الأسد والاتجاه والتوجه شرقاً وأوكرانيا دولة فاشلة بامتياز. هل صرخت الصين ليزورها الأسد بعد الممر الهندي؟. سورية لم تعد معزولة والطائرة الروسية التي ترى كل شيء. كرويدور درزي يفصل جنوب سوريا عن شمال الأردن

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان* …. 

 

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

تساؤل قادح ومتقادح، ليحفّز ويعمل العقول المريضة على التفكير: هل صرخت الصين، ليزورها بشّار الأسد، بعد الممر الهندي، والذي يعيد الاعتبار للعقد البحرية، مقابل مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي تعيد الاعتبار للعقد البرية؟ وكيف سيستغل الرئيس بشّار الأسد ذلك، فتستقل سوريا أكثر فأكثر بعد فشل التطبيع العربي معها او على القل تعثره بفعل الأنجلو- سكسون؟.

دائما وأبداً نقول وبالمطلق: شكل العالم الجديد يبدأ بسورية وينتهي بسورية، سورية كفالقه استراتيجية، تشكل مع روسيا والصين وايران(رباعي استراتيجي)كنقطة ارتكاز لتوازنات دولية وإقليمية، في ظل انطلاق قطار المتعدد من الأقطاب، في ثنايا العالم الذي نعيش لحظته الان، عالم اللايقين – عالم فوكا: فمن شراكة استراتيجية متعددة وشاملة مع روسيّا، الى شراكة مشابهة مع ايران، الى ذات الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد مع الصين، التي زارها الرئيس بشّار الأسد مؤخراً، فكان الاتجاه شرقاً، بعد فشل التطبيع العربي مع سورية، بفعل وتفاعل ومفاعيل الضغط الأمريكي، عبر قانون قيصر وغيره، أو على الأقل تعثره، لهذا التطبيع العربي مع دمشق، الى حد ما، ان شئت وقدّرت.

فزيارات الرئيس الأسد غير العربية، بعد عشرية النار شملت الثلاثية الدولية: روسيا وايران والصين، فقد مثلت زيارة الأسد الى الصين، ضربة إضافية أخرى لواشنطن في استراتيجية عزلها لسورية، حيث من شأن هذه الشراكة الصينية السورية، أن تضعف الدور الأمريكي في عزل سورية، الدولة والنسق السياسي والنظام، وفي اطار وسياقات المنافسة بين الصين وأمريكا، خاصةً وأنّ الصين قررت المساهمة في إعادة اعمار سورية، عبر شركاتها العملاقة، مع تقديم الدعم المادي والاستثماري والتكنولوجيا والعسكري لحكومة دمشق والشعب السوري، حيث مشاركة الصين في إعادة الاعمار، تشكل منعطفاً هاماً، حيث الصين الى مرحلة المشاركة في معادلات المنطقة، وبالتعاون والتنسيق مع الفدرالية الروسية، عبر الشراكة الصينية الروسية، والشراكة السورية الصينية، تنفيذاً لخارطة الطريق الصينية، والتي بدء العمل بها منذ سنوات وما زال، مبادرة الحزام والطريق، والتي تشطب طريق جو بايدن البحري، والذي تقف الجغرافيا والديمغرافيا، عائق حقيقي أمامه.

ويبدو أنّ ما تحدثت عنه بعض أوساط وكالة الاستخبارات الامريكية: أن أمريكا تخسر الحرب في أوكرانيا، والفدرالية الروسية تفوز بها عاجلاً أم آجلاً، يصب في الاتجاه الصحيح، مما دفع إدارة جو بايدن، الى شكل من أشكال التعويض، عبر ضرب الروس في سورية، وايلام الدولة السورية من جديد واخضاعها.

فها هم الأمريكان وبكل صفاقة سياسية، يبحثون عن زعامات درزية سورية، للتواصل معها والعمل باتجاهها، بل البحث لا يختص بسوريا، بل أيضا بالأردن، ليكونوا معينا للجهود الأمريكية، حيث الجهود الأمريكية الإسرائيلية تنصب، لعمل كرويدور درزي، داخل الحدود السورية، يفصل جنوب سوريا عن شمال الأردن، ويشكل وصلاً بين الجولان السوري المحتل إسرائيلياً، مع الشرق السوري المحتل أمريكياً، ويكون بذلك تواصل جغرافي، بين كردستان العراق، عبر شرق سوريا، ثم جنوبها الى الكيان، مع التأكيد: أنّ فصل الأردن عن سوريا جغرافياً أن نجح، سيكون كارثة على البلدين.

انّ مشروع التواصل الأمريكي مع قيادات درزية، ان في سورية، وان في الأردن، مشروع قديم جديد متجدد، لكن ما يثلج الصدور ويريح الأنفس، هو أنّ حتى المعارضة السورية الوطنية للنظام في سوريا، تتمسك بوحدة وطنها، وترفض التعاون مع المحتلين، ولا أرى أنّ هذا الموقف، يمكن أن يتغير بالمطلق، لأنّ أهلنا الدروز في الجولان السوري المحتل: لازالوا يرفضون الهوية الإسرائيلية، ويتمسكون بالهوية القومية العربية السورية، وللدروز تاريخ حافل بالبطولات تجاه الغزاة، وجبل العرب في السويداء، لن يكون الاّ للعرب.

 

من جهة أخرى: اليكم هذا الاسقاط السياسي والعسكري والمخابراتي المحبّب(قصّة رمزية)، على جلّ المواجهة الروسية الأطلسية، عبر ديكتاتورية الجغرافيا الأوكرانية، بطريقة(النكتة)الجميلة، والتي تثير الابتسامة والضحك العقلاني، والارتماء على الظهر من شدّة الضحك: كيف شرحت الحكومة الصينية أزمة روسيا وأوكرانيا؟.

يجب أن أقول: إن جميع سكان الصين دائمًا وأبداً، ما يقفون عاطفيًا إلى جانب روسيا، بغض النظر عما يحدث في روسيا، لكن ما يحدث الآن بالفعل، لا يستطيع الصينيون العاديون فهمه، ولذا قرّرت الحكومة، أن تشرح لعامة الناس، بلغة يسهل الوصول إليها باستخدام قصة رمزية، ومنذ أكثر من 20 عامًا، طلّقت أوكرانيا زوجها روسيا، وكان من هذا الزواج أطفال، وكان الزوج(روسيّا)كريمًا وترك لزوجته ميراثًا كبيرًاً، بل وسدد ديون زوجته – 200 مليار دولار، وبعد الفراق، بدأت الزوجة – أوكرانيا في مغازلة فتى القرية(أمريكا)وعصابة من اللصوص(الغرب)، وبدأت الزوجة في الاستماع إلى رأيهم فقط، وبدأت في مهاجمة زوجها السابق روسيّا معهم، ثم غضب الزوج وأخذ منها طفلًا بالقوة – القرم، وثم قالت الزوجة الغاضبة: إنها ستتزوج (الناتو)لإجبار زوجها السابق(روسيّا)على إعادة الطفل(شبه جزيرة القرم)، ومع ذلك، فإن الفتى الأمريكي في القرية لم يرغب في الزواج، ولم يرغب في الدخول في قتال مع زوجها السابق – روسيا، لكنه خطط أنه و بمساعدة أوكرانيا سيكون قادرًا على إذلال خصمه اللدود زوجها السابق – روسيا، وكانت الزوجة أمّاً سيئة، ومن وقت لآخر كانت تضرب أطفالها الآخرين – لوغانسك ودونيتسك.

