جنرال إسرائيلي بارز: هكذا يُفشل نتنياهو مساعي الصفقة.. وانتظاره ترامب “هذيان سيلكف إسرائيل حياتها”

شبكة الشرق الأوسط نيوز : فيما تنطلق مداولات الفرقاء والوسطاء في الدوحة اليوم بحثا عن صفقة، وسط تشكيك متزايد بنوايا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من قبل أوساط إسرائيلية، آخرها وأبرزها القائد السابق لغرف العمليات في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف.

زيف الذي يواظب منذ شهور على اتهام نتنياهو بعرقلة مساعي التوصل لصفقة ويحذّر من تورّط إسرائيل بحرب استنزاف بلا طائل يقول في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية اليوم، إن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى الآن، هو أعظم إنجاز يمكن لإسرائيل أن تحققه في هذه الحرب المستمرة، وهو تصليح الخطأ الكبير الذي ارتُكب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أي استعادة جميع المختطفين.

ويمضي في التأكيد على حيوية استعادة المحتجزين: “ما من أمر أكثر أخلاقيةً، وأكثر قيمةً، وأكثر وطنيةً، من إعادة جميع الذين فشلت إسرائيل وجيشها في حمايتهم، وهم النساء والأطفال والمسنين الذين قُتلوا واختُطفوا من منازلهم، بسبب اعتمادهم على الحماية التي يوفرها الجيش الإسرائيلي. الآن، يعتمد هؤلاء على الدولة، التي يُعتبر إنقاذ مواطنيها إحدى أهم قيمها التاريخية. وإلى جانب هؤلاء، فإن عائلات الجنود والجنديات، التي أرسلت أبناءها وبناتها لخدمة الدولة، بانتظار أن تكون الدولة منصفة وتؤدي واجبها وتعيدهم إلى منازلهم”، وفق تعبيره.

التوصل إلى صفقة تبادل أسرى الآن، هو أعظم إنجاز يمكن لإسرائيل أن تحققه في هذه الحرب المستمرة، وهو تصليح الخطأ الكبير الذي ارتُكب في 7 أكتوبر

تفكيك حماس

يقول زيف إن نجاحنا في احتلال قطاع غزة، وإتمامنا مسألة تفكيك الأذرع العسكرية لحركة “حماس”، هما فرصة جيدة لنا لوقف الحرب واستعادة الأسرى وهذه اللحظة الراهنة تُعد اللحظة المناسبة لكي نتجنب استمرار تموضعنا في غزة والنزيف فيها من خلال العمليات العسكرية المتكررة التي نحاول بصورة غير ناجعة الحؤول دون تجدد حماس، بعد كل مرة ننجح في تفكيكها فيها، أقول ذلك، في ظل امتناع الحكومة من اتخاذ القرار السياسي المطلوب من أجل استبدال حُكم حماس في غزة”.

كما يقول إن “التوصل إلى صفقة الآن، يمكن أن يشكل أيضاً فرصة لوقف إطلاق النار على حدودنا الشمالية، ويجنبنا الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة، تتيح إعادة سكان البلدات الشمالية إلى منازلهم”. بل يقول إن “إسرائيل، لو نجحت في الأمر، سيكون في إمكانها، أخيراً، أن تبدأ بالتعافي بعد هذه الحرب الطاحنة التي خاضتها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر”.

منظومة الإحباط التي يتبعها نتنياهو

يؤكد زيف مجددا أن العقبة الأكبر كامنة في نتنياهو، تحديداً، الذي يبدو أنه يُساق إلى عقد صفقة رغماً عنه، لا بدافع شعوره بالمسؤولية عن مصير مواطنيه. ويتساءل بالقول إن “إعلان نتنياهو شروطه وخطوطه الحمر ليس سوى تمهيد لإفشال الصفقة، وإلّا، فلماذا يقوم بنشر شروطه عشية المفاوضات؟ وأساساً، لماذا أدخل شروطاً جديدة لا علاقة لها بالصفقة، وما هدفها إن لم يكن إحباط الصفقة؟”.

