الأردن يحتاط من توريط نفسه في حرب مع إسرائيل

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات …. 

 

خلال الأيام السابقة كان هناك سؤال يطرح علي كوني من ” أصول ” أردنيه ومراقب ومتابع للشأن الداخلي في الأردن : هل أغلق الأردن أبوابه بوجه حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد محاولات إقحامه في حرب غزة..؟ في وقت هناك دعم للسلطة الوطنية الفلسطينية في مؤشر قد يتعلق بترتيبات ما بعد المعركة ألتى تخشاها الحركة وتترقبها بقلق وأهتمام كبير، مما يوضح بأن الأردن يتجه لأنفتاح كبير على حكومة السلطة الفلسطينية الجديدة والطرفان يتجهان لإحياء أعمال اللجنة الوزارية العليا المشتركة، وكان قد حسم الأردن أمره بنسج علاقات أوسع وأكثر قرباً مع السلطة الفلسطينية في ظل الحرب على قطاع غزة، بينما بدأ يغلق أبوابه في وجه حركة حماس بخاصة بعد التوتر الأخير الذي نشب بين الطرفين أثر دعوات أطلقها قادة الحركة للأردنيين وعشائرهم إلى الإنخراط في معركة غزة، ورأت الحكومة الأردنية ضرورة الإنحياز بالكامل إلى جانب السلطة الفلسطينية وتعزيز تحالفها المستقر معها، وابتعدت خطوات كثيرة عن حركة “حماس”، في مؤشر يراه مراقبون أنه قد يتعلق بترتيبات ما بعد الحرب على غزة ألتي تخشاها الحركة وتترقبها بقلق، بخاصة مع تبلور سيناريوهات عدة غربية وعربية لصياغة مخرج سياسي لوقف الحرب، وكانت قد أكدت الحكومة الأردنية أكثر من مرة وعلى لسان عميد الدبلوماسية الأردنية السيد أيمن الصفدي بأن الأردن كدولة لا يتعامل مع فصائل بل مع السلطة الفلسطينية ألتى تمثل الشرعية الفلسطينية، وأن موقفها تجاه الحرب على غزة يستند إلى توازنات سياسية وتقديم ما هو ممكن، وفي إطار تجاذبات المجتمع الدولي وليس ضمن نطاق العواطف والمشاعر، وتتهم الحكومة الأردنية الحركة بأنها حاولت في الأسابيع الماضية ومن خلال الشارع فرض مواقف محددة على بلد له سيادته ومرجعياته الدستورية، في حين أن السلام يمثل خياراً إستراتيجياً للأردن ويمكنه من ممارسة دوره الداعم للفلسطينيين، ويبقى يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في جميع لقاءاته وكذلك الحكومة الأردنية على دعم ومساندة السلطة الوطنية الفلسطينية بإعتبارها عنوان الشرعية الفلسطينية، وللمرة الأولى يتم الحديث عن الوحدة الترابية والكاملة بين الضفة الغربية وغزة كقاعدة أساسية للدولة الفلسطينية المستقلة، في إشارة إلى الدعم الكبير لفكرة عودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة مستقبلاً، وأن الأردن يتجه لأنفتاح كبير على حكومة السلطة الفلسطينية الجديدة، كما أن الطرفين يتجهان لإحياء أعمال اللجنة الوزارية العليا المشتركة، لكن في المقابل برزت آراء رجالات دولة أردنيين في سياق العلاقة الرسمية المتوترة مع حركة حماس، إذ حذر رئيس الوزراء السابق علي أبو الراغب من مغبة إنكار أو تقويض وجود حركة حماس ألتي باتت اليوم على الطاولة السياسية وفي عمق المعادلة الفلسطينية سواء شئنا أم أبينا، وأنه ينبغي أن تبقى حركة حماس حاضرة بأية معادلة مستقبلية أو سياسية لأن إبعاد الحركة يخدم الإسرائيليين فقط، ولا يخدم حل الدولتين، ولا المصالح الوطنية الأردنية العليا، وسيظل التساؤل مطروحاً : هل ينفد صبر الأردن حيال حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين ..؟ ولعبة توريط الأردن بعد توريط لبنان، وهناك من الأردنيين من يرى بأن القضية الفلسطينية قضية أردنية داخلية، وإن إسرائيل لديها مشروع تلمودي يستهدف الأردن ويراه جزأً من أراضيه، كما أن هناك دعوة للحكومة إلى تسليح الأردنيين لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في المملكة، إضافة إلى إعادة العمل بالتجنيد الإجباري، وكان قد تم كشف سر غضب عمان من حركة حماس، بعد محاولة قادتها القفز إلى مخاطبة الدولة الأردنية وإحراجها، وأنه لا يمكن للأردنيين أن ينخرطوا عسكرياً كما تريد حماس في ظل دولة لها سيادتها وقوانينها وقراراتها وارتباطاتها الدولية، وحتى الحركة لديها تعهدات والتزامات في ما يخص الساحة الأردنية لكنها قامت بمخالفتها، وهناك من يشير إلى محاولات فاشلة لإحياء العلاقات بين الأردن وحماس منذ تعطلها قبل نحو 25 عاماً، لكن الأردن ظل مصمماً على الدوام بأنه لن يتعامل إلا مع منظمة “التحرير” والسلطة الفلسطينية المعترف بهما دولياً، وليس مع أي تنظيم أو فصيل آخر، كما أن هناك إتصالات بين قيادة حماس السياسية وعدد من التنظيمات والشخصيات داخل الأردن، بهدف إستخدام الشارع من أجل الضغط على الدولة الأردنية والأنخراط في حرب غزة، وبموازاة ذلك قام جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ترافقه جلالة الملكة رانيا المعظمه وولي العهد سمو الأمير حسين المفدى بزيارات وجولات مؤخراً، أعتبر مراقبون أنها تهدف إلى قطع الطريق على محاولات حركة حماس إستقطاب العشائر الأردنية، إضافة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ألتي تعتبر معقلاً للحركة ومناصريها، فبعد زيارات عدة تحمل كثيراً من الإشارات والرسائل، بحسب ناشطين ومراقبين ومتابعين، إلى معاقل العشائر الأردنية جنوباً وشمالاً وشرقاً، وألتقى جلالة الملك بوجهاء وممثلي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين قبل أيام، ألتي يقارب عدد قاطنيها نحو 3 ملايين شخص، للتأكيد على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية ورفض التشكيك في الموقف الأردني.

المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.