بكى الأطفال وطلبوا المساعدة من والدهم(روسيّا)، الذي كان يساعد الأطفال من وقت لآخر ماديًا ويتشاجر مع زوجته السابقة، لكن كل شيء كان عبثاً، واستخدم اللص الامريكي، الذي تسبب في هذا الشجار المزمن والكبير، هذه الزوجة(أوكرانيا)، راغبًا في الحصول على ثروتها، و حرضّها على الشجار مع زوجها(روسيّا)واستعادة أطفالها بالقوة، وأعطاها هدايا متنوعة(البسة، أسلحة، معدات منتهية الصلاحية يعني خردة)، واعتقدت الزوجة(اوكرانيا) أن لديها شفيعاً يمكنها الاعتماد عليه، وبدأت في الوقاحة واستفزاز زوجها السابق(روسيّا)! … وهنا: نفذ صبر الزوج – موسكو، والذي بدأ مع قريبه(بيلاروسيا)في الكفاح من أجل حماية أطفاله – دونيتسك ولوهانسك، ثم شعرت الزوجة(أوكرانيا)بالخوف مع المشاغبين(الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي)، هذا وقد رفض المتنمر الرئيسي(الولايات المتحدة) الاستمرار في الشتائم مع زوجها السابق، وترك زوجته(أوكرانيا)بمفردها مع زوجها السابق(روسيّا)، حيث أعاد الزوج السابق روسيا، ممارسة كلّ وضعيات الكاماسوترا الجنسية مع زوجته السابقة أوكرانيا، بصورة معكوسة ومتعاكسة، شكّلت علماً جديداً سيدرّس في الجامعات…. ويتحكم الزوج(روسيّا)الآن في الأطفال والممتلكات التي تركها لزوجته…. وبعد هذا التفسير، فهم الصينيون كل شيء… كما فهم جلّ العرب والغرب القصة.

إذاً إلى حد ما ثمة تدهور في العلاقات بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين من جهة أخرى، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كل يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو والصين في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأمريكية، والكبار على مشارف الصدام الأفقي الشامل، لغايات التوسع والحفاظ على مناطق النفوذ والهيمنة، فهل يصار الى نسف وشطب الهيمنة الأطلسية؟.

العالم في حالة مخاضات مؤلمة وحادة غير مكتملة، لكن في النهاية، الولادة ستحدث، ان ولادة طبيعية، وان ولادة من الخاصرة، لعالم متعدد القوى والمراكز، والفدرالية الروسية القوّة الصلبة بالنسبة لأمريكا، لا تشكل فقط مشكلة تقليدية حادة وقادحة، بل تحدي حقيقي كقوّة عسكرية صلبة، وكذا الصين، التي تملك القوى الناعمة، الاقتصادية والنقدية – المال.

ومخيوط المنظومة الدولية مختلف تماماً، بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة والمشروعة في الداخل الأوكراني والذي يعج ويزخر بالنازية الجديدة، عن العالم ومخيوطته ما قبلها، حيث العلاقات الدولية الآن تتفكّك، بفعل اليانكي الأمريكي عبر النازيين الجدد.

والتوسع المضطرد للناتو كمنظمة هجومية عدوانية شرقاً، لم يجعل أوروبا أكثر أماناً، بل زرع بذور الصراع من جديد، وما يجري في أوكرانيا حرب بالوكالة، يخوضها الغرب ونظام كييف ضد روسيّا، والبنتاغون كتاجر حبوب كبتاغون، بكل صفاقة سياسية، يعلن أنّ لدية مائة ألف جندي أمريكي في أوروبا مستعدون لخوض حرب ضد روسيّا، ومذبحة بوشتا صناعة المخابرات البريطانية، عبر خبرائها الذين قدموا اليها من لفيف على الحدود مع بولندا، وجلّ الغرب يخوض حرباً من نوع آخر ضد روسيّا وشعبها، عبر عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بالنازيّة الجديدة، من خلال البروبوغندا الإعلامية، وعكس الوقائع والمعطيات والحقائق على أرض الميدان.

فتقدم العلاقات الروسية الصينية، مؤشر صحة ووضوح، أنّ رياح التغير، في الاتجاه السليم والصحيح، حيث المعركة على الشركاء والحلفاء بين الفاعلين على هذا الكوكب، فنحن نشهد عالم جديد يتبلور، وكل بلد أو طرف أو قطب، يسعى الى نسج تحالفاته وفقاً لمصالحة، فالعلاقات الدولية ليست جمعيات خيرية، بل مصالح ومصالح فقط، هذا ما يحكم العلاقات.

انّ العداء الأمريكي، حيال روسيّا والصين وايران وسورية، يجبرهم على التكتل والدفاع، عن بعضهما البعض، على المستويات كافة، لمواجهة التوترات الجيوسياسية، ووضع رؤية استراتيجية واحدة وموحدة، على مستوى العالم، قوامها التعاون العسكري والاقتصادي والتقني التكنولوجي، بل جعل بكين تغادر المنطقة الآمنة، في استراتيجية الغموض الحيادي إزاء موسكو، بفعل المسألة الأوكرانية، الى الإيجابي في الموقف، وفي التفاعل والتنسيق والتعاون والتشاركية الشاملة، فأوكرانيا وتايوان أداتان، تستخدمان من قبل عميق الدولة في أمريكا، لأضعاف موسكو وبكين، أو على الأقل احتوائهما.

انّ الانطلاق، من حالة التكتلات الدولية البنيويّة، الى المتعدد السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والتكنولوجي، لأقطاب تنتج وتتفاعل فتنجز، يشكل هذا المسار الشمولي، خطوة أخرى في موضوعة تطوير العلاقات الدولية.

الكارتل الروسي الحاكم، يدرك أنّ الغرب، ومعه أمريكا، يفقد القدرة على توجيه مسار الاقتصاد الأممي، ويعترف هذا الغرب بشكل مباشر أو غير مباشر، أنّ العالم يتجه نحو عالم متعدد الأقطاب، ولا توجد نهاية للتاريخ كما قال: فوكوياما، بل الاتجاه نحو التعددية القطبية وأفول الأحادية، مع ذهاب ممثل الرأسمالية الليبرالية المتوحشة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الى القول: انّ هيمنة الغرب الأبيض على العالم انتهت.

