في الذكرى ٣٤ لوفاة الإمام الخميني الشعوب تتمسك بمحور المقاومة ومناهضة الهيمنة الصهيوأمريكية غربية….

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

في الذكرى ٣٤ لوفاة الإمام الخميني رحمه الله وأدخله فسيح جناته توجه الملايين من الشعب الإيراني الشقيق إلى زيارة قبره مؤكدين أمام العالم أجمع بمتابعة طريق ونهج الثورة الإسلامية التي قام بها الإمام الخميني من منفاه في فرنسا والذي ثبت قواعدها وأسس جيلا كاملا بل أجيالا من الشعب الإيراني وشعوب الأمة العربية والإسلامية للسير على خطاه وهي ثورة حقيقية قامت نصرة للمظلومين وهم الشعب الإيراني آنذاك ضد ظلم الطغاة والمستبدين عملاء أمريكا والصهاينة في إيران وعلى رأسهم الشاه والذي جعل من إيران وكرا لأجهزة الإستخبارات العالمية ليبقى الشرطي الأمريكي للمنطقة برمتها….

فكانت ثورة الإمام الخميني فاتحة للشعب الإيراني الشقيق ليتخلص من خلالها من أكبر طاغية كان في ذلك الوقت في المنطقة والإقليم، وقد نجحت الثورة الإسلامية بكل ما تعنيه الكلمة من نجاح، ومنذ الساعات الأولى لنجاحها وضع الإمام الخميني سياسته الخارجية أمام المنطقة والعالم إتجاه معظم القضايا التي تهم الشعب الإيراني المسلم وإتجاه الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة من قبل عصابات الصهيوغربيين فطرد السفير الصهيوني وإستدعى الشهيد ياسر عرفات لرفع علم دولة فلسطين على مقر السفارة الصهيونية لتكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول الدول الإسلامية التي تفتح سفارة فلسطينية وتعيد الكرامة للدولة الفلسطينية وللثوار الفلسطينين آنذاك بل وتعدهم بالدعم اللوجستي الكامل لتحرير وطنهم المحتل ومقدسات الأمة العربية والإسلامية من آيادي هؤلاء الصهاينة المدعومين غربيا بكل أنواع الدعم، وأيضا وحتى لا ننسى فلسطين والقدس طلب من الشعب الإيراني وشعوب الأمة العربية والإسلامية بأن تكون آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس يسمى يوم القدس العالمي ومنذ ذلك الوقت لغاية أيامنا الحالية يتم الإحتفاء بهذا اليوم في منطقتنا وفي كل دول العالم وسيبقى إلى أن يتم التحرير كاملا بإذن الله تعالى…

لذلك حوربت تلك الثورة من الصهيوغربيين وأوقعوا العرب بدهاليز ومخططات سياساتهم الصهيوغربية لتبقى الدول العربية والإسلامية في شقاق وخلاف وتفرقة وفتن وحروب إلى أن ينهوا بعضهم بعضا وتأتي أمريكا مدعية أنها مصلح دولي بين الدول المتنازعة كيف لا وتاريخ سياستهم الغربية (فرق تسد) لإحتلال الدول وقتل الشعوب البريئة بالملايين والسيطرة على قرارها السيادي ونهب خيراتها وثرواتها الطبيعية، وقادة إيران الإسلامية السابقين والحاليين وعلى رأسهم المرشد على خامنئي حفظه الله ورعاه والرئيس إبراهيم رئيسي والحكومة وكل القادة العسكريين والمدنيين والشعب الإيراني بأكمله ساروا على نهج الإمام الخميني وحافظوا على ثورتهم ضد المستكبرين في الأرض الصهيوغربيين إلى أن يتم الخلاص من هيمنتهم على منطقتنا والعالم أجمع قريبا بعون الله تعالى…

وهذه السياسة الغربية عبر تاريخهم الأسود الملطخ بدماء الملايين من شعوب أمتنا وشعوب العالم أجمع، وهي سياسة ممنهجة لهم يتبعونها في كل مؤامرة ومخطط ومشروع صهيوغربي متجدد على دولنا العربية والإسلامية، وللأسف الشديد ورغم المصالحات الأخيرة التي جرت قبل عدة أشهر بين قادة الدول العربية والإسلامية سواء العربية العربية والعربية الإيرانية والعربية التركية إلا أن بعض العرب ما زالوا تائهين بوعود وعهود أمريكا الكاذبة والتي لم تقدم لهم عبر تاريخها إلى الوعود والعهود الفارغة من أي مضمون أو مصلحة لنا كدول عربية وإسلامية ولشعوبنا وقضايانا وعلى رأسها قضية فلسطين المحتلة، وتلك الوعود والعهود لم ينفذ منها شيئا على الإطلاق وعلى رأسها ما يسمى بحل القضية الفلسطينية (حل الدولتين) لأن أمريكا خاصة والغرب عامة لا يبحثون إلا عن مصالح كيانهم الصهيوني في فلسطين والمنطقة والعالم برمته، وهذا ما أكده بلنكن هذا اليوم أمام مؤتمر الصهيونية العالمية في أمريكا، ويعتبرون مصالحهم في دولنا أن نبقى خانعين لكيانهم المصطنع ولهم طائعين عبيد نسلمهم دولنا وجيوشنا وشعوبنا وومقاومينا وخيراتنا وثرواتنا على طبق من ذهب…

