لعنة البطولات الكبرى تعرقل مشوار ساوثغيت الحافل مع إنكلترا

واصل سوء الحظ ملازمته للمنتخب الإنكليزي ومديره الفني المحلي غاريث شبكة الشرق الأوسط نيوز : ساوثغيت، عقب فشل الفريق في الفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024).

وخسر منتخب إنكلترا 1 / 2 أمام نظيره الإسباني في المباراة النهائية للمسابقة القارية، التي استضافتها ألمانيا، وذلك على الملعب الأولمبي في العاصمة برلين، لتواصل لعنة البطولات الكبرى مطاردتها للمنتخب العريق، الذي لم يظفر سوى بلقب كأس العالم 1966 طوال تاريخه الحافل مع الساحرة المستديرة.

وأصبحت هذه هي المباراة النهائية الثانية على التوالي في أمم أوروبا التي يعجز المنتخب الإنكليزي عن الفوز بها، بعدما خسر منتخب (الأسود الثلاثة) نهائي النسخة الماضية للبطولة (يورو 2020) أمام إيطاليا بركلات الترجيح، تحت قيادة ساوثغيت.

البطولات الكبرى

لقد جعل ساوثغيت منتخب إنكلترا أقرب للتتويج بكأس العالم أو أمم أوروبا أكثر من أي مدرب آخر منذ تتويج الفريق بلقبه الوحيد في المونديال عام 1966 تحت قيادة السير ألف رامسي.

وقاد ساوثغيت منتخب إنكلترا للصعود لنهائي أمم أوروبا في نسختين متتاليتين، قبل تأهل الفريق أيضا للدور قبل النهائي في كأس العالم.

وخلال مشواره في مونديال 2018 بروسيا، حقق منتخب إنكلترا 3 انتصارات من إجمالي 7 لقاءات خاضها بالبطولة، حيث تغلب على تونس وبنما وخسر أمام بلجيكا بالدور الأول، قبل أن يستعين بركلات الترجيح للفوز على كولومبيا في دور الـ16 عقب انتهاء الوقت الإضافي للمباراة بالتعادل 1 / 1، ليفوز بعد ذلك 2 / صفر على السويد بدور الثمانية.

وفي الدور قبل النهائي، خسرت إنكلترا 1 / 2 أمام كرواتيا، بعد اللجوء للوقت الإضافي، لتكتفي بعد ذلك بنيل المركز الرابع في المونديال، عقب الهزيمة صفر / 2 أمام بلجيكا.

وفي مسيرته نحو نهائي يورو 2020، سقط منتخب إنكلترا في فخ التعادل السلبي فقط أمام نظيره الأسكتلندي بدور المجموعات، الذي شهد فوز الفريق على كرواتيا وجمهورية التشيك.

وخلال الأدوار الإقصائية في البطولة، تغلبت إنكلترا 2 / صفر على ألمانيا بدور الـ16، و4 / صفر على أوكرانيا بدور الثمانية، و2 / 1 على الدنمارك بعد التمديد في المربع الذهبي. وفي المباراة النهائية فشل الفريق في الحفاظ على تقدمه على نظيره الإيطالي بهدف نجمه لوك شو المبكر، بعدما استقبلت شباكه هدف التعادل بواسطة ليوناردو بونوتشي في الشوط الثاني، ليخسر في النهاية 2 / 3 بركلات الترجيح.

وطوال مشواره في البطولة القارية، التي أقيمت بعدة مدن أوروبية آنذاك، سجلت إنكلترا 11 هدفا في 7 لقاءات، ومنيت شباكها بهدفين فقط.

وفي مونديال 2022 بقطر، كان الفوز الساحق 6 / 2 على إيران بمثابة بداية مشوار واعد آخر بالنسبة لإنكلترا في البطولة، وذلك رغم التعادل السلبي مع الولايات المتحدة، حيث حقق بعدها الفريق فوزا كبيرا على ويلز 3 / صفر في ختام مشواره بمرحلة المجموعات، قبل أن يتغلب على السنغال بالنتيجة ذاتها في دور الـ16.

واصطدم المنتخب الإنكليزي بنظيره الفرنسي في دور الثمانية للبطولة، لكنه خسر 1 / 2 أمام منتخب (الديوك) في المباراة التي شهدت تسجيل هاري كين هدف فريق ساوثغيت الوحيد، قبل أن يهدر ركلة أخرى.

وفي يورو 2024، استهل منتخب إنكلترا مشواره في البطولة بفوز صعب 1 / صفر على سويسرا، قبل أن يتعادل 1 / 1 مع الدنمارك، ثم بدون أهداف مع سلوفينيا بدور المجموعات.

