عندما يتأوه حميدي باشا على الأخرون أن يلطموا رؤوسهم

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .……

 

قبل أن أبدأ بالحديث عن هذه القامة الوطنية التي يعرفها القاصي والداني ، أود أن استذكر له قصة حصلت بيني وبينه وكان ذلك قبل حوالي 34 عاما حيث كنت ملازم 1 في جهاز الأمن وبمركز أمن الشميساني ، حيث أحضرت دورية نجدة صباح أحد الأيام سيارة تعود لإبن حميدي باشا الفايز على إثر اشكالية حصلت بينه وبين ضابط النجدة الذين كان من عشائر الشركس ، كان إبن حميدي باشا مغلق الشارع بسيارته امام أحد المطاعم ، ولم يستجيب لنداء ضابط دورية النجدة له بفتح الطريق ، مما استوجب من ضابط الدورية ان ينزل ويحاول أخذ الرخص منه ولكنه رفض إعطاءه الرخص وفتح الطريق ، فقام ضابط النجدة بمحاولة إعتقاله رغم محاولات المقاومة التي أبداها إبن الباشا ، ومع ذلك احضره إلى المركز وكان إبن الباشا في حالة يرثى لها نتيجة استخدام القوة بحقة . المهم أننا بدنا بالتحقيق بالموضوع وإذا بسيارات عدة من الحرس الملكي بها مجموعة من العمداء والعقداء يدخلون علينا إلى المركز ويسألون عن إبن حميدي باشا الذي لم نكن نحن نعرف شخصيته بداية ، ولكن كلنا يعرف ان اللواء حميدي باشا هو كبير مرافقي جلالة المغفور له الملك حسين عليه رحمة الله ، وأن المغفور له كان يحبه لكفاءته وإخلاصه ولشجاعته ، هنا بدأت المكالمات من ضباط الحرس مع الباشا العمداء والعقداء الذين حضروا وصاروا يكيلوا التهم لضابط الدورية وأنه تجاوز حدوده ، وأنه قام بضرب إبن الباشا ضربا انتقاميا وليس قانونيا ، وكنت أنا وضابط الدورية نسمع ما يتحدثون به مع الباشا ، فإذا بحميدي باشا يطلب منهم ان يتكلم معي كونني كنت انا الضابط المناوب والمحقق بالقضية ، فأخذت السماعة منهم وسألني عن اسمي ، فاجبته بأنني الملازم ١ هاشم عواد المجالي ، فقال لي بالحرف الواحد ( يا إبني يا أخوا خضرة لن أرد على كل ما وصلني حول القصة وسوف أستمع لك انت فقط ، وأنا متأكد بأنك لن تغشني أو تكذب عليّ لأنني أنا من عمامك وخوالك وأعرف كل أهلك ، فأجبتة تؤمر يا باشا ، قال : اذا كان ابني غلطان ومخطيء لا تقبل أي واسطة عليه وقوم باجراءاتك القانونية ، وإذا إبني غير ذلك وليس بمخطئ فإنني أريد حق إبني بالطرق القانونية ، فقلت له : والله يا باشا أن إبنك غلطان ومخطيء ودورية النجدة قامت بواجبها ولم تتجاوز حتى أن ضابط الدورية قد تعرض للضرب والسب والشتم نتيجة مقاومة إبنك ، فقال لي : اعطيني احكي مع واحد من ضباط الحرس الذين عندك ، فاعطيته أحد العمداء ، فقال له وأنا اسمع صوته : انركوهم يقوموا بواجبهم وكل مخطيء يستحق العقاب وخله يتعلم ثاني مرة كيف يلتزم بالقوانين والأنظمة، واغلق الهاتف معهم ، وعندما سمع ضابط النجدة كلام حميدي باشا فبادر بالتنازل عن القضية وقال للموجودين حقي قد وصلني من الباشا أضعاف مضاعفة ، وهنا ابلغوا الباشا بأن الضابط قد تنازل عن القضية بعد سماع كلامك ، ولكن حميدي باشا قال لهم : إذا لم يعتذر إبني من الضابط فأبلغوه أن لا يظهر وجهه عليّ ولا أريد رؤيته ، فقام إبن الباشا بالإعتذار من ضابط الدورية ودعوته على منزلهم ليعتذر الباشا منه أيضا ، وهنا انتهت هذه القضية والقصة . هذا الأمر كان عندما كان حميدي باشا أقرب رجل للمغفور له الملك الحسين العظيم ، وكانت كل أركان الدولة تتمنى أن تسمع صوت الباشا وتلتقي به ، لقد كانوا روؤساء وزارات بحجم الجبال وقادة جيش وأجهزة أمنية عمالقة ينتظرون أياما وأشهر لإتصالا من حميدي باشا أو إدامة التواصل معه .
هذا حميدي باشا الذي قد لا يتذكر هذه القصة التي سردتها ، لأن من هو بمقامة من الخلق وبمثله من التواضع ومخافة الله تكون مثل هكذا القصص كثيرة في حياته ولا يستطيع أن يتذكرها .
لقد استمعت لحديث حميدي باشا في اللقاء مع قبيلة بني صخر الأبية والذي طالب به بأن تتوزن الأمور بالميزان الصحيح ، وأن لا تتشوه صورته وصورة منهم مثله ، فهذا الرجل شجاع ومقدام وكل الأردن تعرف من هو حميدي باشا ، وعلى الأخرون الذين لا يعرفون أن يحذرون من تأوه حميدي باشا والذي يكون عند غيره صرخات حيتان بالبحار ، وأن يعلموا بأن سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين يعرفون ويقدرون حميدي باشا ويعطوه حق قدره . كل الاحترام والتقدير لرجالات الوطن أمثال حميدي باشا الفايز ابو نايف .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.