ولكن ذاك الزمن تغير منذ أن قامت إيران الإسلامية بدعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين بالذات لتحرير أراضيهم المحتلة من قبل عصابات بريطانيا وأمريكا بالذات فأصبحت المقاومة تحقق الإنتصار تلو الإنتصار فمن الحجر إلى الصواريخ الدقيقة والمضادات الأرضية والجوية والطائرات المسيرة وما خفي أعظم، لأنه لم يكن ينقص هؤلاء الرجال المقاوميين منذ الإحتلال الصهيوبريطاني لفلسطين إلا الدعم اللوجستي من أية دولة عربية وإسلامية وقد حقق الله لهم ذلك الأمر، فهزمت دولة عصابات الكيان الصهيوني مرات عدة وما زالت هزائمها وكبواتها وخسائرها متلاحقة لغاية عملية الشهيد الجندي المصري البطل يوم أمس والذي كسر هيبة جيش عصابات الصهاينة، والذي كان قادته قبل عدة أيام يدعون بأنهم سيشنون حربا على كل المحاور ويهددون إيران ظنا منهم أن إيران ومحور المقاومة والمقاوميين في لبنان وغزة…وغيرهم سيخافون من هذه التهديدات الجوفاء والفارغة والتي هي سياسة معروفة عن النتن ياهو وحكومته الحالية الفاشية وكل حكومات الكيان الصهيوني عبر تاريخه الأسود، لأن شعورهم بالهزيمة والفشل والإخفاق في تحقيق أهدافهم وأحلامهم التلمودية ومشاريعهم في فلسطين وخارجها أصابهم بالهستيريا لذلك هم يحاولون دائما نقل الصراع خارج حدود كيانهم المصطنع على شكل فتن وأزمات وحروب وثورات مفتعلة في دولنا كما جرى في عشرية النار السابقة وعلى شكل الحرب السودانية الدائرة بين الجنرالات العسكريين لتبقى الدول العربية والإسلامية في ملتهية وفي حالة إستنزاف كلي وبكل المجالات وأهمها الجهد والوقت لإيجاد حلول لتلك الأزمات والحروب المفتعلة هنا وهناك….

والكيان الصهيوني يعلم جيدا أنه ليس له قدرة على مواجهة إيران نهائيا وبالذات بعد هزيمته من فصيل واحد من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة الجهاد الإسلامي وإستغاث بالوسطاء لإيقاف ضربات المقاومة الصاروخية على مستوطناتهم فكيف سيواجه دولة قوية على مستوى إقليمي وعالمي رفضت هيمنة أمريكا والغرب برمته وحاربتهم في كل الميادين وهي لا تخافهم أبدا لأنها أعدت ما يرهب ويخيف أعداء الله والأمة والإنسانية كاملة وهم الصهيوأمريكيين خاصةوالصهيوغربيين عامة، بل ودعمت كل من يقاوم أمريكا علنا دون خوف أو جلل لتنهي تواجدها في منطقتنا، ورسخت علاقات وإتفاقيات طويلة المدى مع الدول الكبرى التي تحارب هيمنة القطب الأمريكي والغربي الواحد كروسيا والصين..وغيرها.

وأمريكا تعلم جيدا مدى قوة إيران الإسلامية العسكرية البرية والجوية والبحرية على مستوى المنطقة والإقليم والعالم لذلك تبعث حاليا بوسطاء عرب وغيرهم حتى تعود إيران لما يسمى بالإتفاق النووي الإيراني، وإيران ترفض أي إتفاق لا يؤمن مصالح شعبها وأمتها الإسلامية ولم ولن تعود إلا بالموافقة على كل شروطها وستؤمن كل مصالحها وستنجح بذلك الأمر قريبا، لذلك نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يهدي قادة دولنا العربية والإسلامية ليسيروا جميعا على نهج التوافق والمصالحات وإنهاء الأزمات المفتعلة السابقة نهائيا وبشكل فوري وسريع دون أي تدخل أمريكي أو غربي وأن تتوحد جهودهم على ذلك الأمر لتتوحد الأمة العربية والإسلامية ليكون لهم دور كبير ويكون لهم عدة مقاعد في مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة في المتغيرات الدولية القطبية القادمة لا محالة رغما عن أمريكا وأوروبا وحلفهما الناتوي المجرم الذي سفك دماء شعوب أمتنا وشعوب العالم أجمع…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.