مفاصل الكارتل الحاكم في الولايات المتحدة الامريكية، لا تريد أن تعترف، أنّ النظام الرأسمالي الليبرالي، دخل في أزمة بنيويّة حادة جداً، من شأنها أن تضعف قوّة سيطرته، وبالتالي دخل مرحلة الضعف وفقدان السيطرة، وتكابر وتعاند أمريكا بأنّ نفوذ الغرب لم يدخل مرحلة الأفول، في ذات الوقت تعترف واشنطن دي سي، أنّ الصين تحقق نمواً اقتصادياً متصاعداً لكنها – أي الصين، لا تستطيع السيطرة على أسواق أمريكا، وان كانت بكين في المرتبة الثانية اقتصادياً في العالم، ومع ذلك، تعتبرها أمريكا تحديّاً قادحاً ومنافساً شرساً.

لأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، تعرف جيداً مسألة وموضوعة تراجع هيمنة الغرب، والى ماذا سوف يؤدي ذلك؟ باختصار: تراجع الهيمنة، ستجبره وتجبرها على التفاوض مع القوى الصاعدة الأخرى في العالم، على قاعدة تعددية الأقطاب، حيث تداعيات وعقابيل ومفاعيل وتفاعلات المواجهة الروسية الأطلسية، ترغم هذا الغرب الاستعماري ومعه أمريكا على التفاوض.

وفي الغرب، انتهت دولة الرفاه، بسبب أزمة التضخم الكبيرة، وهناك تمرد على رأس المال الحاكم، تصاعد بشكل ملفت بسبب مفاعيل المواجهة الروسية الأطلسية، عبر عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بالنازية والفاشية، وبسبب نمو لافت لقوى اقتصادية أخرى، فدخل هذا الغرب الأبيض، مرحلة الهرم المتفاقم.

وتتهندس مشاهد منحنيات الصراع الأفقي، ضمن كليّة جلّ مسارات ومسارب المشهد الراهن، بمرجعية ما يجري في الكواليس والخطوط الساخنة، على طول خطوط العلاقات الأمريكية الصينية بتصاعد وتوتر غير مسبوق، لدرجة التعقيد والتعقيد المزمن، وحيث الصراع يتخطّى جغرافية بحر الصين الجنوبي ومسطحاته المائية وجزره المختلفة، بما فيه جزيرة تايوان الى النفوذ في العالم.

والأسئلة والتساؤلات هنا عديدة وكثيرة ومن شأنها أن تحفّز العقول الضعيفة والمريضة والقوية على التفكير وعلى شاكلة التالي: هل التصعيد الأمريكي المتعمّد والمقصود إزاء الصين يحقق نجاحات هنا وهناك في احتواء بكين؟.

وهل أمريكا تملك القدرة في احتواء المارد الصيني؟. وهل التوتر الصيني مع واشنطن يؤشر الى حالة من اصطفافات دولية وإقليمية متفاقمة، من شأنها أن تؤسس لتوازن دولي جديد على الكوكب الأرضي، خاصةً وأنّ هذا التوتر وكما أسلفنا، يتجاوز بحر الصين الجنوبي ومسطحاته المائية، وكذلك يتجاوز تايوان، الى الصراع على مساحات وساحات النفوذ في العالم؟.

قواعد مواجهة جديدة في عالم متغير، والشراكة الروسية الصينية قاعدة أساسية في العالم الجديد، فمحور الصين روسيا تقارب أكثر ومعه ايران، ما بعد المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجغرافيا الأوكرانية، فكيف يقضي الصراع الجيو – سياسي، على بقايا عالم الأحادية القطبية، حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الفاعل والفعل الروسي والصيني؟.

والكارتل الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ يتخلى عن سياسة الغموض الاستراتيجي نحو الصين، فبعد أن تخلت روسيّا عن مفهوم منظومة الحذر الاستراتيجي مع واشنطن دي سي، ها هي الصين تتبعها وبعمق وتتخلى عن هذا الحذر الاستراتيجي، لا بل وتحرر نفسها الى حد ما، من نهج سياسة الصبر الاستراتيجي والمقرونة بالمرونة الاستراتيجية مع أمريكا، وتبدأ بكين تحركاتها من فضائها الخارجي كمجال حيوي والبداية من جزر سليمان، في رسالة رد وتحدي، على الاستفزازات الأمريكية، كون هذه الجزر تشكل بؤرة صراع صيني أمريكي متفاقم ومتصاعد.

فخطاب الزعيم القومي فلادمير بوتين المتصاعد بثبات ورؤية، أمام كوادر وزارة الدفاع الروسية، هو رسالة لأمريكا والناتو، وليس لأوكرانيا أو للدمية زيلنسكي، فالأخير يخوض حرباً بالوكالة، ويتم ادارته من الخلف بعمق بالوضعيات كاملة، وفقاً لسياقات الكاماسوترا الجنسيّة، ووضعياتها على الفراش الحرام، ليحقق احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية، في ما تسميه قضايا الأمن القومي الأمريكي، وهي التي تبعد جغرافياً عن بؤرة الصراع، حوالي خمسىة الآلف ميل تقريباً.

الناتو كحلف هجومي عدواني، يستخدم كامل قدراته العسكرية والمخابراتية ضد الفدرالية الروسية، وانضمام كل من فلنندا والسويد، الى هذه المنظمة الهجومية العدوانية – الناتو، يتطلب روسيّاً: تشكيل أحلاف عسكرية جديدة في شمال غرب البلاد، ومسألة تكثيف الدعم العسكري لكييف، ترفع من وتيرة الصراع الروسي الأطلسي، وهذا من شأنه أن جعل روسيا تعجّل وقريباً، من ادخال صواريخ سارمات النوعية للخدمة العسكرية الهجومية، مع التركيز على أهمية الطائرات المسيّرة في الصراع، وهذا يتطلب توسيعات لعملها ومهماتها.

المواجهات الروسية الأطلسية، دخلت في حرب شاملة عبر المسألة الأوكرانية، وقد تتعزّز بصراع صيني غربي، وبكين تعترض وبعمق وقوّة على قانون تفويض الدفاع وتتخذ إجراءات في الميدان، الذي وقعه جو بايدن منذ ساعات، كونه يعرّض الاستقرار في منطقة تايوان(أنتوني بلينكين يقول: الصين منافستنا الأولى في العالم، وينبغي على أمريكا تعزيز تحالفاتها واستثماراتها مع حلفائها، لمواجهة بكين ووقف تقدمها – تصريح صفق سياسي أي وقح)، وصراع ايراني أمريكي في عالم مضطرب، والرئيس الصيني تشي أمر الجيش الصيني الاستعداد للقتال ومن على منبر الأمم المتحدة، عندما ألقى خطابه هناك العام الماضي، في دورتها السنوية، وما الحروب الاقتصادية، وحروب الوكالة، والبروكسي المخابراتية، التي تشنّها أمريكا، هي صورة من صور الحرب العالمية الثالثة، بحيث اذا تمكنت ونجحت واشنطن، من شطب القوى الصاعدة العالمية – (وهذا مستحيل كون البديل حرب نووية تشطب الكوكب) -، سنصبح في نظام الطغيان العالمي، ويعجّل بنهاية الكوكب الأرضي بشكله الحالي، عبر اللحظة النووية وسلاحها، خاصةً وأنّ الروس جهزوا الثالوث النووي الخاص بهم، بطريقة ملفتة، وذكّروا الجميع به، وهذا يشي بأنّ موسكو ماضية الى حتّى النهاية، وحتّى تحقيق كامل الأهداف، ومستعدة لكل خيار غبي وأحمق، من جانب الطرف الآخر.

