دائما أقول اتقوا الله في بناتكم
الشاعرة نسرين سعود ….
دائما أقول اتقوا الله في بناتكم
ودللوهن وكأنهن ملكات وليس الدلال بإعطائهن مايحتجن فقط من المال بل من العطف والاهتمام واغمروهن بالحنان المتفهم ولاتنهروا الفتاة أو تضربوها لتكبتوها ففي ذلك خطأ فادح وذنب عظيم
أحبوا البنات ودللوهن واغمروهن بالحب أكثر من من الصبية لأن الفتاة رقيقة إن تربت في عز وشبعت عيناها من كل شيء محلل ماانحرفت ولا أخطأت وليس البخل على الفتيات والبنات وحتى الزوجات بسلوك صحيح
وكما قال رسول الله عليه أفضل صلوات الله وسلامه “رفقا بالقوارير”
لن يبقى بقربك في ضعفك سواهن
ولأن أحسنت تربية بناتك فزت بالجنة وبالحياة الدنيا وكسبت الدارين وتركت ذكرا عاطرا لآخرتك
قصتنا اليوم عن طفلة عانت من الفقر والحرمان
وأقولها دائما وأبدا الفتاة لاتحرم
لاتجعلها تلجأ لأحد غيرك أيها الأب الفاضل
لاتجعليها تخشاك وتهاب أن تصارحك بشيء أيتها الأم الصالحة بل كوني لها أما وأختا وصديقة
ورافقيها ولاتسمحي لشيء أن يشغلك عنها فهي أمانة الله في عنقك إن صلحت هذه الفتاة عشت في رغد وإن فسدت وانحرفت ضعت وضاع تعبك خلال السنين سدى
كل فتاة تحلم بثياب جميلة وربما أحذية فاخرة
كانت قمر ثالث فتاة في العائلة وصغراهن وكانت تعاني من الاهمال في عائلة كبيرة متوسطة المعيشة وكانت نحيلة ذابلة الملامح فلم يكن طعامها كماتتمنى فكانت تكتفي بالقليل
كي تحافظ على رشاقة عودها رغم أنهال تهوى الأناقة والأحذية الفاخرة لكن والدها سامحه الله لم يكن يعيرها من الاهتمام ولا يشتري لها ماتصبو إليه نفسها لأنها كانت تحصل على ملابس أختيها البالية من كثرة الاستعمال وكذلك أحذيتهن الباهتة المستعملة فكانت قمر تشعر بالخجل من رفيقاتها في المدرسة واللاتي كن يرتدين أجمل الأحذية وأحدثها تصاميما ناهيك عن العطور والملابس الفاخرة
كانت تتطلع إليهن بكل حسرة وانكسار وتغار منهن وتتجنب الوقوف مع أين منهن حتى باتت تشعر أنها غير مرئية وذلك لأنها كانت تبقى وحيدة صامتة لا أصدقاء لها ولاحب يدخل حياتها ومن سينظر لها وهي رثة الثياب وترتدي ثيابا وأحذية بالية مرت على جيلين من الفتياة
مرة فكرت أن تتمرد و أن تجبر والدها على ابتياع حذاء جديد لها ولكن تبا لهذا الحال
وكيف أقنعه بذلك ? ساورتها فكرة شيطانية مراهقة بأن تمزق حذائها وتأتي إليه باكية شاكية
من عدم قدرتها على ارتدائه بعد الآن… فقد تمزق الحذاء دون قصد ولم يعد بالمكنة ارتداؤه
نظر الأب باستغراب وراح يتفحصه بعين كالنسر
ويقلبه ذات اليمين وذات الشمال
وبعد حين اكتشف أنه تمزق بفعل فاعل
وبسكين حاد فسعى إليها ضاربا وصارخا
ولكنها لم تكترث فقد فازت بماتمنت
و أجبرته على شراء حذاء جديد وهو علمها الكذب والابتزاز لتصل إلى غايتها فبئس ماعلمها ومارباها
نسرين سعود