الأوسمة الملكية من يستحقها
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .………
لقد شاهدنا على مدار ألعشر سنوات الأخيرة حفلات توزيع أوسمة ملكية في عدة مناسبات وطنية لأشخاص لا نعلم كيف تم ترشيحهم لها أو بالأحرى من هم الذي يرشحونهم لنيلها وما هي البطولات التي قد خاضوها لنيل هذا الشرف الرفيع من ألأوسمة الملكية .
كنا نسمع بالماضي أن هذه الأوسمة كانت تعطى للشهداء أو لمن كانوا مشاريع شهادة أثناء الخدمة العسكرية والمدنية سواء أن كانت بالداخل أو بالخارج ، أو لمن قاموا بأعمال خيرية عامة أو إبداعات علمية وإقتصادية وإجتماعية يعود نفعها على فئات المجتمع كافة.
أما الأن وتأكيدا على ما كتبه رفيق السلاح العميد المتقاعد عارف الزبن عن هؤلاء الذين يمنحون الأوسمة الملكية في المناسبات الوطنية بأنهم لم يشاركوا لا في حروب ولا بإيداع أو عمل خيري ولا حتى بعملية تنظيم مرور لشارع ولا هم أيضا يقيمون داخل الوطن وفوق ذلك تجد منهم من يحملون أرقاما وطنية حديثة ولا لهم علاقة لا بالوطن ولا بشعبة سوى أنهم أصدقاء وأنسباء لبعض الجونيات المتنفذة في الدولة .
لست طالبا وساما ولا تكريما ولكن لكوني كنت قد تصاوبت أثناء خدمتي بالأمن العام وانا أقوم بمطاردة عصابات المخدرات مما أدى ذلك إلى كسر حوضي وأجلسني سنة كاملة على السرير عاجزا عن المسير على أقدامي إلى أن عافاني الله الذي له الحمد والشكر اولا وأخرا ومع أنني لا زلت أعاني من ذلك الكسر الذي لا زال يؤلمني ولكن والله العظيم أن ألمه أخف كثيرا عليّ من ألم نسياننا وهناك مثلنا الكثير من أبناء هذا الوطن المنسيين من التكريم والتقدير في المناسبات الوطنية .
لن أتحدث عن الحالات التي تعرضنا لها أنا وكثر من الزملاء في الخدمة العسكرية بمختلف صفوفها وفئاتها سواء كانت محاولات إطلاق النار علينا أو قضاء الأيام والليالي بقسوة الشتاء وحرّ الصيف مبتعدين عن عائلاتنا وأولادنا في سبيل خدمة الوطن ولم نكن في يوم من الأيام ننتظر الشكر عليه كونه كان واجب علينا تجاه وطننا وشعبنا .
لقد كنا نخرج للوظيفة والواجب ونحن نطلب المسامحة من أهلنا كوننا كنا في كل طلعة أو واجب مشاريع شهادة وكان من الذين يخرجون معنا من إدارة مكافحة المخدرات أو الأجهزة العسكرية قد قضوا شهداء الواجب في سبيل الله وهذا الوطن وشعبه
فأين هم هؤلاء أو ذويهم من هذه ألأوسمة الملكية .
لقد عملنا أيضا في العمل الخيري وقدمنا عيون فلذة كبدنا الشهيد عمر المجالي لأبناء الوطن وأنشئنا جمعية للتبرع بالقرنيات وزرعنا أكثر من ألف وخمسمائة قرنية و37 الف عملية تثبيت قرنية وبعضا من عمليات زراعات للكلى والقلب ولم نكن ننتظر لا وساما ولا شكرا وإنما كنا نبغي الرضى والعمل الصالح عندما نقابل وجه الله تعالى في يوم الحساب.
ولكنها والله إنها غصة بالقلب تجلط كل مواطن أردني حُرّ شريف قدم لهذا الوطن روحه وماله وعمره وبنيه أن يرى أشخاصا مجهولين الهوية ومجهولة أعمالهم ومؤسساتهم أو يعملون في شركات ومؤسسات خاصة ويتقاضون أعلى الرواتب الشهرية ويملكون الفِلل والسيارات الفاخرة ولم يتغيبون عن عائلاتهم في يوم من الأيام إلا لفسحة سياحية و يُمنحون اوسمة ملكية رفيعة المستوى ومن جلالة الملك القائد الأعلى وبمناسبات وطنية .
هؤلاء الذين يعيشون في أرقى المناطق وأغلاها ومكاتبهم التي لا تنطفئ عنها المكيفات والدفايات ويستخدمون الكريمات لترطيب بشرتهم والليزر لإزالة شعر لحيتهم وحواجبهم ولم تتعرض في يوم من الأيام أجسادهم لا لأشعة شمس حارقة ولا لفحة هواء قارصة ،
هؤلاء هم الذين صاروا هم عنوان دائم بالمناسبات الوطنية حيث تمنح لهم الأوسمة الملكية .
أعظم الله اجركم يا وطن ورحم الله جهودكم يا من قدم لهذا الوطن عمره وماله وبنيه .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.