أمريكا تعمل من خلال تكثيف مساعداتها العسكري لكييف، من جعل الجيش الأوكراني أو ما تبقى منه، الانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم، وعلى قاعدة انهاء الصراع – مسألة في غاية السخف – وكأنّ أوكرانيا متقدمة على روسيا ومتفوقة، من خلال مساعدات عسكرية هنا وهناك، أو بضع صواريخ استراتيجية أو منظومات باتريوت، فشلت في صد صواريخ حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة عبر المستعمرة “إسرائيل”.

عروض واستعراضات عسكرية، ومناورات روسية صينية مشتركة مكثّفة، تظهر قدرات عسكرية هائلة، حيث الناتو والغرب يواجه جبهة واحدة موحدة، تعزّز من عسكريتها الاحترافية وتطور الأسلحة، وهي رسائل قوّة واقتدار، وقواعد مواجهة جديدة في عالم متغير، ودوماً نقول ونؤكد: أنّ الشراكة الروسية الصينية، قاعدة أساسية في العالم الجديد، وايران تنظم اليها وسورية أيضاً، ما بعد المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجغرافيا الأوكرانية، فكيف يقضي الصراع الجيو – سياسي، على بقايا عالم الأحادية القطبية، حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الفاعل والفعل الروسي، بإسناد صيني عبر غموض استراتيجي مقصود، وايران تدخل على خط ومسار الانهاء؟.

مع التذكير أن الصين تؤيد السياسة الروسية الحالية بمضمونها السوفياتي السابق، والمناورات الروسية الصينية البحرية المشتركة، هي رد فعل على مواقف واشنطن العدوانية في أسيا.

الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول جاهدةً كبح سقوط امبراطوريتها المهيمنة على المنطقة والعالم، والقائمة على استقساء الدماء كعصابة تسيطر أحادياً لعقود خلت، وهي مدركة بعمق، أنّ أدوات الهيمنة القديمة، لم تعد مجدية ومفيدة، لحالة التطورات المتسارعة في العالم، بمخاضاتها وارهاصاتها غير مكتملة حتّى اللحظة، فهي من ناحية تدرك أن التحولات العالمية ستنهي الأحادية القطبية، ومن ناحية أخرى تعمل على انشاء الأحلاف العسكرية الخاصة بها في أكثر من ساحة ومساح ومنطقة، علّها تكبح تراجع هيمنتها المطلقة.

كما تعي واشنطن من جهة، أنّ ميكانيزميات سلال تراجع هيمنتها كمؤشرات، تشجع قوى دولية خصوم لها ومنافسين، على تسريع أفولها كإمبراطورية، تعمل على إعادة انتاج وخلق وتخليق نفسها من جديد، ومن جهة أخرى فانّ الاصطفاف الى جانب واشنطن في ظل ما يجري من متغيرات أممية على كافة الصعد، يعتبر مقامرة غير محسوبة النتائج والمعطيات، في ظلال صعودات صينية وبالدرجة الأولى بالاقتصاد، كعملاق اقتصادي، وعودة روسية متصاعدة ومتنامية بشكل سريع وثابت، وتناميات هنا وهناك لدور ايران الإقليمي، في مواجهة غطرسة وامبريالية هيمنة اليانكي الأمريكي المتعجرف والصفق سياسياً.

هيمنة أمريكية وان كانت تقليدية عادية، مع تعددية أقطاب ناشئة وأقطاب قديمة، لها جذور في التحدي، تعمل على هيكليّة حديثة لأدوار مختلفة ومتعددة، من شأنها أن تعجّل بشكل سريع وبثبات، من أفول هيمنة القطب الواحد، وان كانت المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، عبر عروق الجغرافيا الأوكرانية المتقيحة بصديد النازية والفاشية، دليل بجانب أدلة أخرى، على تراجع الغطرسة والهيمنة الأمريكية الإمبريالية، وهذا صحيح واقع ومنطق، أنّ نفوذ كارتلات الحكم الأمريكي في العالم، لم يعد كما كان في السابق، وهو في تراجع مستمر كل يوم.

انّ المواجهة الروسية مع الغرب وأمريكا، من خلال ما يجري في أوكرانيا، تسرّع في عمليات تحلل جثة الإمبراطورية الأمريكية، والتي أوغلت في القتل والتشريد، ونهب خيرات ومقدرات الشعوب، وفي فرض عقوبات قصوى وحادة، تمثل الوجه الأخر لفشل استراتيجيات رفض الشراكات، بجانب ابتعاد دول مركزية عن اعتماد الدولار، ساهم في اضعاف الولايات المتحدة الأمريكية.

بجانب تحلل الإمبراطورية الامريكية، نجد أن اليانكي شطب الأوروبي عبر المواجهة الروسية الأطلسية، وجلّ القارة الأوروبية صارت بفم الأمريكي، والاتحاد الأوروبي ينهار، وما قاله المجري رئيس الوزراء صح مئة بالمئة: أوروبا بفرضها عقوبات قصوى على روسيّا كمن أطلق النار على صدره.

فالعالم يتبدّل ويتحول الى تعددية مراكز، وليس من الان، بل ومن عقود خلت، والانتقال من نظام القطب الواحد الى المتعدد، يحتاج الى وقت، والعملية بدأت الان، وادارته ستكون مشتركة بصورة مختلفة ضمن تعددية الأقطاب، حتّى الفشل في اخضاع ايران انعكس تراجعاً في قيادة أمريكا لسياسة المنطقة، وزيارة جو بايدن للمنطقة الأن، هي نوع من الاستدراك الأمريكي للفراغ في الشرق الأوسط، لكنه استدراك غير مقنع لأحد، وبالتالي صارت العولمة العسكرية الأمريكية في دائرة التساؤل والاستفهام؟!.

بالمناسبة: موسكو لا تقول أنّها بديل محتمل عن أمريكا، ان في منطقة الشرق الأوسط، وان في العالم، حيث الأسباب كثيرة وكذلك المعطيات، وفي جلّها لا تسمح بذلك، انّها الواقعية الروسية بأبهى صورها، ومرتكزاتها وتجلياتها، لكن موسكو قادرة على تعطيل أي مشروع أمريكي في العالم، وواشنطن تدرك ذلك.

