لتبقى مسؤولا بمنصبك يجب أن تكون كاذبا
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .…….
لا أعلم متى سيتغير هذا النهج بالإدارة الحكومية الأردنية من حيث التعامل مع المسؤولين الصادقين المخلصين ، فالمسؤول الأردني الذي ما أن يعترف بأن هناك مشكلة في وزارته أو مؤسسته وأنها تشكل عقبه في تردي الخدمات المقدمة للمواطنين ويجب على الحكومة التعامل معها وحلها ، ثم نتفاجئ بعدها بإصدار القرارات الحكومية بإعفاءهم من مسؤولياتهم وعدم عودتهم إلى المسؤولية نهائيا مستقبلا ، وكأنها تقول للمسؤول الذي يتولى بعده أن عليك الكذب والنفاق والدجل وإلا لن تبقى بموقعك ،،، وأوعك ودير بالك تكون صادق مع الناس ،، وهذا ما قد صرح به وعنه جلالة الملك بأكثر من تصريح عن مدى الترهل والفساد وعدم الإنضباطية التي استشرت بمؤسسات الدولة الأردنية .
وكلنا يعرف أن هناك الكثير من المسؤولين الذين تم الإستغناء عن خدماتهم وإعفائهم من مناصبهم نتيجة صدقهم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر كلنا يتذكر ثلاثاّ من هؤلاء الشخصيات الأردنية الذين كانوا مستلمين مناصب حكومية وأعلنوا إعترافهم بوجود مشاكل تواجههم في تقديم الخدمات الفضلى للمواطنين وطالبوا الحكومة بالدعم من أجل حلها ، إلا أن الحكومات بعد اعترافاتهم قامت بِحَلهم وترحيلهم وعدم العودة لهم نهائيا في أي منصب أخر.
كلنا يتذكر الدكتور اللواء شوكت التميمي مدير الخدمات الطبية الأسبق الذي صرح عن وضع الخدمات وما تعانيه من صعوبات مالية ولوجستية ، فبعد تصريحه هذا كان كل الشعب الأردني قد توقع ما قد يحصل معه من إعفاءه من منصبه وإحالته إلى التقاعد .
و كذلك لا ننسى الدكتور حيدر الزبن مدير مؤسسة المواصفات والمقاييس الذي تحدى الفاسدين وأعلن عدم رضوخه للجونيات الفاسدة وأن هناك مشاكل وضغوطات يواجهها فكانت النتيجة بعد تصريحه الاستغناء عنه وعن خدماته .
وكذلك لا ننسى مؤخرا عطوفة الدكتور عرفات عوجان رئيس جامعة مؤتة الذي أعلن وصرح عن وضع الجامعة المالي وأنها مديونه وغير قادرة على دفع رواتب موظفينها بالرغم من ارتفاع أعداد الطلبة الأجانب فيه وزيادة عدد الكليات وانه ساهم برفع مستوى التصنيف للجامعة بحيث تقدمت على كثير من الجامعات الأردنية، إلا أن صراحته وصدقه قد قوبلت بالاستغناء عن خدماته وإنهاء عقد قبل موعده بحجة أن تقييمه سيء من قبل أشخاص لم يمارسوا العمل الإداري ولا يعرفون أوضاع الجامعة الداخلية والخارجية .
هذه هي حياتنا مع هذه الحكومات الفاشلة التي تتمسك بمن كانوا سببا في حدوث المصائب والكوارث التي أدت إلى ضحايا بشرية نتيجة أخطائها في القرارات الإدارية مثل وزير التربية والتعليم الحالي الذي عاد لمنصبه بالرغم من فاجعة أطفال البحر الميت التي حصلت أثناء توليه منصبه والذير قام هو أيضا بإعفاء مجموعة من المميزين والخبراء التربويين وإحالتهم إلى التقاعد قبل أن يجلس على طاولة مكتبه وهذا ما حدث مع المهندسة ربى العمري مديرة مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا التعليم ، وقد تمسك بأشخاص طلعت ريحتهم بالوزارة نتيجة سوء تصرفاتهم ومشاجراتهم داخل الوزارة ، وعلينا أن لا ننسى أيضا مكافئة وزيرة السباحة على فاجعة اطفال البحر الميت و تعيينها سفيرة في اليابان ووزير الصحة السابق الذي احترم نفسه وقدم استقالته على إثر فاجعة ضحايا مستشفى السلط فقاموا بإعادة تعيينه رئيسا للجامعة الاردنية .
هذه هي بلدنا وهذه هي عوايد حكوماتنا الفاشلة التي لا ترى إلا الغمغمة والطمطمة والكذب والدجل والنفاق .