ويرجّح زيف أن ما يحرك نتنياهو ليست الأخلاقيات القيادية الصائبة، بل مصلحته السياسية والداخلية، فهو يحاول إفشال الصفقة من أجل ضمان بقائه على كرسي الحكم وترك المختطفين لمصائرهم. ويعتبر زيف أن خنوع نتنياهو أمام الوزيرَين المتطرفَين، الشريرَين، عديمَي الإحساس والواهمَين، واللذين يهددان بإسقاط حكومته بصورة انتهازية، إذا ما توصل إلى صفقة، يجعل رئيس وزراء إسرائيل، صاحب المنصب التاريخي، الزعيم الذي من المفترض أن يمثل دور الأب لشعب إسرائيل، الرجل المسؤول عن مصائر جميع مواطنيها ينحدر إلى مستوى الإفلاس الأخلاقي، والانحدار الكامل.

ويحمل زيف على نتنياهو بلغة أشد: “هذا الرجل يعمل على إفشال الصفقة من دون أيّ خجل، رغم أنه فشل في حمايتهم ومنع اختطافهم في المقام الأول. إن رئيس الحكومة الذي لا يشعر بالمسؤولية تجاه مواطنيه، لا يحق له قيادة شعبه، ولو لحظة واحدة. ليعلم كل مواطن أن رئيس الحكومة الإسرائيلي غير معني بإنهاء الحرب، لدوافعه الخاصة فقط. وليعلم كل مواطن بأن شعار “النصر المؤزر” ليس سوى خديعة. إنه شعار فارغ من مضمونه، وهدفه يتمثل في خدمة مصالح هذا الرجل، عبر إطالة أمد الحرب لضمان بقائه في الحكم.

ما يحرك نتنياهو ليست الأخلاقيات القيادية الصائبة، بل مصلحته السياسية والداخلية، فهو يحاول إفشال الصفقة من أجل ضمان بقائه على كرسي الحكم وترك المختطفين لمصائرهم

البقاء على الكرسي

موضحا أنه رغم أن أغلبية الإسرائيليين لا تصدق هذا الشعار، بحق، فإن نتنياهو مصرّ على هدفه في التشبث ببقائه على عرشه، عبر إطالة أمد الحرب. ويضيف: “بهذه الطريقة، يضمن الرجل استمرار دعم كلّ من بن غفير وسموتريتش، اللذين يريان في احتلال قطاع غزة تحقيقاً لحلمهما، من دون أن يشعرا بأدنى ذرة من الخجل، أو يتحليا بأقل حد من المسؤولية الوطنية، لدى سعيهما لتحويل هدف الحرب “الدفاعية العادلة”، التي تهدف إلى تفكيك حماس، وتبديل حكمها، واستعادة المختطفين، إلى حرب هدفها احتلال وضم قطاع غزة، وإعادة الاستيطان إلى المنطقة. هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يقوم فيها رئيس حكومة، خلال الحرب، بتغيير أهدافها المحددة مسبقاً. فمن أجل تحقيق هذه الأهداف، قُتل جنود، وتجنّد الشعب خلفها في إجماع وطني تام. هذه هي الأهداف التي تشكل وثيقة التوافق الوطني والتعبئة الشعبية من أجل القتال”.

في انتظار ترامب

ضمن حملته الشديدة يقول زيف إن انتهازية سموتريتش وبن غفير، المتمثلة في سعيهما لاحتلال كامل البلاد، وأيديولوجيتهما الفاشية القمعية، لا ترى مشكلة في ضم مليونين ونصف من الفلسطينيين المعادين، وها هما الآن يفرضان أهدافهما الجديدة على نتنياهو، الذي صار بقاؤه في الحكم متعلقاً بهما.

ويعتبر زيف أن ضعف نتنياهو باهظ جداً، ولا حد له، وإسرائيل ستضطر إلى دفع أيّ ثمن يتطلبه بقاء هذا الرجل في الحكم. ويتابع: “بالنسبة إلى إسرائيل، إن استمرارها في القتال ثمانية أشهر إضافية إلى أن يحلّ عهد ترامب، يشبه استمرارها في السير نحو الهاوية. يمكن أن تتهشم إسرائيل في هذه الأشهر الثمانية، المرة تلو الأخرى، في ظل التصعيد الأمني الذي يشعل الأرض تحت أقدامنا. أمّا نتنياهو، فهو يعتزم تفويت إصدار أيّ قرار حاسم وضروري، في سعيه للوصول إلى عهد ترامب الموعود. هذا الهذيان سيكلفنا حياة الدولة”.