لكن ثمة سؤال بتجدد نطرحه دوماً على أنفسنا، لتحفيز العقل على التفكير وهو: هل تعوض هندسة الأحلاف العسكرية الأمريكية المحتملة، من تراجع امبراطورية عسكرة البحار؟.

وأي حرب مع ايران، تعلم واشنطن جيداً، أنّ المستفيد الوحيد منها هي روسيّا والصين، ومسرحية الدمى المتحركة التي يتم عرضها على مسارح المنطقة الشرق الأوسطية، هي بإخراج أمريكي وتمثيل وتمويل بعض عربي، من مملكات القلق العربي على الخليج، ستجعل ايران الدولة الإقليمية العظمى بمحيطها، أكثر اصراراً على مواقفها.

والحال الان هو أعمق من الحرب الباردة والتي تبعث من جديد، بسبب ظهور الفدرالية الروسيّة وكومنولث الدول المستقلة، وظهور منظمة شنغهاي للتعاون التي جمعت بين الصين وروسيّا على طاولة موحّدة الأجندة، وعمل ومفاعيل وتفاعلات البنك الأسيوي الذي أعلن عنه الرئيس الصيني، حيث يتأسس عمله في الإقراض والاستثمار هذا الأوان الدولي، حيث الإدراك الأمريكي لروسيّا الفدرالية والصين باعتبارهما مصدراً للتهديد والخطر، فخبرة العداء لأمريكا متجددة في الشارع الروسي والصيني، وتجد محفزاتها في الإرث السابق الذي خلفته الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي.

كما تدرك العاصمة الأمريكية واشنطن أنّ التماسك القومي الروسي أكثر خطراً من التكوين الاجتماعي السابق الذي كان في الاتحاد السوفييتي، وكذلك الحال في الصين، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالعداء القومي الاجتماعي التاريخي بين القومية الروسية والغرب والقومية الصينية والغرب أيضاً، وتتميز الدولة الروسية بالاكتفاء الذاتي وبوجود الوفرة الفائضة في كافة أنواع الموارد الطبيعية، وبالتالي يصعب التأثير عليها عن طريق العقوبات أو الحصار أو الحرب الاقتصادية والتجارية الباردة بالرغم من أن الحصار والعقوبات آلمتها، وهو موقف يجعل روسيّا أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد كل احتياجاتها من الخارج الأمريكي، وانّ روسيّا ومعها الصين، قادرتان على التغلغل في أوروبا الغربية عن طريق الوسائل الاقتصادية الناعمة وخاصة لدى الصيني، وهو أمر سوف يترتب عليه احتمالات أن تخسر أمريكا حلفاءها الأوروبيين، وغيرهم الذين ظلت تستند عليهم وما زالت، وانّ المسافة بين الفدرالية الروسيّة والولايات المتحدة الأمريكية، هي بضعة كيلومترات عبر المضيق البحري الفاصل بين ولاية ألاسكا وشرق روسيّا، أضف إلى ذلك إلى تملّك روسيّا والصين، كمّاً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل لتحقيق التوازن في العالم، وكبح جماح الثور الأمريكي وحلفائه المتذيلين بذيله، مع الإشارة أنّ المعلومات الأمريكية الاستخبارية حول موسكو والصين غير دقيقة، بسبب قدرة الروس على التكتم والسريّة ومعهم الزملاء الصينيون.

ونرى أنّ الناخب الروسي يهتم بالسياسة الخارجية الروسيّة كونها في خدمة الأستقرار الروسي الداخلي، وتعمّق الشعور القومي الروسي الذي أبدع الرئيس بوتين في اعادة انتاجه وخلقه من جديد، فالناخب الروسي هو مع سياسة روسية خارجية مستقلة كما يريدها الرئيس بوتين وكوادر حزبه وادارته وكارتلات مجتمع المخابرات الروسي، الذي تم اعادة هيكلته وأدواته وتحديثه بفرعيه الداخلي والخارجي، مع توسيعات مجالات عمله على مستوى العالم، وفي كافة حقول الطاقة والأقتصاد والثقافة بجانب السياسة والعسكر وانتاج السلاح والأمن المعلوماتي السيبراني وفي جلّ المعرفة البشرية، مع تركيزه بشكل عميق واعتماده على العنصر البشري الواعي والمثقف والمخلص في التجسس والتجسس المضاد، في الحصول على المعلومات وجمعها والقدرة على التحليل لهذه المعلومات، وعلى أكثر من مستوى ومرحلة، واستنتاج سلّة المخاطر القادمة على مصالح الفدرالية الروسية وحلفائها في العالم.

وطبعاً بعكس مجتمع المخابرات الأمريكي وعاموده الفقري السي أي ايه والتي وصفها الرئيس السابق دونالد ترامب بأنّها تعتمد أساليب قديمة بالية عفى عليها الزمن، لذا تجد أنّ الطيف السياسي الروسي في جلّه وكلّه هو مع نهج الرئيس فلادمير بوتين، والذي تفنّن بوتين في هندسة الشعور القومي الروسي وبالفخر الوطني لشعبه، كونه يغذي السخط الروسي المتفاقم على أي محاولة غربية وأمريكيّة لأذلال روسيّا، ويعمل بذكاء وكوادره على تسويق الأستراتيجية الروسيّة بأنّها محاولة استعادة للمجد الروسي التاريخي، وهذا ما يمنحه تأييداً ساحقاً وماحقاً في الداخل الروسي بالرغم من تداعيات المواجهة الروسية مع الأطلسي.

والمواطن الروسي وكناخب أيضاً، وهو من يحدد طبقة الكاريما السياسية التي تحكمه عبر صناديق الاقتراع المباشر، حيث روسيا ومنذ أكثر من عقدين تقريباً دولة راسمالية، وها هي تتجه بعمق نحو الاشتراكية الراسمالية ما بعد جائحة كورونا، حيث المواطن كناخب روسي، صار يعي جيداً بفضل استراتيجيات الكرملين ذات النكهة الفلادميريّة البوتينيّة، أنّ استراتيجية التوسع في القتال هي الحل الوحيد لحماية الأمن القومي الروسي، حيث من المعروف أنّ جغرافية روسيّا في جلّها سهول، فبنيت ونهضت الأستراتيجية الأمنية الروسية دائماً وأبداً على استراتيجية توسيع الدائرة حول المركز الرئيس للدولة الروسيّة، للتخلص من الأخطار والمهددات التي تهددها، ومن هنا نجد أنّ الروسي يحرص على عدم القتال على حدوده، ويعمل على نقل المعركة الى أبعد نقطة ومركز وعقدة جغرافية استراتيجية من الحدود المباشرة له.

