أنضمام إيران إلى مجموعة ( بريكس ) يبين أن النهج الأحادي إلى زوال
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …
مجموعة بريكس تمثل 42 في المئة من سكان العالم وتتواصل قمة مجموعة بريكس في دورتها الـ15 ألتي تستضيفها مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، حيث تسعى دولها الأعضاء الخمس طبعا البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا لتعزيز حضورها كقوة تواجه الهيمنة الغربية على الشؤون الدولية، وتباينت آراء المتابعين والمراقبين والمحللين للنتائج المرتقبة من القمة، لا سيما على صعيد ملفي تقليص الإعتماد على الدولار في التجارة الدولية، وتوسيع العضوية في التكتل الذي يجمع أكبر الإقتصاديات الناشئة حول العالم، وتبقى قمة بريكس ألتي إنتهت اليوم تجمع خمس دول كبرى، وتمثل ما مجموعه نحو 42 في المئة من سكان العالم، ومساحة كبيرة من اليابسة و24 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ونحو 18 في المئة من التجارة العالمية، ويمكن النظر إليها عبر مجموعة من المعايير، وتبقى السردية الرئيسة التي أحاطت بهذه القمة هي رغبة هذه الدول في إنهاء الهيمنة الغربية وتغيير قواعد اللعبة الدولية، وفي الحقيقة أن هذا الطرح صاحب إنشاء المجموعة من البداية، بشكل مستتر وخفي، وأصبح الآن أكثر وضوحاً لدى عدد من قادة ومفكري هذه الدول، ومع تزايد الحديث عن التحول إلى العملات المحلية وإصدار سندات من بنك البريكس، لبعض هذه العملات، كانت هناك تصريحات عملية من رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، بأن إزاحة الدولار ليست مطروحة الآن، وهي تصريحات متوازنة تعكس إدراكاً بأن هذه المسألة لم يحن أوانها بعد، وعلى صعيد آخر حرصت جنوب أفريقيا لتأكيد التزامها على عدم الأنحياز ، وفي الواقع فإنه بخلاف الموقف الروسي من الحرب الأوكرانية تحرص هذه الدول كلها على إنتهاج مواقف متوازنة وخاصة بعد أنضمام إيران بعضوية كاملة، ولا تشجع تحول التنافس الدولي إلى البعد العسكري، وتعد كذلك مسألة توسيع ( بريكس ) أبرز جوانب قمة جوهانسبرغ في ضوء مشاركة أكثر من 30 دولة بخلاف المنظمات الإقليمية والدولية، وعلى وقع حديث البعض عن تباين في رؤى التوسع بين الهند والصين قللت الهند مما رددته مصادر إعلامية غربية بأنها تعارض توسيع بريكس، لأن الصين تؤيد التوسع، والأرجح أن القمة ستشهد أنضمام عدداً ليس قليل من الدول الراغبة في الإنضمام، وسيمثل هذا أيضاً جزاً من التحولات الدولية البطيئة الجارية حالياً، وتبقى مسألة أثر التنافس التاريخي بين الهند والصين على تماسك المجموعة، وهو التنافس الذي تراهن عليه كثير من القوى الغربية، لكن على الأرجح يبدو أن هناك حرصاً هندياً على تطور وبقاء وتماسك بريكس، وأختتمت بريكس قمتها المنعقدة في جوهانسبرغ اليوم، بحضور كل من الرئيس الصيني والرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء الهندي، فيما لم يشارك حضورياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف دولية على خلفية الإشتباه بإرتكابه جرائم حرب في أوكرانيا، واكتفى بتوجيه كلمة مسجلة مسبقاً عبر الفيديو، وأوفد عوضاً عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف ممثلاً له، وتسجل دول مجموعة بريكس التي تمثل 42 في المئة من سكان العالم، مستويات نمو متفاوتة، وتتشارك الرغبة في التوصل إلى نظام عالمي ترى أنه يعكس بشكل أفضل مصالحها ونفوذها المتزايد، وتسعى كذلك إلى إنشاء مصرف تنمية خاص بها ليكون خياراً بديلاً من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتقترح تقليص الإعتماد على الدولار في التجارة الدولية.
أنضمام إيران إلى مجموعة بريكس يؤكد ما كانت تنادي به من خلال حضورها الدبلوماسي المميز والمهني في دول الإقليم والعالم أن بريكس تفتح افاقاً جديدة وهي السبيل نحو بناء عالم متعدد الأقطاب يرفض كل السياسات التمييزية والعنصرية من قبل الأحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات