فادي السمردلي يكتب كلب التابلو
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
تعتبر لعبة “كلب التابلو” واحدة من أكثر العناصر شهرة في عالم ديكور السيارات، إذ تُثبت هذه اللعبة على تابلو السيارة لتقوم بهز رأسها بشكل دائم كلما تحركت السيارة وتُصنع عادة من مواد بلاستيكية أو قماش، وتأتي بألوان وأشكال متعددة، مما يجعلها تجذب الانتباه وتضفي لمسة من المرح على تجربة القيادة ولكن، على الرغم من مظهرها البهيج، فإن كلب التابلو يحمل في طياته معاني أعمق تتعلق بكيفية تعاملنا مع قرارات الهامة.
يمثل كلب التابلو تجسيدًا للصورة النمطية التي يتبناها كثير من الأفراد عند مواجهة الضغوط الاجتماعية او السياسية أو العوامل الخارجية فكما يهز الكلب رأسه بشكل متكرر، يُظهر العديد من الأشخاص موافقتهم على قرارات وآراء قد تكون غير صحيحة أو غير ملائمة لاحتياجاتهم وهذه الظاهرة تُبرز أحد التحديات الرئيسية التي تواجه بعض المجتمعات الحديثة الخوف من التعبير عن الرأي أو اتخاذ مواقف حاسمة لمصلحة مادية او معنوية فإن الرغبة في الحصول على المنافع قد تدفع الأفراد إلى القبول بما يُفرض عليهم، حتى لو كانوا غير مقتنعين به.
هذا النمط من السلوك يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة. عندما يُقرّر الأفراد عدم الاعتراض على قرارات قد تضر بمصالحهم أو بمصالح الآخرين، فإنهم يصبحون عرضة للاستغلال، ويتعرضون للنتائج السلبية التي قد تتزايد بمرور الوقت فبدلاً من اتخاذ خطوات إيجابية نحو التغيير، يظل هؤلاء الأفراد في حالة من التردد، منتظرين اللحظة المناسبة للامتثال دون تقييم فعلي للقرارات المتخذة.
ومن ناحية أخرى، يُظهر كلب التابلو كيف يمكن أن تكون الاستجابة للأخطاء أو للأوضاع السلبية متأخرة أو غير فعالة فكثير من الناس يميلون إلى انتظار “القرار التالي” قبل أن يشعروا بالاستعداد للتصحيح أو إعادة التقييم، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلًا من التعامل معها بشكل مباشر فهذا السلوك لا يعكس فقط غياب المبادرة، بل يعكس أيضًا حالة من الخمول الفكري والنفسي، حيث يُفضل البعض التكيف مع الأوضاع السيئة بدلاً من مواجهة التحديات بجرأة.
في سياق ذلك، يصبح كلب التابلو بمثابة دعوة للتفكير في أسلوب حياتنا وكيفية اتخاذ القرارات ويُعتبر رمزًا لتلك اللحظات التي ينبغي فيها على الأفراد أن يتوقفوا ويتأملوا هل نحن فعلاً نوافق على ما يحدث، أم أننا مجرد تابعين لأحداث خارجية لا تتحكم في مصيرنا؟ إن اتخاذ قرارات واعية يتطلب شجاعة ووعياً، وهنا يأتي دور كلب التابلو كدعوة لإعادة تقييم طريقة تفكيرنا.
في الختام، يُمكن القول إن كلب التابلو أكثر من مجرد دمية تُزين تابلو السيارة؛ إنه يمثل تحديًا فكريًا لكل واحد منا إنه تذكير بضرورة التفكير النقدي، وعدم الخوف من اتخاذ مواقف حاسمة، والقدرة على قول “لا” عند الحاجة. إن القدرة على التصحيح واتخاذ القرارات الصائبة هي ما يميز الأفراد الناجحين عن أولئك الذين يستمرون في هز رؤوسهم بلا تفكير، لذا يجب علينا جميعًا أن نتحلى بالشجاعة للتعبير عن آرائنا ومواجهة القرارات التي تشكل مستقبلنا.
اذن لا تكن مثل كلب التابلو…كن مع الوطن ..ولا تكن مع من يخون الوطن
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.