وفي المسألة الأوكرانية صار القتال على العتبة الروسيّة بقوّة وبعمق، فاستشرست الفدرالية الروسيّة في سورية والمنطقة، وتقف بكل قوتها في دعم الرؤية السياسية والعسكرية والأقتصادية والأستخباراتية للصين في بحر الصين الجنوبي، وخاصةً بعد قرار التحكيم الأخير المسيس الصادر عن المحكمة الدولية في لاهاي، ومضمونه ضد الصين وحقها في السيادة الوطنية على جزر بحر الصين الجنوبي، كما تدعم روسيّا المجالات الأقتصادية للهند في غرب أسيا عبر الكتلة الديمغرافية الهنديّة، حيث هناك أكثر من سبعة ملايين هندي يعملون في غرب أسيا، وتهتم الهند في استقرار تلك المنطقة، لذلك نرى اهتمامات هندية عميقة في المسألة السورية، كون دمشق مفتاح الأستقرار في غرب أسيا.

ومن هنا نجد أنّ الهند تقوم بدور متزايد من القوّة لتحقيق الأستقرار غرب أسيا، لذلك وعبر زيارات مختلفة معلنة وغير معلنة من المؤسسات الهندية التشريعية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية لدمشق، ولقائها الرئيس الأسد وكوادر دولته المختلفة، وتقول المعلومات الجديدة: أنّ رئيس المخابرات الهندية وطاقمه في الفرع الخارجي قاموا، بزيارة سريّة الى الجمهورية العربية السورية، والتقوا الرئيس الاسد وكوادر مجتمع المخابرات السوري الداخلي والخارجي، كل ذلك كسعي للهند في تنفيذ اتفاق زيادة تحسين مستوى المحادثات في المجال الأمني والعسكري والأقتصادي مع دمشق حيث سيكون للهند أدوار كبيرة في اعادة الأعمار في سورية بجانب الصين وروسيّا وايران(وقد تكون أدوار للقطاع الخاص التركي في اعادة الأعمار في سورية، ان عبر العلاقات المباشرة بين تركيا ودمشق، وان عبر العلاقات مع ايران وروسيّا)بعد الخروج التركي الأحتلالي من الشمال السوري، واخراج آداتهم الأرهابية المسمّاة بدرع الفرات، حيث جلّها من جبهة النصرة الأرهابية وحركة نور الدين زنكي وأشرار الشام وبقايا ميليشيا الحر وجلّ الزومبيات الأرهابية التركية وغير التركية المعروفة للعامة وللسذّج قبل الخاصة والعارفين.

نعم لم تعد سورية معزولة وليس هناك صداقة في الجغرافيا السياسية وحتى لا عداوة فيها، ودائماً وأبداً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، وروسيّا هي من تقوم بالأعمال العسكرية الشاقة في سورية، وتحمّل بذكاء المسؤولية السياسية، في حين أنّ الصينيين والهنود قد يستمتعون بالنتائج، فالصين والهند تملكان شيء لا تملكه موسكو، يتمثل في مليارات الدولارات من الأستثمارات، وهما معا لهما القدرة على جذب كل من ايران وتركيا في اعادة اعمار سورية، ويجب على روسيّا التي تملك القوّة الصلبة أن لا تضع كل البيض في سلّة واحدة في سورية، فثمة مشاريع اقتصادية ذات منفعة متبادلة على طول خطوط العلاقات السورية الروسية.

ومرةً ثانيةً نقول ونشير الى أنّ: الصين تملك القوّة الناعمة(الأستثمارات ومعها الهند)وروسيّا لديها القوّة العسكرية والأستخباراتية الصلبة، وبالتالي جلّ المسألة والمعادلة أنّها مسألة ومعادلة تكامل شامل، وليست مسألة ومعادلة تنافس أو حتى صراع.

وفي شبه الجزيرة الكورية، نجد أنّ بكين تحتاج الى موسكو لضبط سلوك كوريا الشمالية لجهة تجاربها النووية وبرنامج الصاروخ الباليستي، والأمريكان بحاجة الى الروس أيضاً في هذه الموضوعة وكذلك اليابان، في حين نجد أنّ الصيني والروسي من جهة أخرى، يوظف ويستثمر في الكوري الشمالي في ملفات خلافاتهما الدولية مع اليانكي الأمريكي، ان في أوكرانيا، وان في سورية، وان في بحر الصين الجنوبي، وان في ايران، وان في العراق.

كما يوظف الروسي الملف الكوري الشمالي، ويساعده الصيني مع الياباني في جزر الكورال الروسية، وهنا جاء تعين الرئيس فلادمير بوتين قبل سنوات، للسفير الروسي في اليابان والذي يتقن اللغة اليابانية، كمديراً للكرملين في سياقات الرؤية الروسية والتوظيفات للملف الكوري الشمالي مع اليابان ازاء جزر الكورال المتنازع عليها(هناك تم توطين الكثير من السكّان الروس فيها ضمن استراتيجية ملىء الفراغ الديمغرافي)، خاصةً مع وجود كوادر استخباراتية وسياسية روسية متعمقة بالثقافات، ان في اليابان، وان في كوريا الشمالية، وان في كوريا الجنوبية.

فالصين مؤخراً حذّرت كوريا الجنوبية من نشرها للدرع الصاروخي الأمريكي الثاد، ولمنظومات دفاع جوي أمريكية متطورة، ذات مدى يشمل الصين ومجالاتها الحيوية، وراداراتها في غاية التطور(منظومات ساب)، من شأنها أن تضر بالتوازن الأستراتيجي الأقليمي في شبه الجزيرة الكورية وفي جلّ أسيا وبالتالي في الأستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

انّ أي تفاقم للانتشار العسكري الصيني في سورية، مرهوناً ومربوطاً بسرعة انتشار القوّات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي واستفزازات حلفاء واشنطن في المنطقة تلك، من خلال هذه المسألة هناك معلومات تتموضع في التالي: ثمة مزيد ومزيد، من اعدادات وخطط روسية وصينية مشتركة للبدء في مناورات عسكرية مشتركة صينيّة روسيّة في بحر الصين الجنوبي هذا العام، تبعاً لتطورات المواجهة الروسية الأطلسية عبر المسألة الأوكرانية، لترسل الرسائل المشفّرة وغير المشفّرة لليانكي الأمريكي في زمن تعثر مشروعات البلدربيرغ في سورية والمنطقة الشرق الأوسطية، بسبب الصمود السوري الأسطوري للجيش العربي السوري العقائدي ومؤسسات الدولة الوطنية السورية، وثبات الرئيس البشّار بشّار الأسد، وتماسك القطاع العام السوري بمساعدة حثيثة من الروس والأيرانيين وحزب الله والكثير من الحلفاء والأصدقاء.

