القاهرة تحذر من خطورة المواقف الإسرائيلية الاستفزازية بما فيها الاغتيالات… والاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى غزة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : في الوقت الذي يترقب فيه العالم انطلاق جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في القاهرة، يمثل تمسك الاحتلال الإسرائيلي بعدم الانسحاب من المحور الحدودي مع مصر “فيلادلفيا”، أحد أهم النقاط التي تهدد بفشل الجولة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد رفضه الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم بأي شكل من الأشكال رغم الضغوط الشديدة.
ونقل موقع «والا» العبري عن نتنياهو قوله: أبلغت بلينكن أننا سنستمر حتى القضاء على حماس”.
سبق أكدت مصادر مصرية، أن مصر رفضت مقترحات إسرائيلية للبقاء في محور فيلادلفيا ولو بعدد قليل، وأن إرسال قوات أجنبية إلى غزة لن يحدث وهو أمر غير قابل للنقاش.
وشددت المصادر على أن مصر تتمسك بتسليم معبر رفح للفلسطينيين، لافتة إلى أن القاهرة أكدت لوفد التفاوض الإسرائيلي رفضها أي رقابة لتل أبيب على المحور.
إلى ذلك حذر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من خطورة المواقف الإسرائيلية الاستفزازية، بما فيها الاغتيالات السياسية وانتهاك سيادة الدول، وما تؤدى إليه من تأجيج الصراع وحالة الاحتقان فى المنطقة بأكملها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي اجراه الوزير مع أنطونيو غوتيريش”سكرتير عام الأمم المتحدة.
وحسب بيان للخارجية المصرية، فإن الاتصال تناول بشكل مستفيض تطورات أزمة قطاع غزة، والتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة نتيجة تداعيات الحرب الجارية، حيث ثمن السكرتير العام الجهود المصرية الدؤوبة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، مؤكداً على دعم المنظمة الأممية الكامل لتلك المساعي التي تستهدف رفع المعاناة الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وتوافق الجانبان على أهمية التوصل إلى صفقة بشكل عاجل يتم بموجبها الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى والمحتجزين، مع التأكيد على أن وقف الحرب فى القطاع من شأنه أن يسهم فى خفض حدة التصعيد فى المنطقة بأكملها. وفى هذا الإطار، حرص الدكتور عبد العاطي على إطلاع السكرتير العام على محصلة الاتصالات التي تقوم بها مصر لنزع فتيل التصعيد الخطير في الإقليم والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بشكل يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها، وكذا جهود الوساطة المصرية ـ الأمريكية – القطرية لوقف الحرب بصورة عاجلة.
الإعلامي المصري أحمد موسى المقرب من الحكومة، خرج ليشدد على عدم وجود أي علاقة لمصر بمحور فيلادلفيا الواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتا إلى أن إسرائيل كانت تسيطر على هذا المحور أثناء احتلالها لقطاع غزة منذ عام 1967 وحتى انسحابها عام 2005. وقال خلال برنامجه «على مسئوليتي» المذاع عبر قناة «صدى البلد» مساء الثلاثاء، إنه بعد الانسحاب الإسرائيلي، انتقلت السيطرة على غزة ومحور فيلادلفيا إلى السلطة الفلسطينية، ثم إلى حركة حماس في عام 2007.
وتابع: ليس لنا علاقة بمحور فيلادلفيا على الإطلاق، ولابد أن تصل المعلومة إلى كل الناس، مصر لم تكن موجودة ولن تكون موجودة ولا علاقة لنا به.
وبين أن المحور لا علاقة له بأية اتفاقيات مع مصر وليس له علاقة بمعاهدة السلام، مستشهدا بالاتفاق الموقع مع إسرائيل عام 2005، لنشر قوات حرس الحدود على كامل الحدود المصرية في المنطقة «ج»، بدلا من قوات الشرطة التي حددتها معاهدة السلام، قبل التعديل الأخير بزيادة عدد القوات والتسليح والعتاد في 2021.
وشدد موسى، على رفض مصر القاطع لأي تواجد إسرائيلي في محور فيلادلفيا، محذرًا من أن أي «وجود قوات إسرائيلية في هذه المنطقة ستؤدي إلى تصفية القضية بالكامل»، متابعا: «غير مسموح لنتنياهو بقوات في هذه المنطقة، حتى لو فرد واحد سواء على محور فيلادلفيا أو معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ومصر تصر على الانسحاب من محور فيلادلفيا والمعبر الفلسطيني بالكامل».