الرجل المنفصل تماماً عن الواقع

طبقا للجنرال يسرائيل زيف، يتهرب نتنياهو من اتخاذ أربعة قرارات استراتيجية: القرار المطلوب بشأن استعادة المختطفين، والسعي لعقد صفقة الآن، والقرار السياسي المتعلق بـ”اليوم التالي للحرب”، والذي يحدد أهدافنا بعد انتهاء الحرب، وما الذي نفعله بالقطاع، ومَن يحكمه، هذا السؤال مرتبط بإنجاز صفقة التبادل. أما القرار الثالث فهو المتعلق بالسؤال ما الذي يجب علينا فعله في مواجهة حزب الله في الجبهة الشمالية، في الوقت الذي أصبح الجليل بأكمله مهجوراً ومحترقاً، وباتت إسرائيل تخوض قتالاً هناك على مدار تسعة أشهر من دون أيّ حسم أو قرار أو توجّه. أما القرار الرابع، فيتعلق بقانون التجنيد، إذ يحتاج الجيش الإسرائيلي، الآن، إلى عشرة آلاف جندي، وبات من الواجب على الحريديم أن يتجندوا. كذلك ينبه زيف إلى أنه في ظل هذا كله، هناك الآلاف من القرارات الأخرى التي لم تُتخذ فيما يتعلق بشمال الضفة الغربية الذي يحترق، ومكانة إسرائيل الدولية المتدهورة بشكل خطر، والحالة الاقتصادية، والمهجرين، والإخفاق في إدارة شؤون البلد.

حكومة الدمى

نظراً إلى أن صفقة التبادل ستقرّب نهاية الحرب، فإن نتنياهو سيقوم بكل ما في وسعه من أجل تأجيلها، ثم يتخذ خطوته الثانية التي تتمثل في إفشال مشاريع الصفقات

يقول زيف إن القاسم المشترك لعدم اتخاذ القرارات من جانب رئيس الحكومة، هو أن المصلحة الشخصية والسياسية الضيقة لنتنياهو منفصلة تماماً عن حاجات البلد في الواقع. ويرى أنه رغم جميع محاولاته المحترفة في التلاعب والتهرب من اتخاذ القرارات، فإن وزير الأمن، الرجل الوحيد الذي يتمتع بالمسؤولية، يضع اتخاذ القرارات المطلوبة نصب عينيه، في حين لا يتوانى نتنياهو عن مهاجمته من دون أدنى ذرة من الشعور بالخجل.

ويعتبر أن إسرائيل محظوظة جداً لأن غالانت لا يخاف من نتنياهو، ولأنه ملتزم القيام بدوره، رغماً عن نتنياهو، وهو ما لا يمكن قوله عن الوزراء الآخرين في حكومة الدمى التي يقودها نتنياهو. ويقول هنا إن نتنياهو الذي يماطل ويغبث بمصالح إسرائيل هو الآن في طريقه إلى دفن بايدن، بواسطة خطابه الذي سيلقيه أمام الكونغرس. ويضيف: “نقطة أخرى: لا يكترث نتنياهو ووزراؤه بصرخات عائلات الجنود الثكلى ولا يزورون خيام العزاء، وهؤلاء لا يأبهون أيضاً لرجال الاحتياط الذين باتوا على حافة الانهيار، ولا يهتمون بواقع الحياة اليومية المتردي في إسرائيل”.

وحول القادم، يقول زيف إنه نظراً إلى أن صفقة التبادل ستقرّب نهاية الحرب، فإن نتنياهو سيقوم بكل ما في وسعه من أجل تأجيلها، ثم يتخذ خطوته الثانية التي تتمثل في إفشال مشاريع الصفقات وفي أفضل الحالات، سيقوم بتفجير الصفقات بعد انتهاء المرحلة الإنسانية، لا توجد أيّ جهة في المنظومة الأمنية تصدق أن نتنياهو سيعقد الصفقة وهذه وصمة عار على إسرائيل وحكم بالإعدام على المحتجزين. ويضيف: “على نتنياهو أن يرحل”.

المصدر : القدس العربي 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.