وتجيء أهمية هذه المناورات المشتركة والمنتظرة في بحر الصين الجنوبي لاحقاً، بعد مناورات روسيّة سابقة لها في البحر الأسود، شارك فيها أكثر من 120 ألف جندي روسي وبالذخيرة الحيّة، وكان للمسألة السورية ثم المسألة الأوكرانية، وحدثها المتفاقم في كلّ شيء وفي كلّ مسار واتجاه، الدور الكبير والقوي والفاعل، في جعل التقارب الصيني الروسي عميق ورأسي وعرضي، بحيث تم تظهير هذا التقارب، ان لجهة القرارات المشتركة باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي لصالح دمشق، وان لجهة الأنخراط الروسي المباشر في الحرب السورية، يتبعها الآن ومنذ أشهر انخراطات تمهيدية وتحضيرات صينية عسكرية مباشرة صامتة وغير صامتة في الحدث السوري، وسوف تتفاقم لاحقاً، خاصة في ظل الاتهامات الامريكية المتكررة، لبكين وروسيا، أنهما خطر على الاستقرار العالمي والسلم الدولي، وفي ظل انضمام كل من فرنسا وبريطانيا واسبانيا لواشنطن في توجيه هذه الاتهامات المفبركة، حيث جو بايدن وادارته، فشل في التعامل مع جائحة كورونا داخلياً، ومع تداعيات اقتصادية ومالية ورفع سقف الديون الأمريكية، بسبب تداعيات المواجهة الروسية الأطلسية، ويبحث عن طرف خارجي لتحميله المسؤولية، تارةً منظمة الصحة العالمية وقطع التمويل عنها، وتارة الصين ويعمل على شيطنتها، خاصةً مع البدء المتدرج وبهدوء لفتح معركة الرقّة وشرق الفرات، وتسخين معركة ادلب من جديد من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه باسناد جوي روسي فاعل وعميق وساحق ماحق، مع وصول الجيش السوري الى الحدود الأدارية للرقّة، وقد كشفت(كاتب هذه السطور)عن ذلك في أكثر من تحليل ولقاء تلفزيوني سابق على هذا التحليل، مع دخولات صينية عسكرية لقوات النخبة في الجيش الاحمر الى الداخل السوري، بالتنسيق مع دمشق وموسكو وحزب الله وايران.

فالمناورات المشتركة في بحر الصين الجنوبي، من شأنها أن تعمل على تعزيز امكانيات الأساطيل الروسيّة والصينية، في مكافحة تهديدات مختلفة وأية حروب بالوكالة نحوهما، عبر فيتنام والفلبين، واليابان وتايوان، كذلك تقود الى تحسين العمل المشترك بين البحّارة الروس والصينيين، وتوطيد التعاون العسكري المشترك بين البلدين.

فمياه بحر الصين الجنوبي، وجزر باراسيل وسبراتلي والمياه المحيطة بهما تحتوي على احتياطيات من الموارد الطبيعية، ولم تخضع تلك المنطقة لأستكشافات مفصّلة، حيث تتنازع السيادة والحقوق مجموعة من الدول المطلة على بحر الصين الجنوبي كل من: الصين، الفلبين، بروناي، ماليزيا، فيتنام، وتايوان، وكما يعد بحر الصين الجنوبي طريقاً ملاحيّاً ويزخر بثروة سمكية هائلة تقتات عليها شعوب الدول المشاطئة له.

انّ نواة الدولة الفدرالية الروسيّة ترى في سيطرة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي، وخروجها من نفوذ السيطرة الأمريكية، هو في صميم مصالحها ومجالاتها الحيوية، ومصلحة روسيّا تكمن في تأسيس الصين للبنى التحتية العسكرية وغيرها، في بحر الصين الجنوبي(في جزر باراسيل وسبراتلي)من شأنه أن يحمي مصالح موسكو المتمثلة في مواجهة التمدد العسكري البحري لأمريكا، وسيردع المنظومات الصاروخية الأمريكية التي تهددها، وسيحد من حرية دوريات السفن البحرية الأمريكية وسيحول دون فرض هيمنتها في هذا الجزء من العالم.

التشاركية الصينية الروسية امتدت وعلى أرض الميدان السوري وفي الفضاء الجوي السوري، الى اسنادات في الحروب السيبرانية(سلّة سايبر – حروب الكترونية)متكاملة تتموضع في المعلومات التالية: إنّ طائرات الاستطلاع الروسية “إيل-20″ و” تو214-ر” بجانب طائرات استطلاع صينية متقدمة، لا يمكن إلا أن تثير نواة البنتاغون الحربي الأمريكي، هذا وقد استخدمت الفدرالية الروسيّة والصين بعض هذه الطائرات في مجموعتها الجوية في سورية، وقد اعتبر البنتاغون ومجمع الصناعات الحربية الأمريكية ذلك بمثابة تهديد خطير بالنسبة للقيادة السبرانية الأمريكي، كل ذلك كان نتيجةً لسلّة الاستثمارات الضخمة التي أقرّها الرئيس الروسي فلادمير بويتين منذ سنوات، بجانب استثمارات عسكرية صينية حديثة تسند الروسي في مهمته الشاقة في سورية، بالتفاهم مع المجمّع الصناعي العسكري الروسي والصيني، حيث وظفتها موسكو في برنامج التحديث العسكري وأعطت نتائجها الملموسة الآن، وكذلك الحال بالنسبة للصين.

إن مشكلة البنتاغون العسكري الأمريكي، لا بل مشكلة المخابرات والاستخبارات الأمريكية كلّها، تكمن بقلّة معلوماتهم ذات الأثر والأهمية عن الروس والصينيين أحياناً، كما تتموضع المشكلة في عدم الدقة في المعلومات أيضاً أحياناً كثيرة، بسبب المعلومات المسرّبة قصداً من مجتمع الاستخبارات الروسيّة والصينية عبر عملاء مزدوجين في شبكات عنكبوتية معقدة التركيب.

كما تنظر العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وحلفائها الغربيين إلى القوات المسلّحة الروسية: كجيش لدولة تعاني من انحطاط طويل الأمد، ولكن الولايات المتحدة وأوروبا كلّها، لا يمكنهما إلا أن تحسدان نتائج برنامج التحديث العسكري الروسي من تحديث وتطوير ترسانة الأسلحة التقليدية، وخاصة وسائل الاستطلاع الإلكترونية ونظم التشويش الإلكتروني وبمساعدة صينية، ومن بين هذه الوسائل والنظم يمكن ذكر طائرة الاستطلاع الروسية “إيل-20″ التي استخدمت في سورية، حيث هذه الطائرة مزودة برادارات مسح جانبي وأجهزة استشعار بصرية، وماسحات ضوئية بالأشعة تحت الحمراء ونظام اتصالات فضائية لتبادل البيانات والمعلومات، ومن الممكن استخدام هذه الطائرات في عمليات الاعتراض الإلكتروني ومسح وتسجيل اتصالات الخصم وهو ما يسمح بتحديد مكان تمركز قوات الخصم، وبجانب طائرة الاستطلاع الأخرى التي ظهرت داخل المجموعة الجوية الروسية في سوريا، فتسمى: بالطائرة التي ترى كل شيء، والحديث هنا عن طائرة الاستطلاع المتكامل ” تو214-ر”، حيث تحمل هذه الطائرة نظم الاستطلاع الإلكترونيELINT  والتجسس الإشعاعي التقني SIGINT التي يمكن بمساعدتها اعتراض والتقاط الإشارات من أجهزة الاتصالات المحمولة، ومن الطائرات والمركبات العسكرية، وهو ما يسمح بتحديد مكان الخصم وعدد أفراده وقوته ووسائل الاتصال التي يستخدمها أيضاً.

