي خصصت لها اراضي كانت ستحصل بأمر طبيعي بعد مرور كل هذه السنين الطويلة .
اما السبب الثاني لتعثر منطقة العقبة باكملها وهو الأهم وما اريد ان أشير له بدون مقدمات وبوضوح والذي تسبب في تأخير وتخلف وتراجع المنطقة الخاصة هو الشركات الاماراتية وتحديدا المعبر ومرسى زايد والتي أصبح اسمها اليوم ايغل هيلز والتي ربما تباع ويصبح لها اسم اخر .
لقد تسببت هذه الشركة الاماراتية بضرر بالغ لمشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بل هذا الضرر اصاب الاردن بكل مكوناته شعب ودولة حيث لم تكن هذه الشركة صادقة في عملية الاستثمار والتطوير والتنمية في مدينة العقبة بل على العكس كانت عثرة في مسيرة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وحولت قلب مدينة العقبة الى صحراء وجعلت شواطئها خاوية خالية وجمدتها لاكثر من عشر سنوات فلا استثمارات حقيقية على الاراضي التي خصصت لها للاستثمار الا ما حصل لذر الرماد في العيون ولا وظائف خلال عشر سنوات الا بعدد محدود بعدد أصابع اليدين وما زالت هذه الشركة التي قدمت مخططات ونماذج لاستثمارات بقيمة ١١ مليار وتوفير اكثر من ١٥ الف وظيفة للاردنيين تراوغ في الحكومات وتخلق حجج ومعوقات هي نفسها من تسبب بها واليوم تقوم هذه الشركة بوضع كرفانات وانشاءات مؤقتة يمكن إزالتها بساعات وتدعي انها انشاءت ميناء سياحي ضمن الأرض التي خصصت لاقامة مشاريع ب ١١ مليار وهي اصلا ميناء والغريب في الأمر أن بعض المسؤولين يصفق ويطبل ويزمر بعد كل هذه السنين لكرافانات وانشاءات على أنها ميناء سياحي عظيم .
السؤال الأهم اليوم الى متى ستبقى هذه الشركة تعطل العقبة وتهدد تنمية المنطقة الخاصة وتعطل كل الفرص في رفع كفاءة المنطقة الاقتصادية الخاصة بشكل خاص والوطن بشكل عام .
ان الأوان لان تتدخل سلطة العقبة والحكومة بحزم وهي التي أعطت لهذه الشركة أرض في منتصف مدينة العقبة تشكل اكثر من ٢٠% من اراضي العقبة التي تقام فيها المناطق السياحية والسكينة والتجارية .
كفى يا ايغل هيلز إما ان تاخذوا ما دفعتوه وتتركوا العقبة لمن يريد أن يعمل بجد او تنفذو بما التزمتم به قبل اكثر من ١٤ عام الضرر أصبح بليغ والآثار السلبية في التطور والنمو أصبحت واضحة للجميع ولم يعد الاردن يحتمل ولا العقبة قادرة على تحمل تغيير نواياكم ومراوغتكم في نماذج تختلقونها ولا تنفذوا منها شيء ..العقبة ابقى
بقلم عامر المصري