أيسلندا: افتتاح أكبر محطة في العالم لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة وتخزينه تحت الأرض بشكل آمن

شبكة الشرق الأوسط نيوز : افتتحت شركة «كلايم وركس» في أيسلندا أكبر محطة في العالم لامتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي مباشرة، وهي المحطة ماموث التي يزيد حجمها بعشر مرات تقريباً عن المحطة التي تحمل الرقم القياسي الحالي.
ودفع تفاقم تغير المناخ والجهود غير الكافية الرامية لخفض الانبعاثات علماء الأمم المتحدة إلى تقدير أن مليارات الأطنان من الكربون لا بد من إزالتها من الغلاف الجوي سنوياً لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
ويجري الالتقاط المباشر من الهواء باستخدام عملية فنية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه تحت الأرض عادة.
ولدى المحطة ماموث القدرة على التقاط 36 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وستصبح مكتملة البناء بحلول نهاية 2024.
والمحطة هي المشروع التجاري الثاني لـ»كلايم وركس»، وهي شركة سويسرية ناشئة، بعد المحطة أوركا، الموجودة في أيسلندا أيضاً، والتي تبلغ قدرتها على الالتقاط أربعة آلاف طن سنوياً وكانت سابقاً الأكبر في العالم قيد التشغيل.
ويقع مصنع ماموث على بعد مئات الأمتار من شقيقه الأصغر أوركا، وهو مصنع رائد يعمل منذ أيلول/سبتمبر 2021، وسط حقل من الحمم البركانية المتصلبة المغطاة بالطحالب، على بعد نصف ساعة من العاصمة ريكيافيك.
وقد بدأت اثنتا عشرة حاوية، في منطقة محاطة بالجبال، في الأيام الأخيرة في ضخ الهواء لاستخراج ثاني أكسيد الكربون باستخدام عملية كيميائية، مدعومة بالحرارة من محطة الطاقة الحرارية الأرضية المجاورة «أون باور». وبحلول نهاية العام، سيجري تركيب 72 وحدة حول المصنع، ستعمد بعد ذلك إلى ضغط الغاز وتذويبه في الماء قبل حقنه تحت الأرض على عمق 700 متر. وعند تلامسه مع البازلت، وهو صخر بركاني مسامي غني بالكالسيوم والمغنيسيوم، يستغرق ثاني أكسيد الكربون حوالي عامين ليتمعدن وبالتالي يتم تخزينه بشكل مستدام، وفق عملية طورتها شركة «كاربفيكس» الأيسلندية.
وقد حظيت هذه التقنية باعتراف من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ كحل لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكنها لم تُدمج على نطاق واسع بعد في سيناريوهات خفض الانبعاثات لأن تطويرها مكلف للغاية، ولا يزال في المرحلة الأولية مع محدودية مصادر التمويل العامة.
غير أن منتقدي هذه التكنولوجيا يرون أنها باهظة الثمن ويحذرون من أن التركيز على جمع ثاني أكسيد الكربون قد يثني الشركات عن خفض انبعاثاتها قدر الإمكان.
وعملية إزالة الكربون شديدة الاستهلاك للطاقة، لكن محطتي «كلايم وركس» في أيسلندا تعملان بالطاقة الحرارية الجوفية المتجددة.
ولم تعلن «كلايم وركس» تفاصيل تكلفة عملية الالتقاط للطن الواحد في محطة ماموث، لكنها قالت إنها تسعى إلى خفض تكاليف هذه التكنولوجيا إلى ما بين 400 و600 دولار للطن بحلول 2030 وما بين 200 و350 دولارا للطن بحلول 2040.

المصدر : وكالات

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.