كل ذلك دفع قادة وكوادر القيادة السبرانية الأمريكية، إلى القول وبحزن وحسرة وحسد وحقد: إنّ طائرات الاستطلاع الروسية تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة وهي تتطور بوتيرة سريعة لا يمكن متابعتها، وزاد الامر تعقيداً: دخول طائرات استطلاع صينية متقدمة تعمل ضمن العباءة الروسية في سورية، وفي اطار الأندفاعة الأستراتيجية الروسية في الداخل السوري والداخل الأوكراني.

العواصم الأمريكية والروسية والصينية وحلفائهم، يتبنون مواقفاً متعارضة إزاء كافة الملفات الدولية والإقليمية الساخنة وغير الساخنة، وبالذات تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة، والتوجهات الأمريكية الهادفة إلى عسكرة العالم، إضافة إلى بعض بنود التجارة العالمية، وقضايا حماية البيئة وحقوق الإنسان وأمن المعلومات واستخدامات هذه التقنيات، إن لجهة الأضرار بالآخرين سواءً على مستوى الدولة أو الأفراد أو الشخصيات الحكمية أو الاعتبارية(وهذا هدف أمريكا وحلفائها)، وان لجهة المساعدة والعمل الإيجابي لما يفيد الآخر سواءً كان دولة أو فرد أو شخصية اعتبارية أو حكمية(وهذا هدف موسكو والصين وحلفائهما).

وبعبارة أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية(كمحور)، تسعى إلى استخدام الحرب الإلكترونية ونظام أمن المعلومات إلى التجسس الشامل على عمل الدول التي تشكل المحور الخصم الآخر والمتمثل في: روسيّا والصين وإيران وجلّ دول البريكس والحلفاء في المنطقة، والأضرار العميق بها عبر حروب السايبر المختلفة.

وفي الوقت ذاته نجد أنّ موسكو وبكين وإيران وباقي دول البريكس تستخدم تقنيات السايبر وأمن المعلومات، من أجل مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس والتجسس المضاد، ومنع الجريمة المنظمة بمفهومها الواسع، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وجرائم غسيل الأموال… الخ، بعكس المحور الغربي الأمريكي الآخر الذي يعمل جاهداً على تعميق الحروب والإرهاب، وشيوع الجرائم على أنواعها، فقط من أجل الحفاظ على طريقة ورفاهية حياة الأمريكي والغربي، وتسخير الشرقي والآخر لخدمته ورعايته، بدون أي وازع إنساني أو أخلاقي.

لا بل وتتحدث المعلومات، أنّ واشنطن وحلفائها يسعون إلى تعميم إنشاء مراكز أمن المعلومات في ساحات حلفائها من بعض العرب الذين يدورون في فلكها، إمّا عبر القطاع الخاص كاستثمارات أو عبر القطاع العام الحكومي كمنح متحولة إلى مراكز سايبر، كل ذلك عبر الشركات الغربية المتعددة الجنسيات واستغلال تداعيات العولمة، ليصار لوضع كافة الحلفاء والخصوم تحت المراقبة والتجسس، وهنا نلحظ دوراً اسرائيليّاً صهيونيّا جليّاً تماماً كالشمس في رابعة النهار في التشاركية الكاملة مع الأمريكان في منحنيات وكواليس حروب السايبر وأمن المعلومات.

تتحدث المعلومات، أنّ هناك استراتيجيات السايبر الأستخبارية، يجري تنفيذها بثبات وهدوء، عبر تعاون وثيق جاري على قدم وساق، بين أجهزة مخابراتية من مجتمع الاستخبارات الدولية وعلى رأسها الأمريكان من جهة، وأجهزة مخابراتية من مجتمع المخابرات الإقليمية وعلى رأسها المخابرات الإسرائيلية بينها أجهزة مخابراتية عربية من جهة أخرى، تستهدف المحور الخصم الآخر في العالم والساعي الى عالم متعدد الأقطاب وعلى رأسه الفدرالية الروسية والصين ودول البريكس، عبر استهداف أنظمة وشبكات الحاسوب، من خلال ضخ ملايين الفيروسات الرقمية، والتي من شأنها، تعطيل عمل أجهزة الحاسوب الخاصة، بالبرامج النووية السلميّة لهذه الدول الخصم، كما يتم استهداف أنظمة الطيران المدني والعسكري، من خلال تقنيات الوحدات الخاصة، بموجات الحرب الالكترونية، إن لجهة الطائرات المدنية، وان لجهة الطائرات العسكرية، كما يتم استهداف الأنظمة المحددة، بترسانات الصواريخ الإستراتيجية، مع استهدافات للعقول البشرية، واستهدافات للخبراء النوويين، والفنيين ذوي المهارات العالية، من علماء دول الخصم لأمريكا وحلفائها.

وفي المعلومات الاستخباراتية أيضاً، تشهد منطقة الشرق الأوسط الآن، موجات من حرب الكترونية حسّاسة، وذات نطاقات شاسعة، حيث تم وضع إستراتيجية هذه الحرب الالكترونية، وأدوات نفاذها مع إطلاق فعالياتها، عبر تعاون وثيق بين المجمع الأمني الفدرالي الأمريكي، جهاز الأف بي أي، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جهاز المخابرات البريطاني الخارجي وبالتعاون مع جهاز المخابرات القطري وأجهزة مخابراتية عربية أخرى ومع جهاز الموساد الإسرائيلي.

والحروب الالكترونية الجارية في المنطقة، هي تعبير حي وحيوي، عن ساحات الحروب المتطورة حالياً، وبصورة أكثر وضوحاً، تتم العمليات الهجومية، من خلال افتعال أخطاء مقصودة، في أنظمة الكمبيوترات المعادية، حيث يصار إلى استخدام قراصنة، الشبكة العنكبوتية، والذين يتمتعون بمهارات، تقنية حوسبية عالية، لشن هجمات كثيرة فيروسيّة، على تلك المواقع، وتعمل على تعطيلها، أو اختراقها وتدميرها، وخاصةً لجهة المواقع، المخابراتية السياسية الحسّاسة، مع استخدام أسلوب هجومي، عبر عمليات التجسس الحوسبي، من خلال الدخول إلى الشبكات واستخراج المعلومات.

ففي حروب السايبر، هناك نطاقات عمل تتموضع في:- نطاق جمع المعلومات، نطاق الهجوم، نطاق الدفاع، وتمتاز هذه الحروب، بقدرات عمل سريعة قريبة من سرعة الضوء، مع قدرات عمل سريّة، واستخدامات لسلاح خارق يعتبر فتّاكاّ، مع مخاطر في غاية البساطة على الحياة البشرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]
هاتف – منزل عمان : 5345541     خلوي: 0795615721
سما الروسان في 24 – 9 – 2023 م.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.