وفي مرحلة خروج المغلوب، انتصرت إنكلترا 2 / 1 على سلوفاكيا في دور الـ16 بعد اللجوء للوقت الإضافي، واجتازت عقبة سويسرا في دور الثمانية بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 / 1، ثم تغلبت 2 / 1 بصعوبة بالغة على هولندا في اللحظات الأخيرة بالدور قبل النهائي.

وفي المباراة النهائية، بادر المنتخب الإسباني بالتسجيل عبر نيكو وليامز، لكن سرعان ما أحرز كول بالمر هدف التعادل لإنكلترا، غير أن ميكيل أويارزبال أحرز هدف تتويج إسبانيا باللقب في الدقيقة 87 من عمر اللقاء.

وبصفة عامة، خاض منتخب إنكلترا 26 مباراة مع ساوثغيت في كأس العالم وأمم أوروبا، حقق خلالها 14 فوزا بنسبة انتصارات 8ر53%، مقابل 7 تعادلات و5 هزائم، وأحرز لاعبوه 44 هدفا، واستقبل مرماه 20 هدفا.

السجل الشامل

ويمكن مقارنة سجل البطولات الكبرى هذا بشكل موثوق مع أرقام ساوثغيت الإجمالية مع إنكلترا، والتي تشير إلى تحقيقه 61 فوزا من 102 مباراة بنسبة انتصارات بلغت 8ر59%، مقابل 24 تعادلا و 17 هزيمة.

سجل المنتخب الإنكليزي مع ساوثغيت 213 هدفا وتلقت شباكه 72 هدفا، وانخفض متوسط أهداف الفريق، الذي بلغ 1ر2 هدف في اللقاء الواحد بجميع المسابقات، إلى 7ر1 هدف في المباراة الواحدة بالمسابقات الكبرى.

ومن غير المستغرب أن يكون هاري كين، قائد الفريق، هو اللاعب الأكثر خوضا للمباريات والأعلى تسجيلا للأهداف في حقبة ساوثغيت، الذي منح نجم بايرن ميونخ الألماني فرصة اللعب في 81 مباراة دولية والتي سجل خلالها 61 هدفا، ليبلغ إجمالي أهدافه مع الفريق إلى 66 هدفا، يتربع من خلالها على قمة الهدافين التاريخيين لمنتخب إنكلترا.

وارتدى كين شارة قيادة منتخب إنكلترا في 71 مباراة من إجمالي لقاءاته الـ81 الدولية مع الفريق تحت قيادة ساوثغيت.

ويأتي كايل ووكر في المركز الثاني بقائمة أكثر اللاعبين خوضا للمباريات مع منتخب إنكلترا في عهد ساوثغيت بـ70 مباراة، أي أكثر بمباراتين من زميله في مانشستر سيتي جون ستونز وحارس المرمى جوردان بيكفورد، كما تفوق أيضا على هاري ماغواير الذي شارك في 63 مباراة.

ماركوس راشفورد، ورحيم سترلينغ، وديكلان رايس، وجوردان هندرسون وكيران تريبيير هم اللاعبون الآخرون الذين شاركوا في 50 مباراة على الأقل لمنتخب إنكلترا مع ساوثغيت، الذي استخدم 99 لاعبا في المجمل ومنح 66 لاعبا فرصة اللعب دوليا لأول مرة، بدءا من جيسي لينغارد، الذي لعب لقاءه الدولي الأول من خلال ساوثغيت، إلى آدم وارتون، المنضم لقائمة إنكلترا لأول مرة قبل انطلاق أمم أوروبا 2024 مباشرة.

وبخلاف كين، فإن قائمة هدافي منتخب إنكلترا مع ساوثغيت ضمت أيضا رحيم سترلينغ (18 هدفا)، ماركوس راشفورد (16 هدفا)، وبوكايو ساكا (12 هدفا).

كان أكبر انتصار لساوثغيت مع إنكلترا هو الفوز 10 / صفر على سان مارينو في تصفيات كأس العالم، فيما جاءت أكبر هزيمة للفريق عندما خسر صفر / 4 أمام المنتخب المجري ببطولة دوري الأمم الأوروبية عام 2022.

وتلقت شباك إنكلترا هدفين على الأقل في 17 لقاء من الـ102 مواجهة التي لعبها الفريق مع ساوثغيت، فيما حافظ الفريق على نظافة شباكه في 53 مباراة، وأحرز لاعبوه 4 أهداف أو أكثر في 20 مناسبة.

المصدر : (د ب أ)