شهيدان فلسطينيان في طولكرم وجنين بنيران الاحتلال
شبكة الشرق الأوسط نيوز : واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، اقتحاماتها لمدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة في عملية تصعيد بعد هدوء استمر لنحو أسبوعين، حيث قتلت شابا في طولكرم، وفلسطينيا آخر في جنين، ونفذت حملات مداهمة واعتقال، إلى جانب أعمال تجريف وتدمير للبنية التحتية، ما أسفر عن إصابات واشتباكات في مناطق عدة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، عن استشهاد شاب، 22 عاما، برصاص الاحتلال في اقتحام مخيم طولكرم، فيما تم تسجيل 6 إصابات برصاص وشظايا القصف الجوي الإسرائيلي على المخيم، وبهذا يرتفع عدد المصابين منذ الأربعاء إلى 9 أشخاص من بينهم سيدة ونجلها من ذوي الإعاقة بشظايا صاروخ، أطلقته طائرة احتلال مسيّرة على موقع في حارة الخدمات.
ودارت مواجهات عنيفة خلال الاقتحام.
ونعت «كتائب القسام» في طولكرم، شهيدها حارث محمد عوفي.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن «طائرة تابعة لسلاح الجو استهدفت مجموعة مسلحة في طولكرم»، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وكانت قوات الاحتلال حاصرت منزلا في شارع المقاطعة المحاذي للمخيم، وهو المنطقة الشرقية للمدينة، ونادت عبر مكبرات الصوت شبانا بتسليم أنفسهم. وكانت قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها العسكرية من المحور الغربي للمدينة، باتجاه المخيم إلى جانب ناقلة وقود، وفرضت عليه حصارا مشددا، وكثّفت آلياتها على مداخله، وتحديدا الشمالي منه.
كما نشرت دورياتها الراجلة المحمولة في حارات أبو الفول، والعكاشة، والمربعة، والخدمات، والشيخ علي، والحمام، وسط سماع أصوات اشتباكات وانفجارات في المخيم.
وألحقت جرافات الاحتلال دمارا كبيرا في البنية التحتية في مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب تدميرها وتخريبها للممتلكات العامة والخاصة من جدران منازل ومحلات تجارية.
وجابت آليات الاحتلال شوارع مدينة طولكرم، وتحديدا محيط دوار خضوري في الحي الغربي، وميدان جمال عبد الناصر، وسوق الخضراوات وسط المدينة وشارع المقاطعة.
وخلال الاقتحام، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال. وأعلنت «سرايا القدس – كتيبة طولكرم»، مسؤوليتها عن استهداف آليات الاحتلال بعبوات ناسفة، مؤكدة استمرار الاشتباكات مع الجنود في المنطقة. كما أعلن جيش الاحتلال استهدافه مجموعة من الشبان في طولكرم بواسطة طائرة مسيّرة.
وفي سياق هجمات الاحتلال، اقتحمت قواته الخميس، بلدة الظاهرية جنوب الخليل، بعدد من آلياتها العسكرية، وانتشرت على الطريق الرئيس وسط البلدة، وداهمت عددا من المحلات التجارية، وأجبرت المواطنين على إخلائها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وكانت وزارة الصحة أعلنت استشهاد فلسطيني بعد منتصف ليل الخميس في مدينة جنين الشمالية القريبة. وأفادت في بيان بسقوط «شهيد برصاص قوات الاحتلال في جنين».
وقال مصدر أمني فلسطيني لوكالة فرانس برس إن القتيل هو ضابط متقاعد في المخابرات الفلسطينية يدعى عبد الله السعدي. وفي حي أم الشرايط في مدينة البيرة، أصيب شابان بالرصاص الحي في الأطراف السفلية، ونقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي جنين، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة اليامون. وفي بلدة عناتا شمال شرق القدس، أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب يقود دراجة نارية، وتركته ينزف لساعات، مانعة طواقم الإسعاف من الوصول إليه، فيما تم نقله إلى جهة غير معلومة دون معرفة طبيعة إصابته.
أما في بيت لحم، فقد أصيب خمسة أطفال فلسطينيين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال مواجهات في بلدة الخضر. كما واقتحمت قوات الاحتلال بلدات ومخيمات في محافظة بيت لحم، شملت زعترة، والشواورة، والخضر، وبيت ساحور، إضافة إلى مخيمي عايدة والعزة. وتمت مداهمة منازل المواطنين وتفتيشها، من بينها منزل هيثم دنون وأنطون أبو حمامة.
وبلغت حصيلة الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة 18 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم فتاتان، وأسرى سابقون. وفي سياق آخر، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، أن معتقلات سجن الدامون رغم عمليات المصادرة التي تمت، إلا أنهن ما زلن يحتفظن بحجابهن.
وأوضحا في بيان مشترك، أن «هذه المصادرة التي تشكل إجراء انتقاميا وانتهاكا لحقوق المعتقلات، لم تؤدِ فعليا إلى نزع الحجاب من المعتقلات، إذ يحتفظن بحجابهن، عند الخروج إلى الزيارة، أو المحكمة أو الفورة، وقد جرت عدة زيارات وخرجت المعتقلات بالحجاب».
وفي سياق مواز، هاجم مستوطنون، المزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أراضيهم في قرية شوفة جنوب شرق طولكرم.
وقال المزارع تحسين حامد إن مجموعة من المستوطنين برفقة كلاب بوليسية جاءت من مستوطنة «أفني حيفتس»، المقامة على أراضي البلدة، وهاجمتهم أثناء قطفهم الزيتون، واستولت على ثمار الزيتون، وطردتهم من أراضيهم، وهددتهم من العودة إليها تحت تهديد السلاح.
في غضون ذلك، طرد جنود الاحتلال عددا من المزارعين وعائلاتهم من بلدة كفر اللبد شرق طولكرم، أثناء وجودهم في أراضيهم لقطف الزيتون الواقع في منطقة «أرض الصوامع» غرب مستعمرة «عناب».
وقال المزارع محمد عبد الله رجب إن جنود الاحتلال اقتحموا المنطقة، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، ومنعوهم من قطف ثمار الزيتون، واعتدوا على المزارع أحمد مهند فقها بالضرب، ما تسبب في إصابته برضوض وكدمات، وتم نقله إلى المستوصف في البلدة.
وأضاف، أنهم تفاجأوا بأكثر من 100 شجرة زيتون معمرة وقديمة، مقصوصة، وتعود له وللمزارعين محمد عبد الله رجب، وعبد الفتاح محمد محفوظ، ومهند ياسين فقها.
وأوضح رجب، أنهم توجهوا إلى أراضيهم في المنطقة المذكورة بعد عام من عدم تمكنهم من الوصول إليها، لقطف ثمار الزيتون بسبب إجراءات الاحتلال في المنطقة، وإقامته برجا عسكريا قريبا منها، إلا أن قوات الاحتلال هاجمتهم اليوم وطردتهم من أراضيهم. وحسب «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، فقد نفذت قوات الاحتلال والمستوطنون، منذ بداية موسم قطف الزيتون أكثر من 253 اعتداء، منها 184 اعتداء شمال الضفة، و113 تركزت في محافظة نابلس.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.