حديث موسى جاء ردا على الأنباء التي أشارت إلى أن الوفد الأمني الإسرائيلي طالب خلال تواجده في القاهرة بداية الأسبوع الجاري بمناقشة أزمة احتلال المحور الحدودي، بإسقاط اتفاق 2005 المعروف باتفاق فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل، وإدخال تعديلات على الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في مارس/آذار 1979، المعروفة بمعاهدة كامب ديفيد، وتتعلق بالمنطقة (د) والتي تضم المنطقة الحدودية على طول الشريط الحدودي بين مصر والنقب المحتلة وقطاع غزة.
وكانت أحزاب المعارضة المصرية، طالبت بتجميد وإلغاء معاهدة كامب ديفيد، بعد إعادة إسرائيل احتلال المحور الحدودي والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وتنص الاتفاقية على شريط حدودي من الجانب الآخر عرضه 3 كيلومترات، وقيدت وجود إسرائيل العسكري بـ4 آلاف عسكري حرس حدود فقط ولا يجوز لإسرائيل وضع مدرعات في هذه المنطقة.
وكانت مصادر كشفت عن وجود اقتراح مصري بإجراء حوار فلسطيني – فلسطيني بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في القاهرة، للاتفاق على طرف فلسطيني يدير معبر رفح من الجهة الفلسطينية.
وأكد جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح”، أن الفلسطينيين يتطلعون إلى مبادرة مصرية على ثلاث مراحل، الأولى تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى الجهود المبذولة من قبل مصر ودولة قطر بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لوقف العدوان وتبادل الأسرى .

وقال الرجوب، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية على هامش المؤتمر الكشفي العالمي المنعقد في القاهرة، أن المرحلة الثانية تتعلق بإطلاق جهد دولي لعقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وتابع: المرحلة الثالثة تتعلق بدور مصر في إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا أهمية خلق بيئة إيجابية لبناء خارطة طريق تبدأ بمقاربة سياسية نضالية وتنظيمية بين حركتي «فتح» و«حماس».
ولفت إلى ثلاثة عناصر رئيسية في هذه المقاربة: أولها وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ثانيها إقامة الدولة على حدود عام 1967 وفق قرارات الأمم المتحدة، وثالثها ترتيب البيت الفلسطيني من خلال حكومة توافقية تشكل مظلة لجميع الفلسطينيين، وتوحيد الأراضي والمؤسسات والخدمات.
وقال الرجوب إن الحكومة التوافقية يجب أن تكون شريكة للمجتمع الدولي في إعادة إعمار غزة وتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة في كافة الأراضي الفلسطينية، وإنها يجب أن تلتزم بسقف زمني واضح وتختار وزراء يتمتعون بالثقة والاحترام، مشيرا إلى أن هذا التوافق يمكن أن يتم عبر حوار وطني شامل تستضيفه وترعاه مصر للتوافق على عدة مبادئ.
وتابع قائلا: إن هذه المبادئ تشمل: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إنهاء ملف الأسرى، تعزيز الوحدة الفلسطينية وتطوير مفهوم الصِدام مع الاحتلال، وضمان أن تكون المقاومة الشعبية الشاملة هي الخيار الاستراتيجي.
ولفت إلى أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون تعددية سياسية، ولكن تحت سلطة واحدة، وسلاح واحد، وديمقراطية تحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وتاريخه، كما أكد على أهمية الاتفاق على آليات بناء الشراكة عبر صناديق الاقتراع وليس العنف، وبرعاية مصرية.
وفيما يخص ملف المساعدات الإنسانية الى القطاع، تواصل سلطات الاحتلال تعنتها في إدخال شاحنات المساعدات.
وقالت مصادر من الهلال الأحمر المصري لـ”القدس العربي”، إن سلطات الاحتلال رفضت إدخال 15 شاحنة محملة بأدوات طبية من بين 40 شاحنة أرسلها الهلال إلى معبر كرم أبو سالم.
وكان الهلال الأحمر المصري أرسل أمس، 40 شاحنة مساعدات متنوعة.
وقال مصدر أمني مصري مسؤول في معبر رفح، إن حركة المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم مازالت شحيحة وتراجعت بشكل كبير ولا تفي بحاجات أهالي غزة.
ومعبر رفح مغلق منذ اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي المحور الحدودي من الجانب الفلسطيني في 7 مايو/ أيار الماضي، وكانت مصر أعلنت رفضها التنسيق مع إسرائيل بشأن المعبر، وأوقفت دخول المساعدات لحين انسحاب قوات الاحتلال منه.
وفي مايو/آيار الماضي، اتفق الرئيسان عبد الفتاح السيسي المصري والأمريكي جو بايدن، على إرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل إلى آلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وتكدست آلاف الشاحنات في مخازن الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء، واصطفت الشاحنات التي تنتظر العبور إلى القطاع في محيط معبر رفح وفي شوارع مدن رفح والعريش والشيخ .

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.