الصحف الإسرائيلية 28-7-2016

منذ سنتين وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تدمير بمنهاجية مناطق كاملة في العراق وفي سوريا وتصيب المدنيين ايضا فيما ان العالم كله صامت

بقلم: عاموس غلبوع
لا تعرف أي دولة مثل اسرائيل ما هي المعاضل وما هي المصاعب في الحرب ضد الارهاب الذي يعمل من داخل السكان المدنيين ويستخدم هؤلاء السكان كدرع بشري. فطالما كانت اسرائيل تقف أمام وضع يقتل فيه مدنيون ابرياء في قصف سلاح الجو أو بنار المدفعية فان الحدث يحظى بصدى عالمي. صور القتلى، احيانا نساء واطفال تظهر على كل شاشة في العالم وتنطلق تنديدات من كل صوب تتهم اسرائيل بجرائم حرب وقتل شعب.
في اسرائيل نفسها توجد منافسة بين منظمات “حقوق الانسان”، على من يشهر بالجيش الاسرائيلي اكثر. وعندها يفتح الجيش تحقيقا، ويحاول الاعلام الاسرائيلي الشرح بانه وقع خطأ، او ان المبنى الذي قصف استخدم لاطلاق النار ضد مواطني اسرائيل. ومهما يكن من امر، الويل لاسرائيل من عالمنا المتنور، هذا هو الواقع الذي اصبح ظاهرة طبيعية ثابتة.
وبالفعل، من يعرف انه في 19 تموز في ساعات الصباح، طائرات التحالف ضد داعش (وعلى رأسها الولايات المتحدة) قصفت مجموعة منازل في قرية التوحار قرب بلدة منبج في شمال سوريا، وقتلت 117 مدنيا سوريا؟ وقد شخصت بيقين 75 جثة منها 35 طفلا و 20 امرأة. اما باقي الجثث فلم تكن قابلة للتشخيص لانها كانت محترقة تماما او لم يبقَ منها ذكر.
تفسير قصير: منذ نحو شهرين تدور معركة مريرة على بلدة منبج بين داعش، الذي يسيطر على البلدة، وبين جسم عسكري كردي يسمى “القوات السورية الديمقراطية” التي تمويل، تسلح وتدعم بالقصف الجوي من الولايات المتحدة. لمنبج ومحيطها اهمية استراتيجية من الدرجة الاولى، لان هذا هو محور العبور الاساس الى تركيا. وما حصل في صباح الـ 19 من تموز هو أن رجال داعش الذين كانوا يسيطرون على القرية، هجروها، واكثر من 200 مواطن لجأوا الى البيوت. والامريكيون قصفوا.
ماذا حصل بعد ذلك؟ قيادة المنطقة الوسطى الامريكية المسؤولة عن القصف، اصدرت بيانا عاديا عن أنه نفذت ثلاث هجمات جوية قرب منبج، دمرت فيها مواقع قتالية لداعش و 12 مركبة. ولا كلمة عن المدنيين. ولم يمر يوم واذا بالفظاعة تنكشف. ناطق امريكي كبير في بغداد سئل عن الموضوع وافاد بانه على وعي بالتقارير عن المدنيين القتلى. واضاف بانه يحتمل أن يكون مسبب الخسائر هو حقيقة أن داعش يستخدم المدنيين كدرع بشري.
هل سيكون تحقيق؟ على حد قوله سيستمر الفحص لاشهر. هل سيكون ضجيج في العالم، وهي بكي براك اوباما على الاولاد؟ اضغاث احلام. وذلك لان قتل المدنيين بالاف اطنان القصف الامريكي هو موضوع عادي. عندما تعلن الولايات المتحدة بانه منذ صيف 2015 قتل فقط 36 مدنيا، فهذا ليس مصداقا، ويذكر بالتقارير الامريكية الكاذبة من حرب فيتنام.
ينبغي أن نفهم وان نستوعب. القتل الفظيع لداعش لا يقترب من القتل الذي تنفذه الميليشيات العراقية ضد السكان السُنة. ولكن العالم يغض النظر ولا توجد وسائل اعلام غربية تغطي انباء الفظاعة. فضلا عن ذلك، منذ اكثر من سنتين تنفذ اسلحة جو التحالف، برئاسة الولايات المتحدة، تدميرا منهاجيا للقرى، البلدات والمدن في العراق وفي سوريا، فيما ينضم الروس بوحشية في الاشهر السبعة الاخيرة. هذا سيحتاج إعادة بناء لاجيال، هذا اذا كان ممكنا على الاطلاق. إذن، تعالوا نكون فخورين بالجيش الاسرائيلي، وبالتأكيد حيال جيوش الدول الاكثر “تنورا” في العالم.
معاريف

قد يعجبك ايضا