لودريان يحذر من زوال لبنان السياسي إذا بقي بلا رئيس
شبكة الشرق الأوسط نيوز : حمل اليوم الثاني من جولة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان مؤشرات تدعو إلى التفاؤل الحذر بتحقيق اختراق بعد تخلي رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عبارة “الحوار”، المرفوض من القوات اللبنانية وقوى المعارضة، واستبداله بعبارة “التشاور” الذي يدعو إليه “تكتل الاعتدال الوطني” والمقبول من المعارضة.
وعبّر لودريان عن مخاوفه من أن عدم إجراء الانتخابات الرئاسية خلال حزيران/يونيو أو تموز/يوليو سيؤدي إلى تأجيلها لأشهر أو سنوات لأن الدينامية الدولية لن تكون مساعدة في الفترة المقبلة. وأبلغ من التقاهم “أن “لبنان السياسي” سينتهي اذا بقيت الأزمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية ولن يبقى سوى “لبنان الجغرافي”، داعياً “إلى نسيان كلمة “حوار” لأنها غير ناجحة ولنستبدلها “بالمشاورات”.
واستهل لودريان جولته على المسؤولين اللبنانيين بلقاء رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في حارة حريك.

وانتقل إلى عين التينة حيث كان في استقباله رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقد جرى اللقاء بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومستشار رئيس مجلس النواب محمود بري والمستشار الإعلامي علي حمدان. وتم استعراض الأوضاع العامة لاسيما موضوع الرئاسة وما صدر اخيراً عن اللجنة الخماسية. وشكر بري جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإرساله مبعوثاً خاصاً له إلى لبنان، مكررا تمسكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية، مجدداً الدعوة ومن دون شروط مسبقة “للتشاور” حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي للانتخاب بدورات متتالية رئيس من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

الجميّل: ضمانتان
رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل حذّر خلال استقباله لودريان “من بعض المطبات التي يمكن أن تكون في طور التحضير على أمل أن يتخذ بعض الضمانات”، موضحاً “أن الضمانات هي حول نقطيتين أساسيتين فليس المهم شكل الحوار والمناقشات بل هل هناك التزام من رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة لجلسات متتالية بغض النظر عن نتائج الحوار؟ والضمانة الثانية أن يحضر نواب الممانعة الجلسة لأن بري يمكن ان يدعو لجلسة والنواب لا يحضرون ونكون عدنا إلى نقطة الصفر”.
وشدد الجميّل على “أن الاسم الذي ينتج عن العملية يجب أن يكون حيادياً ولا يمكن لأحد ان يفرض رئيساً على اللبنانيين، وانطلاقاً من هنا سنتعاطى بإيجابية وأقول هذا للوزير لودريان او ليعرف المجتمع الدولي اننا جاهزون للتعاطي بإيجابية، لكننا لن نستسلم بتسليم البلد لحزب الله وأن يكون البلد جزءاً من محور إيران وحلفائها ونصبح جزءًا من محور ممانع تحت العقوبات والحصار ومنغلق على نفسه وغير قادر على الانفتاح على العالم”.
من جهته، لفت رئيس حركة “تجدد” النائب النائب ميشال معوَّض بعد لقائه لودريان في قصر الصنوبر “إلى الحرص على انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد”، قائلاً “نعلم جيّدًا مخاطر عدم الانتخاب ولكننا مصرون على أن يمثّل الرئيس الدولة ومصالحها ولا أن يمثّل فريقًا مسلحاً”، معتبراً “أن هناك تقدماً إيجابياً باستعمال الرئيس بري كلمة تشاور واعتماد مبدأ الجلسات المفتوحة ونحن منفتحون تحت سقف الدستور”.
افرام: حركة جدية
بدوره، كتب النائب نعمة افرام المتداول اسمه للرئاسة على منصة “اكس” إثر اجتماعه مع “اللقاء النيابي المستقل” في قصر الصنوبر بالموفد الفرنسي: “لقاء بناء مع الموفد الرئاسي لودريان، مع أخبار عن حركة جدية تنطلق من موضوع اجتماعاته مع “حزب الله” والرئيس بري وغيرهم، تبشّر بفصل مسار الرئاسة عن النزاعات في جنوب لبنان وغزة”. وأضاف “عرض لودريان أن الفريقين مستعدان لعقد جلسات مفتوحة للانتخاب. وناقشنا كيفية إتمام الدعوة للتشاور وآلياته في قاعات المجلس. وكان بحث حول كيفية تسهيل مواكبة ومتابعة تطور التشاور لكل الأفرقاء، للدخول إلى الانتخابات بعد انتهاء المهلة المحددة للتشاور بصورة واضحة للجميع، لتكون عملية انتخاب هادفة ومحصورة ببضعة أسماء. أيكون هناك دور بارز لهيئة المكتب برئاسة رئيسه أو تكون هيئة مقررين تشكل من كل الأفرقاء؟”. وختم: “تطرقنا أيضاً إلى تفاصيل جلسة افتتاح التشاور لممثلي الكتل النيابية والنواب المستقلين، أتكون بحضور اللجنة الخماسية أو مع غيرهم من المسهلين لهذا التقارب”؟ برأيي المتواضع، هذه المرة لن تكمن “الشياطين” في التفاصيل بل بالنوايا… فحسب نواياكم ترزقون”.
وعصراً، زار لودريان بكركي حيث التقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ثم انتقل إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فيما اعتذر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن عدم الاجتماع بلودريان لوجوده خارج لبنان.