*فادي السمردلي يكتب: مسلسل (الدغري) والسياسي*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

تدور أحداث المسلسل في قرية “كوم الحجر” حول إبراهيم الدغري. 😉😉😉 المحتال الذي يستغل سذاجة أهل البلدة والمجلس البلدي لخداعهم وسرقة أموالهم، مدعياً علاقاته مع كبار المسؤولين يقع الدغري في حب الطبيبة مها ويحاول إبعاد المدرس أحمد عنها وينجح في ذلك، ثم يتزوجها ويترشح للنيابة ويفوز، لينتقل مع زوجته إلى العاصمة مها حقيقته وتقرر الانفصال عنه والعودة لمواجهة فساده في القرية وتنجح.
تقدم أحداث مسلسل “كوم الحجر” صورة دقيقة عن الفساد والاستغلال الذي يمكن أن ينخر في المجتمعات، ويبرز كيفية استغلال الشخصيات الماكرة مثل إبراهيم الدغري للنفوذ والعلاقات الشخصية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة وإن هذا السيناريو ينعكس بصورة واضحة على واقع بعض الأحزاب السياسية حيث نجد أن الكثير منها تعتمد على العلاقات الشخصية والنفوذ لتوجيه القرارات والسياسات، مما يؤدي إلى إقصاء الشفافية والمساءلة فعلى غرار الدغري الذي يُخدع أهل البلدة ويسرق أموالهم، تعاني بعض الأحزاب من قضايا متعددة ، مما يزيد من فقدان الثقة فيها.

تتحدث بعض الأحزاب عن برامج انتخابية براقة ووعود جذابة، لكنها غالبًا ما تظل حبيسة الوعود الزائفة التي لا تتحقق بعد الفوز، مما يولد شعورًا بالإحباط لدى الناخبين وهذا ما يُظهره المسلسل من خلال استغلال الدغري لثقة أهل البلدة، ليكتشفوا في النهاية حقيقته، مما يسلط الضوء على أهمية الشفافية والمساءلة في العمل السياسي.

في خضم هذا الواقع، تلعب منظمات المجتمع المدني والشباب دورًا حيويًا في الوعي لمحاربة الفساد وتعزيز الديمقراطية وكما يُظهر المسلسل كيف يمكن للشخصيات العادية، مثل الطبيبة مها، أن تتخذ موقفًا ضد الفساد، مما يعكس الحاجة الملحة لمشاركة فعالة من قِبل المواطنين فالانتخابات، التي تُعتبر فرصة للتغيير، قد تخرج أحيانًا بنتائج متوقعة بفعل النفوذ والفساد، وهو ما يعكس الازدواجية الموجودة في المشهد السياسي.

مع تزايد الوعي الشعبي، تظهر دعوات متزايدة للابتعاد عن الفاسدين في الأحزاب السياسية، والبحث عن بدائل قائمة على النزاهة.
في النهاية، يبرز المسلسل أهمية اتخاذ موقف حازم ضد الفساد، وهو ما يتطلب من المواطنين الوعي والإرادة الجماعية لتحقيق تغيير حقيقي في الواقع السياسي وإن الواقع يثبت أن الإرادة الشعبية هي السبيل الأهم لتحقيق التغيير المنشود، تمامًا كما فعلت مها عندما قررت العودة إلى القرية والوقوف مع الشرفاء في وجه الظلم والفساد ولم يثنيها انها كانت زوجته..وهي أيضا رسالة للجميع ان الوطن اهم من الجميع..فالعلاقات والمصالح الشخصية ليست اهم من مستقبل وطن

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.